رائد الحوار
أنه فرنسيس الأسيزي، (1181 – 1226)، رجل الله القديس الذي لا يزال يجذب حتى يومنا هذا جمعاً غفيراً من الأشخاص، من كل الأعمار والديانات.
لقد كرَّس حياته لله في التخلّي وإعلان الإنجيل متخذاً خياراً جذرياً بعد سماعه الدعوة السماوية ثلاث مرات تقول له: ”يا فرنسيس إذهب ورمم بيتي“. أنه ومن خلال حياته ولقائه مع السلطان ملك الكامل في دمياط منذ عام 1219 فتح درب حوار فعّال بين المسيحيين والمسلمين.
”الإخوّة الشاملة“ ومحبته للخليقة عبر ”نشيد الخلائق“، قيم وحقائق نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى.
بساطته وتواضعه وإيمانه ومحبته وطيبته نحو كل إنسان جعلته سعيداً في كل الظروف، وهذا ما يجعله رجل لكل العصور والثقافات.
I- الحوار مع الله
لا يستقم الحوار إلا إذا إنطلق من الحوار مع الله.
فكان يردد دائماً جملته الشهيرة: ”من أنت ومن أنا يالله ؟“
يقوم الحوار أولاً على الإصغاء والبحث الصادق عن الحقيقة ”ماذا تريد مني يارب أن أفعل ؟“، لقد استجابت السماء وأتته بالدعوة الرائعة: ”إذهب ورمم بيتي“.
رمّم بيته الداخلي (القلب والفكر والإرادة) بالتواصل والحوار الدائم أولاً مع الله، فكان يتغنّى قائلاً:
“أنت الخير، كل الخير، الخير الأعظم ،أنت الحب، أنت القريب والبعيد – أنت الدواء والطبيب إلخ..“
معايير وأسس الحوار عند فرنسيس:
أ – كل إنسان هبه وهدية، عطية من الله.
ب – في كل إنسان صورة الله والتي هي مصدر كرامته وقيمته.
ج – الجميع متساوون أمام الله ولهم حقوق .
حق أن يُحِب ويُحَب – أن يعيش / يتعلم / ينمو / حرية العبادة
سنواصل في العدد القادم الحوار مع القريب وحوار الأديان والثقافات.