أحداث كرداسة وأطفيح بمحافظة الجيزة
منطقة كرداسة:
##وطني## كانت شاهد علي المدينة التي كان يصعب علي الغرباء دخولها وتحولت لمدينة الرعب, التي دفع أقباطها ثمن الإرهاب الذي أحرق كنيستهم وتسبب في هجرة ما يزيد علي 75% من الأقباط للبلدة وتوقف حياتهم قبل عودتهم مرة أخري قبل الاقتحام بأيام لارتباط أبنائهم بالعام الدراسي, ليعيشوا كغرباء في منازلهم في ظل تزايد المسيرات الإخوانية بشكل يومي والهتاف ضدهم, لترتسم الابتسامة علي وجوههم مع شركائهم من المسلمين العقلاء لعودة الأمن للبلدة, وينتظر أقباط قري كفر حكيم والمنصورية التابعتين لكرداسة نفس الخطوة الأمنية لتجفيف منابع الإرهاب لديهم بعد استمرار مسيرات المتشددين يوميا وتهديد حياتهم بعد حرق نقطة شرطة المنصورية وتدمير كنيسة العذراء وحرق كنيسة العذراء بكفر حكيم والاعتداء علي متاجر المسيحيين.
كنيسة الملاك ميخائيل وكنيسة العذراء:
بدأت جولتنا إلي مركز كرداسة قبل اقتحامه من محور منطقة صفط اللبن, وكان علينا دخولها مبكرا قبل بدء الحركة فيها, لاسيما أنهم قادرون علي رصد الغرباء, وبعد أن قطعنا مسافة طويلة بين الزراعات وصلنا إلي مدخل المدينة بمساعدة أحد سكانها الذي استطاع الوصول بنا إلي كنيسة الملاك ميخائيل من طرق وشوارع خلفية ضيقة تكاد تسمح بمرور سيارة بصعوبة, وعند وصولنا إلي الكنيسة رصدنا عبارات كتبت علي أسوارها من الخارج منها “ولسة.. هنوريكم الغضب بجد” و “إسلامية إسلامية” و “يسقط يسقط حكم العسكر”.. وتظهر بوابة الكنيسة وتم هدم الصليب أعلاها ومازالت آثار الحرق والسواد ترتسم علي جدرانها.
عند دخولنا الكنيسة, وهي عبارة عن ثلاثة مبان, وبها ساحة, كتبت علي جدرانها عدة عبارات مسيئة للأقباط, ووسط هذه الساحة الصليب الذي تم إسقاطه من أعلي قبة الكنيسة, وتظهرآثار التدمير الهائل لكنيسة الملاك ميخائيل وهدم هياكلها ولم يتبق منها سوي حطام وجدران متصدعة من آثار النيران وبجوار الكنيسة مبني آخر للخدمات الذي حرق أيضا وبجواره كنيسة الأنبا أبرآم التي دمرت ولم يتبق من مبناها سوي مبني للخدمات بالدور الثاني, والذي تعرض للنهب والتدمير, حتي أنهم أحرقوا غرفة الحارس والمكتبة ودورات المياه, حتي إن رفات القديسين بالكنيسة قاموا بسرقتها ظنا أن بداخل الصناديق التي توضع بها الرفات ذهبا أو أموالا.
التقينا رضا حكيم أحد شهود العيان والذي تواجد بالكنيسة أثناء الاعتداء عليها, والذي روي الأحداث قائلا: “يوم 14أغسطس قاموا باقتحام مركز شرطة كرداسة وحرقه وقتلوا الضباط ومثلوا بجثثهم بعد جرهم بالشوارع بالقرب من مسجد الشاعر, ثم توجهوا إلي الكنيسة وكنا بداخلها 8أشخاص وعند وصولهم وعددهم نحو ألفي شخص اقتحموا البوابة وصعد أحدهم أعلي البوابة وأنزل الصليب وسط هتافات التكبير ثم بدأوا في عملية تدمير الكنيسة بعد الاعتداء علي ثلاثة منا, وأحدثوا بهم إصابات وكسورا وتم إنقاذهم بأعجوبة, وهربنا من باب خلفي للكنيسة ولجأنا إلي منزل أحد المسلمين المجاور للكنيسة, وصعدنا أعلي منزله نراقب, فصعد بعضهم أعلي القباب وكسروا الصليب الأخير, وبدأت بعدها عملية إشعال النيران في الكنيسة.”
