الزمان: أبريل 33م – أكتوبر 2013
المكان: الجلجثة – كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق
الحدث: السيد المسيح يصلب من جديد
الحدث الموازى: استشهاد الطفلتين مريم ومريم
“هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه..”.. هكذا عاشت المريمتان الطفلتان شهيدتا مذبحة الوراق أصدق معانى الفرح تهللاً مع داود النبى فى مزموره، وفى الوقت الذى اخترقت فيه رصاصات الخيانة جسدها النحيل.. كانت هناك عودة الروح بسر لا ينطق به.. وبينما تتعالى الأصوات وتذرف الآهات والعبرات وتشق الصرخات الفضاء الكونى الفسيح حزناً وكمداً على الرحيل الدامى.. تدق هناك السماء السرمدية طبول الفرح لتعلن الزفاف الحقيقى الذى لا يقترب منه إرهابى ولا يفسده رصاص الغدر..
هناك تقابلت المريمتان: مريم أشرف ذات الثمانية أعوام ومريم نبيل ذات الاثنى عشر عاماً، بالمريمات الثلاث: مريم المجدلية، مريم أم يوسى ويعقوب، ومريم أم ابنى زبدى (مت 27: 56) اللائى تبعن السيد المسيح حتى مكان الصلب (الجلجثة).. لن نعرف أبداً سيناريو اللقاء وماذا حدث؟ فهذه كلها أسرار لا نستطيع الاقتراب منها.. لكن المؤكد أن سراً فائقاً ربط بينهن.. إنه سر الحب اللانهائى الذى يأخذنا من هذا العالم المنظور بكل نقائصه ونقائضه إلى العالم السرمدى بكل كماله وجماله.. إنه سر الإيمان المطلق فى وعود الله الحقيقية..
أصدقكم القول: إننى أكتب هذه السطور وأنا أعلم تمام العلم ما يعتمل فى صدور أسر الشهيدتين (مريم أشرف ومريم نبيل) والأحزان التى تعتصرهم ولا تقوى عليها كل عبارات الصبر والتعزية..
إذن: ماذا نقول؟ عن طفلتين صعدتا إلى السماء ووقفتا أمام العرش الإلهى تنزفان دماً من كل جزء فى الجسد الطفولى البرئ الذى ثقب وتهرأ بفعل إحدى وعشرين طلقة نارية، جاء نصيب مريم أشرف منها ثمانية رصاصات بالتوازى مع سنوات عمرها، وبقى النصيب الأكبر “13طلقة” لمريم نبيل ذات الاثنى عشر عاماً.. فتشبع رداؤهما الأبيض الطاهر بالدم الذى أسيل بقلب بارد..
الأولى: ترقص وتغنى وتمرح طوال الطريق من منزلها إلى الكنيسة لحضور حفل الزفاف الدامى.. حضنت مريم أشرف جدتها وكل أقاربها وقبلتهم قبلة الوداع فى مشهد إنسانى عجيب، وكانت آخر كلماتها: “أنا تعبانة قوى يا بابا”.. وها هى الراحلة الأبدية.. طوباك يا مريم يا ابنتى الغالية التى لم ألدها بل لم أرها قط فى الحياة الجسدية..
وأما الثانية: مريم نبيل فقد ارتدت رداء أبيض أقرب إلى رداء الزفاف ولم لا؟ وقد بلغت الثانية عشر وبدأ حلم الحب والزواج يداعب أفكار فؤادها.. وها هى.. أصبحت عروساً للسماء..
وأجدنى هنا استحضر صفحات حية من تاريخ الكنيسة القبطية الوطنية، فها هى القديسة رفقة التى ذبح أطفالها على حجرها بيد الرومان وهى لا تزال تقويهم وتشجعهم.. فاستشهدت آخرهم. استحضر الطفل ذا الأربعة أعوام الذى ذبح والده أمام عينه بمحافظة سوهاج فى نوفمبر 2011 لا لشئ إلا لكونه مسيحى..!!..
ماذا نقول؟ عن الإرهاب الأسود الذى أصبح يطول الأخضر واليابس.. ولا يفرق بين مسيحى ومسلم.. بين كفل وكهل.. لقد أرادوا أن يهدموا دولة القانون مستهدفين مصرنا الحبيبة.. وإن كانوا اغتالوا الطفلتين مريم ومريم، فحقيقة الأمر أنهم يغتالون أطفال مصر جميعاً.. ولكن لن يقدروا بغد اليوم.. فمصر مقبرة الغزاة من الهكسوس إلى الإخوان..
ماذا نقول؟ لقد تحولت كنائس مصر التى تشهد القتل والترويع يوماً بعد يوم إلى الجلجثة مجدداً ولسان حالهم يقول: “اصلبه.. اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا”.. “تأتى ساعة فيها يظن كل ما يقتلكم أنه يقدم خدمة لله”.. هكذا قالت وعود الله الصادقة.. فهل نمى إلى علم هؤلاء أن الجلجثة لن تعد مسرحاً للدم وعفونة الموت.. بل أصبحت مكاناً للأعراس السماوية.. هل نمى إلى علم هؤلاء أن الخروج من هذه الحياة يعد عبوراً من الظلمة إلى النور خروجاً من الليل إلى النهار…؟
صعدت الذبيحتان مريم أشرف ومريم نبيل إلى الذبيح الأعظم حيث العرس السماوى الذى يبقى خالداً إلى أبد الآبدين.. فنقول بملء القلب والعقل: “المريمتان.. الجلجثة والخروج إلى النهار”..
