الدكتور القس اندريه ذكى نائب رئيس الطائفة الانجيلية ومدير الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية فى حوار ساخن
* ولادة جديدة لعلاقة الدين بالسياسية تتشكل الان
* الاسلام السياسى انتهى لكن دور الدين فى السياسية مستمر
* الاخوان دمروا فرع الهيئة القبطية ببنى مزار .والاعتداء على الكاتدرائية كان مؤشرا قوى على طائفيتهم
* الغرب ادرك انه يكيل بمكيالين
* رفيق حبيب لايمثل الا ذاته وقرارتنا بلا ضغوط
* رد فعل الاقباط على حرق كنائسهم تاريخى
دخلنا مرحلة ما بعد الاسلام السياسى .وننتظر علاقة جديدة للدين والسياسية تتشكل الان بخبرة مصرية رائدة .القومية العربية لن تعود ولكن هناك ادراك للمصلحة السياسية العربية هذه الكلمات بعض من رؤي الدكتور القس اندريه ذكى نائب رئيس الطائفة الانجيلية ومدير الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية .الذى يمتلك بصيرة نافذة فمنذ نحو 17 عاما قدم دراسة وافية حول الاسلام السياسى والمواطنة والاقليات وكان متوقع وصول هذا التيار للحكم .ومن خلال رؤيته الثاقبه ودور الهيئة محليا وعالميا نتعرف فى هذا الحوار عن كيفية التواصل مع الغرب لايضاح حقيقية ماحدث وتوقعاته لمستقبل الحكم فى مصر والى نص الحوار
كيف ترى دلالة حرق الكنائس والمنشات المسيحية ؟
حوادث حرق والاعتداء على الكنائس عمل اجرامى وضد القانون .ويجب التعامل معه بحزم ووضوح على انها اعمال جنائية .وتكشف هذه الجرائم ان هناك بعض التيارات السياسية عندم تفشل سياسيا تلجا لوقود الفتنة الامر الذى يعد افلاسا سياسيا .كما يدل هذا على عدم اثقة فعندما يكون المرء واثقا من نفسه يحترم الاخرين المختلفين مع عقيدته
ماهو دور الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية لما لها من مكانه فى مخاطبة الغرب وكشف ماحدث للكنائس ؟
الهيئة مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدنى وهى هيئة مسيحية لكن تخدم الجميع .ونحن نتحرك فى هذا الاطار .وقد تم بالفعل حرق بعض املاك الهيئة مثل سفينة الدهبية فى المنيا وتدمير فرع الهيئة بمدينة بنى مزار تدمير كامل .وقد تواصلنا مع شركائنا وكبرى الكنائس فى الغرب .وكبرى مؤسسات المجتمع المدنى هناك وكذلك الجهات المناحة ونقلنا حقيقية ماحدث وحقيقية ما يتعرض له المجتمع المدنى بمصر .ومن خلال موقعى كنائب لرئيس الطائفة الانجيلية كان هناك تواصل مع الكنائس فى المانيا والدنمارك واصدرنا عدد من البيانات الصحفية داخل امريكا .واجريت لقاء مع القناة الاولى للتليفزيون الالمانى .ومحتوى المقابلة كان له مردود على المستوى الاوربى والامريكى .واتصور ان دورنا له تاثير لاستقلالية مؤسساتنا عن الدولة .
وما رايكم فى رد الفعل الغربى اذا ماحدث ؟
عبرت عن ذلك فى اللقاء مع التليفزيون الالمانى عندما تساءلت عن منظومة القيم الحاكمة فى الغرب الان ؟ولماذا الكيل بمكيالين ؟.وهل مقبول الاعتداء على الاقباط وحرق الكنائس وترويع المجتمع المصرى مقابل مصالح سياسية ضيقة ؟زلماذا التناقض فى الحديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان وعندما يطالب بها شعب تتجاهلون ذلك وتتجاهلون العنف الذى يتعرض له .واكد المذيع سعادته بسماع هذه الاسئلة لمخاطبة الضمير الغربى .واخبرتنى احدى الشخصيات العاملة بالكونجرس ان هناك تغيير حقيقى فى المجتمع الامريكى وغضب بعد معرفة ماحدث من الاخوان .