وأضاف حكيم أن المعتدين قاموا بعملية نهب وسرقة كافة محتويات الكنيسة قبل حرقها حتي إنهم قاموا بسرقة 18صندوقا تحتوي علي رفات من أجساد القديسين, وهم يظنون أنها تحتوي علي أموال, ولم يتم العثور سوي علي أربعة منها فقط, والأخطر حرق كتب أثرية مكتوبة بخط اليد ونهب مستلزمات الفقراء ##إخوة الرب## وقام بعضهم بكتابة عبارات مسيئة علي جدران مباني الكنيسة من الداخل.
وأكد أن بعض منابر المساجد لعبت دورا في التحريض قائلاً: “استيقظنا علي أصوات مكبرات المساجد صباح فض الاعتصام وهي تذيع وتطالب الجميع بالخروج ردا علي فض الاعتصام, وفوجئنا بتجمعات كبيرة ومتشددين يأتون من مناطق ناهيا والمنصورية وأبورواش والخيامية, ولم يخرج الأقباط من منازلهم خوفا من البطش بهم وتسبب مشهد المذبحة التي وقعت بمركز الشرطة في حالة هلع للمسيحيين دفعت البعض منهم لمغادرة المدينة لاسيما أن العديد منهم تعرض لتهديدات, ولكن مؤخرا عاد الكثير منهم لبدء العام الدراسي وارتباط أبنائهم بالمدارس بالمدينة.”
روى القمص “يوليوس” – كاهن كنيسة “الملاك ميخائيل” بقرية كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة لحظات الهجوم على الكنيسة من قبل الإخوان المتطرفين مساء الأربعاء الأسود – 14 اغسطس. والتى أسفرت عن تفحم كامل للكنيسة.
قال القمص “يوليوس”: “عقب أحداث فض الإعتصامات بالقاهرة هاجم المتشددون قسم شرطه كرداسة وقاموا بقتل مأمور القسم ونائبه وضابطين وقاموا بالتمثيل بجثثهم.. وبعدها خرجوا فى مسيرة تجاه الكنيسة. وكان داخل الكنيسة في هذا الوقت بعض الشباب المسيحى الذى فضل البقاء لحماية الكنيسة من أى هجوم، حيث كان متوقع..
وعقب وصول المتشددين قاموا بقذف الكنيسة بالحجارة وبدأت عملية اقتحام البوابة الرئيسية وسط هتافات التكبير “الله اكبر” و”اسلامية اسلامية”، والحشود التى هاجمت الكنيسة كانت ضخمة فقد تم كسر البوابة والاعتداء على الشباب بالداخل، فأسرع الشباب بالهروب من الباب الخلفى للكنيسة. قام الأخوان بدخول الكنيسة وسرقتها ونهبها ثم دخلوا مبنى الخدمات ونهبوه بالكامل أيضا. ثم اشعلوا النيران فى الكنيسة وجميع المبانى الملحقة بالكنيسة. استمرت الحرائق لأكثر من 4 ساعات ولم يسمح الإرهابيين خلالها بدخول سيارات الإطفاء للسيطرة على الحريق.
فأدى ذلك إلى تفحم كنيسة “العذراء القديمة” – التى يعود تاريخ بنائها إلى 1930 وكنيسة “الملاك ميخائيل” و”مبنى الخدمات” و”الحضانة” “
وقال القمص “يوليوس” أن الكنيسة تخدم 300 أسرة مسيحية بكرداسة بالإضافة إلى 300 أخرين من أربعة قرى مجاورة لهم، مشيرا أن ما حدث كان هجمة إرهابية لم تحدث على مدار التاريخ المصرى الحديث فحرق ونهب هذا الكم الهائل من الكنائس من جماعة إرهابية تطمع فى السلطة.
وتساءل ماذا فعلت الكنائس حتى يتم مهاجمتها بهذه الطريقة؟ ولماذا يدفع الأقباط الثمن فى كل صراع سياسى يحدث؟ ويتم تحميل الأقباط كل مسئولية ما يحدث في أى خلاف سياسى؟
وقال نيافة الانبا ثيودسيوس – أسقف الجيزة: ” قوات الجيش والشرطه تصدت لمحاولات أنصار الرئيس المعزول من اقتحام مطرانية الجيزة – بشارع مراد بإطلاق القنابل المسيلة للدموع أثناء مسيرة للأخوان التي كانت قادمة من ميدان الجيزة، وقام عدد من المسلمين بتشكيل لجان شعبية لحماية مبنى المطرانية.
