يراودي شعور بالحزن والألم كلما تذكرت أجمل سنوات حياتي التي قضيتها في هذا الركن من الوطن الحبيب ، الذي غاب عنه الأمن والأمان من فترة طويلة ….فرغم ما تتمتع به سيناء من ثروات طائلة وموقع استراتيجي متميز وسحر طبيعة خلاق حباها الله به …
يراودي شعور بالحزن والألم كلما تذكرت أجمل سنوات حياتي التي قضيتها في هذا الركن من الوطن الحبيب ، الذي غاب عنه الأمن والأمان من فترة طويلة ….فرغم ما تتمتع به سيناء من ثروات طائلة وموقع استراتيجي متميز وسحر طبيعة خلاق حباها الله به … إلا أنها أهملت لسنوات عديدة دون التفكير في تنميتها واستثمار خيراتها.. حتى أصبحت مسرحا تمثل فيه أكبر عمليات إرهابية تغتال الأيادي الآثمة يوما بعد يوم جنودا وضباطا ومدنيين سالت دماؤهم على تراب هذه الأرض المقدسة … ودفع أهالي سيناء ثمنا غاليا من فقدانهم الأمان والإستقرار وعدم الاطمئنان على حياة ذويهم … لقد دق ناقوس الخطر عندما بدأ مخطط تهجير الأقباط من رفح بالإكراه دون تدخل ملموس من الجهات الأمنية في ذلك الحين ، بل اكتفوا بتنفيذ رغبة هؤلاء الارهابيين الذين يجدون متعتهم وملاذهم في ترويع الأمنين السلميين، وتوالت الأحداث بعدها عندما تكررت محاولات تفجير خط الغاز بالعريش دون ان يتم القبض على الجناه ، حيث كان الفاعل مجهول في كل مرة حتى وصلت عدد مرات التفجير إلى ستة عشرة مرة … كانت جميعها تمهيدا لإرتكاب مزيدا من العمليات الإرهابية حيث لم يجد هؤلاء من يردعهم ويردهم عن افعالهم الاجرامية ، حتى دفع شبابنا الأبرياء وجنودنا حياتهم ثمنا باهظا … ومن تلك اللحظة بدأت الجهات المسؤولة تفيق على خطورة الوضع الأمني في هذه المنطقة الحرجة بسبب طبيعتها الجبلية الواسعة التي تحتاج لدراسة جغرافية دقيقة قبل التعامل معها…
لقد لمسنا بالفعل في الأشهر القليلة الماضية تحركات غير مسبوقة للجيش المصري لتطهير المنطقة من البؤر الإجرامية وهدم المخطط الذي كان يستهدف التنازل عن هذا الجزء الغالي من الوطن لصالح جماعات لا تنتمي إلينا بصلة ، وإنما هدفها بسط يدها وسيطرتها على شيء ليس ملكا لها ، لقد حاولت الجماعات الإرهابية فرض سيطرتها على سيناء لتقسيمها وتفتيتها ،وذلك تلبية للمقترح الذي كانت اسرائيل تنوي تنفيذه بالمنطقة وهو استقطاع 600 كيلو متر مربع من سيناء لقطاع غزة لإقامة الفلسطينيين عليها وانشاء مشاريع اقتصادية لهم ، في الوقت الذي تستطيع فيه اسرائيل التوسع في مشروعاتها في الضفة الغربية ، وذلك على حساب أمننا واقتصادنا ومستقبل ابنائنا القادم….
هذه الخطة لا يطلق عليها سوى خطة الشيطان التي ساهم الرئيس المعزول في تنفيذها إرضاء لأطماع جماعته وتحقيقا لمصالحه الشخصيه وبقائه على كرسيه ، وهذا ما أكدته جماعته في وسائل الاعلام والتي افادت أن جميع العمليات الارهابية في سيناء لها علاقة مباشرة بعزله وانها لن تتوقف إلا بعودته …
لقد غابت عنه كل معاني الوطنية والانتماء لهذا الوطن الغالي ، واستبدل هذه المعاني السامية التي لا تقدر بثمن بأطماع شخصية زائلة ومنافع لن تجني مصر من ورائها سوى الدماء بخوض حرب جديدة لإسترداد أرض سيناء من جديد ، وكأن سيناء كتبت عليها العزلة عن باقي الوطن الأم …
لم يدرك عبر فكره المحدود أن هناك أبطالا دفعوا أرواحهم ثمنا غاليا لعودة هذا القلب النابض من جديد … لم يدرك أن هناك أسرا تفككت وقلوبا تمزقت وتوجعت على فراق ابنائها… لم يدرك أن هناك أبطالا فقدوا اعينهم وايديهم وسيقانهم…. من أجل تحقيق الحلم بإسترداد كرامة الشعب المصري الذي لايأبى القمع والظلم ولا يقبل التفريط في ارضه وعرضه .
سيناء يا ارض الفيروز… .يا.ارض القمر … يا ارض السلام… يا ملتقى الأديان…
ستظلي قلبا ينبض فينا… وصرحا تاريخيا كلما نظرنا إليه تذكرنا عظمة أجدادنا الذين بذلوا أنفسهم من أجلك … لقد اعطيتنا دروسا في حب الوطن … حتى قيل عن جنودك خير جنود الارض… ستعودين إلينا من جديد … كما عدت لنا من قبل…