هذه هي الصيحة التي يرددها الجميع الآن، فبعد انفراط عقد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وسقوط نظامهم الحاكم في مصر، وفشل جيش المرتزقة السوري – والذي أطُلق عليه الجيش الحر- في القضاء على السفاح “بشار الأسد” كمحاولة لتكرار تجربة تنظيم القاعدة،
هذه هي الصيحة التي يرددها الجميع الآن، فبعد انفراط عقد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وسقوط نظامهم الحاكم في مصر، وفشل جيش المرتزقة السوري – والذي أطُلق عليه الجيش الحر- في القضاء على السفاح “بشار الأسد” كمحاولة لتكرار تجربة تنظيم القاعدة، فقد أعلنت القوى الغربية ذات المطمع في الشرق الأوسط والتي تُطلق على نفسها اسم “قوات التحالف” توجيه ضربات عسكرية موجعة للنظام السوري تحت بند استخدامه الأسلحة الكيماوية، و هو ما يؤكد فشل مبدأ الحرب بالوكالة الذي استخدمته الولايات المتحدة من قبل في أفغانستان، ما اضطر أميركا وحلفائها الطامعين في منطقة الشام – خاصة الدول الاستعمارية القديمة بريطانيا وفرنسا – إلى اللجوء للتهديد بالحرب المباشرة خارج نطاق الأمم المتحدة، حيث ستصطدم هذه الدول عند محاولة استصدار قرار من مجلس الأمن بالفيتو الروسي والصيني – شركاء القطب الثاني في العالم الجديد – فلجأت إلى معركة فردية جديدة بعيداً عن الأسرة الدولية، تماماً كما فعلت في عملية ثعلب الصحراء ضد العراق، وهو ما يؤكد فشل أهداف الحرب الأهلية السورية المغطاة بالدعاية الإعلامية الثورية الزائفة.
ووفقاً للتقارير التي أبرزتها الصحف العالمية فإن مواقع الغواصات الأميركية التي ستشارك في الضربة العسكرية الموجهة لـ”سوريا” تقبع في المياه الدولية أمام السواحل المصرية، ورغم ما قيل عن رفض وزير الدفاع المصري فتح قناة السويس أو المجال الجوي المصري أمام قوات التحالف، والتزام القاهرة باتفاقية الدفاع المشترك مع دمشق، فإن الضربة المزمعة يمكن توجيهها عن طريق الأراضي التركية والعراقية، بل والأردنية أيضاً، هذا مع احتفاظ إسرائيل بحق توجيه ضربتها العسكرية الخاصة “لوقف نزيف الدم ورفع المعاناة عن المواطنين السوريين” حسب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي في اجتماعه مع مجلس الوزراء الأمني المصغّر.
أما عن سوريا نفسها، فقد احتاط الأسد ومن خلفه الدب الروسي ممثلاً في القيصر بوتين – الذي انتهز الفرصة لإبراز قوته – وتم تزويد سوريا بالعديد من المعدات العسكرية التي لم يتم طرحها في مسرح عمليات الشرق الأوسط من قبل، فالبوارج الروسية التي وصلت أمس لميناء طرطوس بحجة إخلائه زودت الجيش السوري برادارات تخرج لأول مرة من روسيا مع عدة منظومات من صفقة صواريخ S-300 ، كما حصلت البحرية السورية على الصواريخ الروسية المجنحة ياخونت، بالإضافة إلى بعض المروحيات المتطورة.
هذه هي الملحمة الكبرى التي ينتظرها العالم .. أن يقاتل الجميع بعضهم البعض .. أن يتحول العالم كله إلى أتون من اللهب يقضي على ما تبقى من حضارة ما أُطلق عليه يوما الجنس البشري ..