هناك تقابلت المريمتان: مريم أشرف ذات الثمانية أعوام ومريم نبيل ذات الاثنى عشر عاماً، بالمريمات الثلاث: مريم المجدلية، مريم أم يوسى ويعقوب، ومريم أم ابنى زبدى (مت 27: 56) اللائى تبعن السيد المسيح حتى مكان الصلب (الجلجثة).. لن نعرف أبداً سيناريو اللقاء وماذا حدث؟ فهذه كلها أسرار لا نستطيع الاقتراب منها.. لكن المؤكد أن سراً فائقاً ربط بينهن.. إنه سر الحب اللانهائى الذى يأخذنا من هذا العالم المنظور بكل نقائصه ونقائضه إلى العالم السرمدى بكل كماله وجماله.. إنه سر الإيمان المطلق فى وعود الله الحقيقية..
أصدقكم القول: إننى أكتب هذه السطور وأنا أعلم تمام العلم ما يعتمل فى صدور أسر الشهيدتين (مريم أشرف ومريم نبيل) والأحزان التى تعتصرهم ولا تقوى عليها كل عبارات الصبر والتعزية..
إذن: ماذا نقول؟ عن طفلتين صعدتا إلى السماء ووقفتا أمام العرش الإلهى تنزفان دماً من كل جزء فى الجسد الطفولى البرئ الذى ثقب وتهرأ بفعل إحدى وعشرين طلقة نارية، جاء نصيب مريم أشرف منها ثمانية رصاصات بالتوازى مع سنوات عمرها، وبقى النصيب الأكبر “13طلقة” لمريم نبيل ذات الاثنى عشر عاماً.. فتشبع رداؤهما الأبيض الطاهر بالدم الذى أسيل بقلب بارد..
الأولى: ترقص وتغنى وتمرح طوال الطريق من منزلها إلى الكنيسة لحضور حفل الزفاف الدامى.. حضنت مريم أشرف جدتها وكل أقاربها وقبلتهم قبلة الوداع فى مشهد إنسانى عجيب، وكانت آخر كلماتها: “أنا تعبانة قوى يا بابا”.. وها هى الراحلة الأبدية.. طوباك يا مريم يا ابنتى الغالية التى لم ألدها بل لم أرها قط فى الحياة الجسدية..
وأما الثانية: مريم نبيل فقد ارتدت رداء أبيض أقرب إلى رداء الزفاف ولم لا؟ وقد بلغت الثانية عشر وبدأ حلم الحب والزواج يداعب أفكار فؤادها.. وها هى.. أصبحت عروساً للسماء..
وأجدنى هنا استحضر صفحات حية من تاريخ الكنيسة القبطية الوطنية، فها هى القديسة رفقة التى ذبح أطفالها على حجرها بيد الرومان وهى لا تزال تقويهم وتشجعهم.. فاستشهدت آخرهم. استحضر الطفل ذا الأربعة أعوام الذى ذبح والده أمام عينه بمحافظة سوهاج فى نوفمبر 2011 لا لشئ إلا لكونه مسيحى..!!..
ماذا نقول؟ عن الإرهاب الأسود الذى أصبح يطول الأخضر واليابس.. ولا يفرق بين مسيحى ومسلم.. بين كفل وكهل.. لقد أرادوا أن يهدموا دولة القانون مستهدفين مصرنا الحبيبة.. وإن كانوا اغتالوا الطفلتين مريم ومريم، فحقيقة الأمر أنهم يغتالون أطفال مصر جميعاً.. ولكن لن يقدروا بغد اليوم.. فمصر مقبرة الغزاة من الهكسوس إلى الإخوان..
ماذا نقول؟ لقد تحولت كنائس مصر التى تشهد القتل والترويع يوماً بعد يوم إلى الجلجثة مجدداً ولسان حالهم يقول: “اصلبه.. اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا”.. “تأتى ساعة فيها يظن كل ما يقتلكم أنه يقدم خدمة لله”.. هكذا قالت وعود الله الصادقة.. فهل نمى إلى علم هؤلاء أن الجلجثة لن تعد مسرحاً للدم وعفونة الموت.. بل أصبحت مكاناً للأعراس السماوية.. هل نمى إلى علم هؤلاء أن الخروج من هذه الحياة يعد عبوراً من الظلمة إلى النور خروجاً من الليل إلى النهار…؟
صعدت الذبيحتان مريم أشرف ومريم نبيل إلى الذبيح الأعظم حيث العرس السماوى الذى يبقى خالداً إلى أبد الآبدين.. فنقول بملء القلب والعقل: “المريمتان.. الجلجثة والخروج إلى النهار”..