وحدث تغيير فى سياسية الاتحاد الاوربى وسياسية امريكا سوف تتغير ولكن ببطء.
وكيف ترى رد فعل الاقباط ؟
الاقباط رد فعلهم تاريخى وقد اعادوا انتاج ثورة 19 وفيها كان الاقباط على استعداد لدفع اى ثمن مقابل المفهوم الحقيقى والعملى للمواطنة.ومن ثورة 19 الى اغسطس 2013 اكتملت المواطنة الحقيقية فالمواطنة لاتمنح ولاتاتى من حاكم او دستور وهى نتاج كفاح مشترك والكنائس التى حرقت والدماء التى سفكت والاموال التى نهبت .هى التى روت المواطنة التى نراءها الان متمثلة فى افتخار كل مصرى شارك فى تحرير مصر .واريد ان اقول ان الاقباط لم يكونوا ضد الاخوان وحاولوا مساعدتهم فى دفع الدولة للامام فى مواقف كثيرة ولكن الاخوان اعتمدوا الكذب وتغيير المواقف وتبديل الوعود .وجاء حادث الاعتداء على الكاتدرائية كرمز للمسيحية كحادث مؤلم ووصمة عار فى التاريخ وشعر الاقباط كباقى المصريين ان هذا النظام لابد ان يتغير وشاركوا فى الثورة كمصريين ودفعوا الثمن غاليا لهذه المشاركة ولا يستطيع احد ان يزايد علي مواطنتهم فالاقباط كانوا وسوف يظللوا جسور سلام ونموذج للمحبة الحقيقية وقد اكدت كل الاحداث منذ ثورة 19 وحتى الان ان مستقبل الاقباط مرتبط بالمسلمين المعتدلين وهم الاغلبية فى مصر
كان هناك شعور فى الشارع القبطى ان هناك علاقة تقرب بين الانجيلين والاخوان فهل هذا الشعور حقيقى ؟
الطائفة الانجيلية فى يناير 2012 اخذت مبادرة غير مسبوقة بزيارة الاخوان وصدر بيان مشترك عقب هذه الزيارة من افضل البيانات على الورق وكان هناك اتفاق بين الجانبين على تكوين عدد من اللجان المشتركة ثم قام المرشد بعدها بزيارة قداسة البابا شنودة .ولكن فؤجئنا بعدد كبير من القضايا التى نقشنها فى العيش المشترك والمواطنة تم تغير موقف الاخوان منها بعد شهر واحد فقررنا عدم استكمال الحوار ومنذ مايو 2012 وقبل انتخاب مرسى لم يحدث اى تقارب او لقاء رسمى او سرى بين الانجيلين والاخوان لشعورنا العميق بان ما يقولونه يفعلون عكسه .وعندما وصلوا الى سدة الحكم تعاملنا معهم بمحبة وحاولنا بناء الجسور لكن عبر مواقف كثيرة كان الواضح ان سياستهم تتجه الى اقصاء الغير وبالاعتداء على الكاتدرائية كان واضح لنا ان التوترات الطائفية جزء من طبيعة هذا النظام
وماذا عن موقف الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وهل مثل ضغط على الانجيلين؟
الدكتور رفيق حبيب له فكره الخاص لاكثر من عشرين عاما .وهو يعبر عن نفسه فقط ولايمثل ضغط على الانجيلين ولايمثل تدخل فى رؤيتنا والدليل على هذا اصدرنا بيان فى 28 يونيو نؤكد على حق التظاهر السلمى .وفى لقاء مع التليفزيون المصرى يوم 30 يونيو وقبل ان تتضح معالم التظاهرات طالبت بانتخابات رئاسية مبكرة وفى 3 يوليو اصدرنا بيانا لتايد خارطة الطريق ومن يقرا هذه البيانات ورفضنا للعنف والتاكيد على العيش المشترك قراءة بسيطة يكتشف من يؤثر علينا ومن لايؤثر.
منذ 17 عاما قدمت رسالة دكتوراة حول الاسلام السياسى والمواطنة والاقليات لماذا اخترت دراسة هذه المنطقة الشائكة والبحث فيها ؟
كان متوقع امكانية وصول الاسلام السياسى للحكم ومن منطلق اهتمامى بقضايا الاقليات قررت البحث فى وضع الاقليات من منظور الاسلام السياسى وهذا ماحدث بعد 25 يناير حيث كان الاخوان يقدمون انفسهم كنظام سياسى تقى بديل للنظام السياسى الفاسد .