وتواجد مجموعة من الشباب المسلم مع الأقباط لحماية الكنيسة.
وأكد أسقف الجيزة أن الشباب المسلم أطلق مبادرة حماية الكنائس مع الشباب المسيحى وقاموا بعمل سلاسل بشرية على كل كنائس المطرانية، مما احبط محاولات التيارات المتشددة من اقتحام أو حرق الكنائس، و تلك المبادرات تؤكد عمق المحبة والوحدة بين المصريين.
قرية كفر حكيم:
حرق كنيسة العذراء بكفر حكيم
تحركنا سريعا من وسط كرداسة في شوارعها الضيقة وأثناء السير إلي كفر حكيم التي تبعد 20كم, وأثناء سيرنا بالسيارة مررنا علي بعض القري التي روي عنها أنها داعمة لهذه الاعتداءات مثل أبورواش والمعتمدية, وعند دخولنا كفر حكيم سرنا في طريق ضيق بين الزراعات تتخلله بعض محلات ملابس القطن نظرا لوجود مصانع للغزل والنسيج بهذه المنطقة, لم يختلف حال الكفر عن منطقة كرداسة, من حيث تشابه السكان وتردي الخدمات, عند وصولنا إلي شارع الوحدة المحلية الموجودة به الكنيسة, وهي عبارة عن مبني من 5طوابق وأمام البوابة أكوام من الرماد ومخلفات الحريق التي تم إخراجها من مبني الكنيسة, كان بعض الأطفال يلعبون داخل الكنيسة وبالدور الأول لا توجد سوي جدران سوداء وظلام دامس بعد تدمير كافة مراكز الكهرباء.
التقينا القس “بقطر أسعد” – كاهن كنيسة العذراء بكفر حكيم الذي يقع منزله بجوار الكنيسة وتعرض منزله للرشق بالحجارة وقال: “سمعنا طوال الوقت عن التهديد بحرق أقسام الشرطة والكنائس في حالة فض الاعتصام حتي تحول الأمر إلي واقع, فتم مهاجمة أربعة متاجر ومنزل وتكسير الواجهات وتحولوا إلي الكنيسة وحاول بعض المسلمين التصدي لهم بإطلاق النيران لكني رفضت هذا حتي لا يقتل أحد, فيستغلوا الأمر ذريعة بأن الأقباط هم من قتلوه ويتم الانتقام منهم, فتحوا الكنيسة وأشعلوا النيران في طابقين وعند محاولة إشعالهم النيران في مبني الكنيسة بالدور الثالث كانت النيران حاصرتهم حتي أن بعض المعتدين لم يجدوا وسيلة سوي كسر نوافذ الكنيسة للهروب منها, وأسفرت الخسائر عن حرق كامل لقاعة المناسبات ومشغل وحجرة القربان وغرفة الحارس ومكاتب الكهنة ومخزن لإخوة الرب وسرقة التكييفات والأجهزة الكهربائية وتقدر إجمالي الخسائر بحوالي 650ألف جنيه, وحتي الآن ننتظر معاينة النيابة لتحديد مصير العمل وموقف الدولة من إعمار ما تم تدميره في هذه الهجمة الإرهابية التي كانت تستهدف في المقام الأول حرق مصر وإشعال حرب أهلية.”
وأضاف أن الكنيسة بنيت في عام 2006 ودشنت بيد الأنبا ثيئودوسيوس – أسقف الجيزة قبل تقسيم الإيبارشيات في فبراير الماضي وتخدم 300أسرة, مشيرا إلي أن الأوضاع مازالت حتي الآن تنذر بخطر لاستمرار مسيرات الإخوان ومحاولتهم استفزاز المسيحيين بالتظاهر أمام متاجرهم ومنازلهم وإن كان العقلاء من المسلمين يحاولون منعهم والتصدي لهم, ولكن قيامهم بإقامة منصة إذاعية بالكفر يؤكد أن الأمور لا تسير علي ما يرام في ظل غياب الأمن عن مركز كرداسة والقري التابعة له.
