وأما القمح فاجمعوه إلى مخزني” (مت13: 30)
لماذا صاحب الحقل قال لخدمة اتركوا القمح مع الزؤان، بالرغم أنهم قدموا أنفسهم واقترحوا عليه أن يذهبوا لجمع الزؤان؟؟؟ يقول القديسيوحنا ذهبي الفم ” ربما مع الوقت يتحول الزؤان إلى قمح”.
وأما القمح فاجمعوه إلى مخزني” (مت13: 30)
لماذا صاحب الحقل قال لخدمة اتركوا القمح مع الزؤان، بالرغم أنهم قدموا أنفسهم واقترحوا عليه أن يذهبوا لجمع الزؤان؟؟؟ يقول القديسيوحنا ذهبي الفم ” ربما مع الوقت يتحول الزؤان إلى قمح”. ربما فينظرنا مستحيل، ولكن رؤية الله الرحيم، والمحب للبشر الخاطئ، مختلفة عن رؤيتنا نحن المحدودة التي تنظر فقط للحظة الحاضرة، وتحكم على الآخرين بتصرفهم الخارجي، لا تنظر إلى القلب. ولكن انتبه لنفسك أيها الإنسان لا تستغل طول بال، وصبر الله، وحبه لك لأن يوما ما يظهر عدله، وهو يوم الحصاد إي القيامة، فيحاسب عن سنين العمر، هل عشت في العالم قمح، أم زؤان؟ هل عطلت الأرض؟ أم كنت قمح جيد، مفيد، يتغذى بهالآخرين؟ هل تركت الله يزرع داخل قلبك بذور الحب في القمح الجيد؟ أم تركت عدو الخير ينثر في حياتك شر الزؤان؟ فلنقف مع أنفسنا هذه الأيام بصدق أمام الله، إذا كان الله خلقنا على صورته كمثاله في الحب، والرحمة، والشفقة مطبوعين مثله في الحكمة الإلهية. لماذا نري هذه الأيام في بلدنا العنف، والتعذيب بكل أنواعه، والقتل، والإرهاب بكل وسيله… إلى هذا الحد أصبحنا غير آدميين، لا نشعر بارتكاب الجريمة، الآ يوجد قلب إنساني، تحول القلب إلى حجر قاسي، تركنا عدو الخير أي الشرير يزرع في قلوبنا الزؤان. أفيقوا أيها البشر من غفلتكم، الله زرع زرعًا جيدًا في حقل حياتنا، فمن أين جاءه الزؤان؟
يقول إرميا النبي في عظه لشعبه ” هذا ما قال الرب القدير: اصلحوا طرقكم وأعمالكم فأسكنكم في هذا الموضع. لا تتكلوا على قولكم: هيكل الرب! هيكل الرب! هيكل الرب! فتخدعون أنفسكم. بل بالأولى أصلحوا طرقكم وأعمالكم واقضوا بالعدل بين الواحد والآخر، ولا تجوروا على الغريب واليتيم والأرملة، ولا تسفكوا الدم البريء في هذا الموضع ولا تتبعوا آلهة أخرى لضرركم”.(إر7 : 3-6). يارب نرفع لك قلوبنا اليوم من أجل جميع البشر الذين يعبدون آله غيرك فأعطوا لنفسهم الحق أن يسفكوا دم البريء، ويضربوا، ويظلموا، ويأخذوا ما ليس لهم حق فيه، أرض، وعرض القريب، يقتلوا الأباء فيصبح الأطفال أيتام بدون راعي، يسجنوا، ويخطفوا، ويعذبوا، ويميتوا الأزواج فتتحول الزوجات أرامل. فأصبحتالبيوت تئن وتتألم، وتنوح، وتأبي أن تتعزى لأن باسم الدين، وكلام اللهفعلوا كل شر في أمام عينيك، إلى أن يأتي العدل من أشخاص يرسلهم الله نأمل فيهم أن يصلحوا للخير، وبالعمل الصالح، ولكن لابد أن يرجع الإنسان لنفسه، ويُحكم عقله، وضميره، ولا يخدع نفسه بكلام باطل، يحللون السرقة، والقتل، والزنى، ويحلفون بالزور، ويغيرون، ويزيفون الحقائق، ثم يقفونا أمام الله، ويرفعون أيديهم ويدعون باسمه، ويقولون “أنقذنا”. هل تحول بيت الله إلى مغارة لصوص؟ فهل حقا نغيظ الله، ونشعل غضبه بهذه الأفعال التي لا تمت للبشر الذين خلقهم بشيء؟ نتضرع، ونرفع دعاء، وصلاة لأجل كل الشعوب التي سمحت للظلام أن يتسرب لقلبها، نتشفع لله أن ينير عتمة القلوب ولو بضوء شمعة. ” يقولالله: إن سمعوا لي حين أكلمهم، فأكون لهم إلها، ويكونون لي شعبًا، ويسلكون في كل طريق آمرهم به لخيرهم” (إر7: 23).
إذن يا يسوع ساعدنا أن نعلن عن ملكوتك على الأرض، ملكوت فرح، سلام، حب، خير للجميع، قوينا أن نزرع قمح، لنصبح خبز مأكول للفقراء،والمحتاجين، أن نكون صوت حق مثل يوحنا المعمدان أمام الظلم، والقهر مهما كلفنا الأمر. أعطنا أن نثمر في مجتمعنا ثمر جيد ثلاثين، وستين، ومائة.اجعلنا نسمع، ونفهم كلمتك، ننظر بعيوننا،” أما أنتم فهنيئُا لكم لأن عيونكم تُبصر وآذانكم تسمع” (مت 13: 16)، ونشعر بقلوبنا بكل ما في أخوتنا البشر، توبنا يارب فنتوب عن كل عمل غير صالح، أو تصرف غير لائق، أو كلمة غير مناسبة… جرحت قلبك المحب لنا، سامحنا عن كل شر فعلناه بمعرفة أو بغير إدراك، أمام الناس، أو في الخفاء، في فكرنا، أو في قلبنا، أو بحواسنا، أنت الرحيم الذي تنتظرنا على قارعة الطريق، وتقوللنا: “هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من الفرح بتسعٍه وتسعينٍ من الأبرار لا يحتاجون إلى التوبة” (لو15: 7). لذلك يترك صاحب الحقل ينمو القمح مع الزؤان ليتحول يوما الزؤان لقمح لا شئ يعجز الله، فكل شئ لديه مستطاع.
صلاة
يارب اجعلنا قمح جيد، مستحقين أن نكون يوما ما في مخزنك، وتحت رعايتك، وفي ملكوتك. وابعد عنا عدو الخير الذي يزرع الزؤان، وأيقظنا من غفلتنا، افتح عيون قلوبنا لنستقبل نورك في حياتنا، احفظ بلدنا مصر،وبارك شعبها، اشفي المصابين، عزي الحزانى، وأرح نفوس الشهداء في فردوس النعيم. آمين
الأخت ماري فرانسواز هنري