وماذا بعد تجربة الاخوان ؟
هناك ولادة جديدة لعلاقة الدين بالدولة والسياسية وهى الان فى مرحلة التبلور .الاخوان كانت لديهم فرصة ذهبية لتقديم نموذج جديد ولكنهم فشلوا فى ذلك .واصبحت علاقة الدين بالسياسية محل تساؤلات كبرى .وهنا اود ان اوضح ان الشعب المصرى متدين بطبعه لكن الدين بالنسبة له قوة ايجابية وبعد ثورة 30 يونيو اصبح حساسا لاستخدام الدين فى متاجرة او مصلحة سياسية .واتصور ان علاقة انضج للدين والسياسية لما بعد الاسلام السياسى سوف تتكون فى السنوات القليلة القادمة .فهناك بداية جديدة لانظمة مدنية تحترم الدين وتعطيه قيمه كبرى لكن لاتوظفه سياسيا سوف تولد وسوف تكون مصر رائدة لذلك وسوف نرى فى المنطقة العربية تغير كبير
ومن خلال دراستك والتجربة العملية هل هذه هى نهاية الاسلام السياسى ؟
اعتقد ان هذه بالفعل هى بداية نهاية الاسلام السياسى ولكن هذا لايعنى ان الدين لن يكون له دور فى السياسية .سوف يكون له دور ايجابى يلهم الانظمة لتحقيق العدالة وبناء منظومة القيم فنهاية الاسلام السياسي لاتعنى الغاء دور الدين فى بناء منظومة القيم والعدالة والحق والمساواة
اشارت فى دراستك ان الاسلام السياسى يفرغ الدور السياسى للمسيحين فى حين ان البعض يرى ان هناك اقباط لمعوا فى العمل السياسى فى هذه الفترة ؟
الاسلام السياسى يطرح الهوية الدينية كاساسا للمشاركة السياسية ومع حدوث تطور جزئى وتطور براجماتى اعطيت مساحة محدودة للمسيحين كما فعل حزب الحرية والعدالة شكليا مقارنة مع السلفيين وهذا الاقصاء واتلك المساحة الامر الذى وضع المسيحين فى خانة المعارضة وتقلصت تلك المساحة من خلال التواترات الطائفية والاعتداءعلى الكاتدرائية لاول مرة فى التاريخ هذه المساحة انتهت و جعلت اهم عمق لثورة 30 يونيو هو استرداد البعد المدنى للدولة والدولة تقف على مساحة واحدة من جميع الناس والاديان وهذا لايتعرض مع المادة الثانية من الدستور ومادة المواطنة التى تشكل منظومة متكملة
بعد مساعدة ودعم الدول العربية لمصر هل يمكن ان تعود القومية العربية لتقف امام المخطط الغربى؟
القومية العربية جزء من التراث ولن تعود وليس من الضرورى اعادة التاريخ لنفسه .والذى سوف يعود هو ادراك الدول العربية لمصالحها السياسية زوكما اشار العاهل السعودى خادم الحرمين الشرفين الملك عبد الله ان مصر هى قلب الامة العربية فهناك ادراك عربى بضرورة الاستقرار السياسى يتجاوز مفهوم القومية العربية الى المصلحة السياسية الكبرى وفى لحظات من التاريخ تكون المصالح اقوى من الايدلوجيات
هل تتاثر انشطة الهيئة القبطية للخدمات الاجتماعية بانظمة الحكم؟
بدون شك فعندما تؤمن انظمة الحكم بدور المجتمع المدنى وتؤمن ان الرقابة ضرورية وان المجتمع المدنى شريك ومكمل لعملية التنمية وبناء المجتمع هنا تكون مساحة العمل اكبر .ولكن فى الانظمة السلطوية هناك سعى ان تكون هيئات ومؤسسات المجتمع المدنى فى خدمتها وظللها هنا يموت المجتمع المدنى تدريجيا .ومن اهم فعاليات ثورة يونيو الدعوة الى مجتمع مدنى صحى يخضع لرقابة الدولة لكن ليس فى ظلها بهذا المعنى تتاثر الهيئة ايجابيا وسلبيا .