عيد النيروز .. “عيد مصري أصيل” المصريين استبدلوا ذكري فيضان النيل.. بذكري فيضان دماء الشهداء بطعم مختلف هذا العام
ارتفاع في أسعار البلح والجوافة للاحتفال بعيد النيروز بالمنيا
ودعاء بالرخاء والصلاة لمياه النيل
أقامت كنائس المنيا الأرثوذكسية والكاثوليكية اليوم الأربعاء قداسات عيد النيروز ” عيد رأس السنة القبطية ” …والنيروز هذا العام له مذاق خاص حيث عاش اقباط مصر خبرة جديدة هي التضحية من اجل الوطن و الاستشهاد ولانه عيد الاحتفال بذكري دماء الشهداء الأقباط بمصر والأحداث الدامية التي وقعت للكنائس والأقباط وتعرضهم للتهديد والخطف والطرد فقط من اجل وطنيتهم ومساندتهم لجيش بلدهم .. جعلت من عيد النيروز هذا العام عيد له مذاق خاص خاصة في ظل إقامة القداسات وسط حطام عشرات الكنائس المحترقة والمدمرة.
واعتبر عدد من الأقباط أن ما حدث في الفترة الماضية هو إضافة لتاريخ الأقباط في وطنيتهم لمصرعبر العصور وانهم شاركوا في تدوين أحداث جديدة لعيد النيروز المصري هذا العام سيرويها تاريخ الأقباط للأجيال القادمة ، وأشاروا إلى أن الأقباط هذا العام فيه خبرة الاستشهاد والتضحية فلم يعد العيد مجرد ذكريات .
وعيد النيروز أو رأس السنة القبطية يبدأ فيه التقويم بشهر توت وهو أول شهور السنة القبطية.. بأن جعلوا رأس عامهم الزراعية رأسا لتقويم جديد أسموه “عصر الشهداء”.. حيث استبدلوه من ذكري فيضان النيل.. بذكري فيضان دماء الشهداء الغزيرة في عهد دقلدينوس الإمبراطور الروماني الدموي الذي أضطهد المسيحيين وقتل الملايين منهم أكثرهم من الأقباط .. فبركات النيل كانت عند الفراعنة أعظم عيد.. لارتباطه بحياة مصر الزراعية.. واستمر هذا التقويم القبطي.. ومايزال موجودا في الريف ومحافظات الصعيد.. لارتباطه بالزراعة علي مدار أشهر السنة.
وتوافد المصلون علي الكنائس وشهدت الكنائس المحترقة والمنهوبة بالمنيا إقبالًا أكبر ، حيث عبر كثير من الأقباط عن شعورهم بالفخر وكنائسهم محترقة فداء للوطن.
واتفق كثير من رجال الدين المسيحي في عظات القداسات علي أن الاحتفالات بعيد النيروز هذا العام مثالية ، حيث يسمي التقويم القبطي بتقويم الشهداء تذكارًا لاضطهاد الرومان للمسيحيين ..
وقال القساوسة والأساقفة أن المسيحيين ذاقوا اضطهادا و مضايقات في كثير من الحقب التاريخية واليوم نتذكر تضحيات الأجداد ونحن نقدم كنائسنا فداء للوطن مع احتفالنا وصلواتنا وسط حطام عشرات الكنائس المحترقة والمدمرة.
وقالوا أن الأقباط ضحوا هذا العام عن طيب خاطر دون استقواء بالخارج أو تبرم أو شكوي أو نقد للدولة إنما تضحياتهم هي حب للوطن وشركاء الوطن المسلمين الحقيقيين الذين وقفوا يشاركونهم في إطفاء لهيب الفتنة عندما احترقت الكنائس ..
وفيي قرية دلجا ألغت الكنائس احتفالاتها بعيد النيروز “رأس السنة القبطية” اليوم، بسبب الأحداث التي تمر بها القرية.
وقال القس سلوانس لطفي أحد رعاة دير العذراء والأنبا إبرام بدلجا، إنه كان من المقرر إقامة الاحتفالات بعيد النيروز مساء أمس الثلاثاء ، ولكن تم إلغاء الاحتفالات بسبب الأحداث الجارية التي تمر بها البلاد والمسيرات الحاشدة التي تخرج مساء كل يوم بالقرية.
وتابع راعي الدير أن الاحتفال اقتصر على صلاة القداس صباح اليوم، حيث بدأت في السابعة صباحًا وانتهت في الثامنة والنصف، ولم يحضر الصلاة سوى 10 أفراد “.
وأشار راعي الكنيسة إلى أنه في الأيام العادية كانت تجرى احتفالات مساء الليلة السابقة ليوم رأس السنة القبطية وتستمر الصلوات حتى الصباح بحيث تنتهي بالقداس.
واستمر المصريون القدامى يقومون بتلك الاحتفالات حتي عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس الذي تولي الحكم عام 284 ميلادية.. وفي أثناء حكمه ذاق الأقباط ألوانا مختلفة من التعذيب أكثر ممن سبقوه في الحكم.. حيث قدم استشهد آلاف الأقباط في فترة حكمه..
وعيد النيروز (رأس السنة القبطية) من الأعياد القليلة التي يحتفل بها الأقباط ولا يسبقه صوم .
كما شهدت أسواق الفاكهة بالمنيا ارتفاع لأسعار البلح والجوافة بعد تكالب الأقباط والريفيين علي شرائهم لارتباطهم بعيد النيروز و الاحتفال بأول أيام السنة القبطية اليوم الأربعاء 11سبتمبر الموافق 1توت من كل عام.
واحتفلت الكنائس الأرثوذكسية بالمنيا بإقامة القداسات وتلاوة صلاة أوشيه المياه ” اوشية تعني صلاة ” التي يقول فيها المصلون : تفضل يارب مياه النهر في هذه السنة باركها …. الخ واختتامه بدعاء “بارك يارب أكليل هذه السنة بصلاحك من أجل الفقراء من شعبك من اجل الأرملة والغريب واليتيم والضيف … الخ
وتناول الأقباط للبلح والجوافة له معني رمزي وبعد روحي ..حيث يرمز البلح إلي دم الشهداء.. وقلبه الأبيض يدل علي نقاء سيرتهم.. أما نواته فصلبة لا تنكسر.. رمزا لصمود الشهداء رغم العذابات الكثيرة.. ونفس الرمز بالنسبة لثمرة الجوافة التي تمتاز بقلبها الأبيض وبذورها كثيرة مثل عدد الأقباط الشهداء.