تناقلت المواقع الإلكترونية المختلفة وكذا مواقع التواصل الإجتماعي – فيس بوك وتويتر- أخبارا وصورا مختلفة عن قطع شجرة مريم بمنطقة المطرية.. ووصل الأمر إلى التلميح أن المتطرفين وراء الحادث حيث أنالشجرة لها قدسية خاصة في قلوب كل أقباط مصر فضلا عن قيتمها الآثرية شديدة الأهمية كمكان نال بركة من رحلة العائلة المقدسة لمصر.
وتابع وطني نت الحدث.. فذهبنا إلى حى المطرية وبالتحديد شارع “المطراوي” للوصول إلى حقيقة ما حدث لهذا الأثر بالمطرية وهى الشجرة التى مكثت تحتها السيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار اثناء رحلتهم الى مصر..
وكان لوطنى نت عدة لقاءات مع المسئولين عن منطقة أثار شجرة مريم والذين نفوا جميعا ما تردد عن اقتلاع الشجرة أو قطعها.
فى البداية قال “هشام أبو ضيف” – أحد العاملين بالمكان، كمسئول أمن المنطقة الأثرية للشجرة: “كنا جالسين بالمكان وفى نحو الساعة الرابعة عصرا سمعنا اصوات دربكة وسقوط شئ كبير وفوجئنا بأن الشجرة المجاورة لشجرة مريم الاصلية سقطت على سور المكان بدون أن يقترب منها أحد ، موضحا أن – الشجرة التي وقعت – تعتبر من الجيل الثالث لشجرة مريم..
وأكدت “هناء اسكندر” – مسئولة اثار بمنطقة شجرة مريم ونائب مدير المنطقة، أن الشجرة التى سقطت عمرها يتجاوز 70 سنة وهى الوحيدة التى كانت خضراء ومورقة بين أجيال الشجرة الثلاثة، فالجيل الأول كان شجرة العذراء الأصلية التى استراحت عندها العائلة المقدسة وتلك ادركها الوهن والضعف فسقطت فى عام 1656م. وأضافت أن مجموعة من الأباء رهبان الفرنسيسكان جمعوا فروعها وأغصانها وقتها لمحولة الحفاظ عليها. اما الشجرة التى نبتت مكانها ولعلها كانت من جذور الشجرة الاولى الأم ،فترجع الى عام 1672 وتلك هي التي كتب عليها جنود الحملة الفرنسية. أما شجرة الجيل الثالث فقد سقطت – منذ ايام- بفعل العوامل الجوية دون سابق انذار على سور حديث كان مقام لتحديد الحرم الاثرى للمنطقة مما احدث به بعض التلفيات الامر الذى يستدعى هدم السور وبناءة من جديد.
والقت الضوء على البدء السريع في الأمر بتقطيع جذوع الشجرة بسبب إعاقتها لحركة المرور – بعد سقوطها – لان الشارع يقع فى منطقة سكنية مزدحمة بالسكان فضلا عن مدرسة ابتدائية والحركة لاتنقطع نهارا وليلا.
ومن جانبها أفادت المهندسة الزراعية للمنطقة “ابتهاج محمد ” أن أهم أسباب السقوط خلخلة التربة بسبب أعمال التعرية التى تعرضت لها يوم الإثنين الماضى وربما لإنخفاض منسوب المياة تحت الأرض، وقد يكون لرشح مياة الصرف الصحى دور في الخلخلة، وجاري الأن عمل معانات وأعمال صيانة وترميم حيث تم وضع طبقة من الأسمنت على أطراف الجزوع المقطوعة لكى تحتفظ الجزوع بنضارتها وتمنع جفافها، ومن المنتظر أن بعد إجازة عيد الاضحى سيتم احضار بلدوزر لعدلها _ وإن كان رأي “إبتهاج” بقاءها على الوضع الحالي.
أما “السيد إبراهيم” – مدير الإدارة الهندسية بالمنطقة، فقال إنه سوف يتم ترميم السور وتحديث المكان بالتعاون مع الكنيسة والمجلس الأعلى للأثار وسوف يتم أخذ فرع من الشجرة التوأم الموجودة بالكنيسة داخل الموقع مطالبا بنقل الشجرة التى سقطت فى مكان أخر بعيد عن الشجرة الأصلية حفاظا عليها من المياة الجوفية.