* حصر لخسائر الأقباط بقرية كفر حكيم بالجيزة
التعديات
تكسير واجهة متجر اخشاب – ملك مجدي داودتكسير واجهة متجر للاثاث – ملك عماد ماهرتكسير واجهة متجر نجاره – ملك عماد داودتكسير واجهة متجر موبليات – ملك رضا ماهرنهب وتكسير واجهة منزل – ملك مكرم عطية
* قرية المنصورية:
نهب وتدمير كنيسة العذراء بالمنصورية
قطعنا طريقا طويلا من كفر حكيم إلي قرية المنصورية مسافة لا تقل عن 30كيلومترا, وعند وصولنا توقفنا أمام نقطة شرطة القرية التي أحرقها الإخوان ومازالت شاهدة علي جرائمهم, لم يكن أمامنا سوي السير علي الأقدام للوصول إلي كنيسة العذراء ومرورا وسط سوق شعبية حتي نصل إليها حيث تقع بشارع صغير لا يزيد عرضه علي مترين, والكنيسة عبارة عن مبنيين منفصلين يتوسطهما منزل تملكه الجمعية الشرعية الإسلامية ويستأجره أحد المسلمين الذي رفض بيعه للكنيسة.
التقينا شباب وخدام الكنيسة وقمنا بزيارة المبني الأول باسم كنيسة العذراء والأنبا كاراس, التقينا حنا روفائيل وروي تفاصيل الهجوم علي الكنيسة, وقال: الإسلاميون لم يحرقوا الكنيسة لأن جميع المنازل المحيطة بها يمتلكها مسلمون وكانوا يخشون انتقال النيران إليها فقاموا بنهب وتدمير قاعة مناسبات بالدور الأول وتدمير كنيسة العذراء والأنبا كاراس في الدور الثاني وهدم حجاب الهيكل والمقصورات والأيقونات وتدمير ونهب رفات أجساد القديسين لأكثر من 16صندوقا وتدمير المعمودية ومكتبة, ولم يترك المعتدون حائطا أو عمودا من أعمدة المبني إلا وكتبوا عبارات مسيئة للأقباط.
أما المبني الثاني هو عبارة عن مساحة صغيرة مكون من أربعة طوابق يصل بينها سلم حديدي, وفي الدور الأول كنيسة العذارء القديمة ودمرت بالكامل.
ويحدثنا “إبراهيم يوسف” وهو يقوم برفع آثار التدمير التي طالت المبني وصعدنا إلي الدور الثاني حيث مذبح مقدس باسم الشهيدة دميانة وتم هدم الهيكل وتمزيق الكتب المقدسة والأيقونات, وهذا نفس المصير لمحتويات الدور الثالث وبه مذبح مقدس باسم “أبونا عبدالمسيح المناهرى”, وبالدور الرابع حضانة للأطفال ومخزن للفقراء, وأثناء الاعتداءات صعدوا إلي السطوح وكسروا الصليب وأنزلوه من أعلي قبة الكنيسة الصغيرة.
*حصر لخسائر الأقباط بقرية المنصورية:
التعديات |
سرقة محل جواهرجي بقرية المنصورية – جورج جرجس |
نهب وتدمير 4 منازل – ملك لكنيسة العذراء يعيش فيهم معلم الكنيسة وخادم الكنيسة وأسرته والباقي لأخوة الرب |
الاعتداء على محل حدايد وتدمير بعض اجزاؤه – ملك صبحي عياد |
مركز أطفيح:
تجمهرات حول كنيسة صول – بمركز أطفيح ومحاولات لاقتحامها:
تجمهر المئات من المتشددين الإسلاميين أمام كنيسة الشهيدين بقرية صول بمركز أطفيح بمحافظة الجيزة مرددين هتافات التكبير محاولين اقتحامها وقال القس “فليمون” – كاهن الكنيسة أن ما يقرب من ١٠٠٠ شخص يتجمعون الآن أمام كنيسة الشهيدين بصول مرددين هتافات التكبير ويريدون اقتحام الكنيسة ويتصدى لهم الشباب المسيحي وعدد من المسلمين العقلاء بالقرية.
والجدير بالذكر أن تلك الكنيسة تم هدمها على يد متشددين في مارس ٢٠١١ وقام الجيش ببناءها.
وقال الأنبا “زوسيما” – أسقف أطفيح: “تعرضت مطرانية أطفيح لهجوم من المتشددين وقاموا بإقتحام مبنى المطرانية ونهب وسرقة كنيسة “كرمة الرسل” ونجح القائمين على المطرانية بتهريب بعض الأطفال – الذين كانوا فى رحلة قادمة من كنيسة “مارجرجس” بالوراق – إلى منازل الجيران . وكذلك تهريب كهنة الكنيسة بالمطرانية قبل عملية الهجوم مباشرتا. وأشار أنه تم أيضا محاصرة كنيسة “العذراء” بالفهامين – بمركز “الصف”.