رأت الصحف القطرية الصادرة في افتتاحياتها اليوم أن التحرك السياسي الحاصل في مصر أثمر في خلق مناخ إيجابي، إلى حد ما، ومنع حصول أي مواجهة دامية في ميداني النهضة و رابعة العدوية، وساهم في بروز خطاب إعلامي جديد أكثر إيجابية، وأقل تحريضا مقارنة بالفترة الساخنة السابقة
رأت الصحف القطرية الصادرة في افتتاحياتها اليوم أن التحرك السياسي الحاصل في مصر أثمر في خلق مناخ إيجابي، إلى حد ما، ومنع حصول أي مواجهة دامية في ميداني النهضة و رابعة العدوية، وساهم في بروز خطاب إعلامي جديد أكثر إيجابية، وأقل تحريضا مقارنة بالفترة الساخنة السابقة.
وفي افتتاحية بعنوان (مصر وضرورة التوافق للخروج من الأزمة)، قالت صحيفة (الشرق) إنه جهود الوساطة الإقليمية والدولية لحل الأزمة السياسية في مصر لا تزال تتواصل، فيما تبرز مؤشرات إيجابية من حين لآخر على إيجاد مخرج سياسي- توافقي لحل الأزمة الصعبة والمعقدة.
وأضافت “أن سقف الثقة يبدو عاليا لدى الموفدين الإقليميين والدوليين، وذلك ضمن التحرك الذي تقوده قطر والإمارات وأمريكا والاتحاد الأوروبي، لدفع الأطراف المتنازعة الى تقديم تنازلات، وإن بدت صعبة للبعض، إلا أنها ضرورية للوقوف أمام أي مواجهة بين الطرفين يدفع الشعب البريء ثمنها من أرواحه ودمائه”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الساعات الماضية شهدت تقديم رسائل مطمئنة من الجيش لجماعة الإخوان المسلمين تحدثت عن عرض بالإفراج عن بعض أعضاء الجماعة من السجون، وفك تجميد أصولها، ومنحها ثلاثة مناصب وزارية، كما سيسمح للجماعة بإعادة فتح مكاتبها، وتوفيق أوضاعها لخوض الانتخابات القادمة في محاولة لانهاء الأزمة السياسية بالبلاد.
وقالت “إن المجتمع الدولي يتفهم حقيقة صعوبة الموقف، لذلك يحاور ويناور، على أكثر من جبهة، لإعادة مصر الى طريق التحول الديمقراطي الذي أطلقته ثورة 25 يناير، مع ما يتطلبه ذلك من ضبط النفس وإعمال العقل والتحلي بالحكمة للحيلولة دون اراقة المزيد من الدماء”.
وأعربت (الشرق)، في ختام تعليقها، عن الأمل في أن تسفر الجهود الحالية في الحفاظ على مصر والمصريين، لما لذلك من أهمية في استقرار المنطقة ومستقبلها الديمقراطي
بدورها أكدت صحيفة (الراية) أهمية أن تقود الجهود الدولية والعربية التي تبذل حاليا في مصر مع جميع الأطراف إلى حل ناجع وسلمي للأزمة السياسية الحادة التي دخلت فيها البلاد. وتحت عنوان (جميع القلوب مصر)، قالت الصحيفة “إن تحقيق هذا الهدف لن يتم إلا بقبول جميع أطراف الأزمة الحل الوسط الذي يطرحه الوسطاء لينهي الخلاف، ويحتوي الأزمة التي أقعدت مصر وأدخلتها في مستنقع الانقسام الداخلي والفتنة بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وتدخل الجيش بفرض حكومة مؤقتة لم يعترف بها الإسلاميون من مؤيدي مرسي الذين يطالبون بعودته وعودة الشرعية الدستورية”.
وأضافت “إنه من المهم أن يدرك قادة الأحزاب والتنظيمات والتيارات والجيش أن استمرار الوضع الحالي غير مقبول لا شرعيا، ولا دستوريا، ولا حتى ثوريا، وأن تدخل الوسطاء الدوليين والعرب لحل الأزمة يعد بمثابة فرصة أخيرة للجميع للتوصل لحل للأزمة، وذلك مرهون بقبول جميع الأطراف لخيار الحل الوسط الذي يحفظ لمصر أمنها، واستقرارها بعيدا عن المحاصصة الحزبية بحيث يكون شعار المرحلة مصر فوق الجميع، وتتسع لكافة القوى السياسية دون إقصاء، أو استبعاد لأي طرف”.
ورأت (الراية) أن الاعتراف بالآخر هو المدخل الأساسي للحل الوسط الذي يجب أن يقوم على الحوار الهادئ والهادف لحل الأزمة السياسية الراهنة التي قسمت البلاد وأقعدت الجميع مشيرة إلى أن الوسطاء العرب والدوليين من خلال اللقاءات التي تمت أدركوا هذه الحقيقة، وأن المطلوب من أطراف الأزمة المصرية وحدهم إدراكها قبل فوات الأوان، وذلك مرهون بمدى قبولهم بجهود الوسطاء، وإبداء قدر مقبول من المرونة بشأن قبول الآخر تمهيدا للدخول في حوار وطني لا يعزل فيه أحد بعيدا عن “تجييش” الشارع، وتعالي لغة التهديد والتهديد المضاد بعسكرة القضية.
وقالت “إن اختيار طريق الحوار والمصالحة في ظل الجهود العربية والدولية التي تبذل حاليا رغم أنه طريق صعب إلا أن الجميع مطالبون بالسير فيه لأنهم لا يملكون خيارات أخرى بديلة تحول دون انزلاق مصر نحو حرب أهلية لا تترك الأخضر أو اليابس بسبب الانقسام الداخلي الحاد بين مؤيدي مرسي والشرعية ومعارضيه الذين يؤيدون الجيش والحكومة المؤقتة”.
وخلصت (الراية) إلى القول “ليس أمام الجميع إلا وضع مصلحة مصر كدولة وشعب فوق مصالح الأحزاب والتنظيمات، وهذا مرهون بمدى التزامهم بقبول الحل الوسط الذي يطرحه الوسطاء العرب والدوليون والذي ظهرت بوادره بموافقة الجيش على قبول حل وسط للأزمة يقضي بإشراك الإسلاميين في الحكم”.
من جانبها قالت صحيفة (الوطن) إن مصر التي تحولت على امتداد الأيام الأخيرة إلى قبلة شخصيات دولية وإقليمية كبيرة لتقريب وجهات النظر بين طرفي الأزمة يجب أن تغادر الاحتقانات الحالية في البلاد والتي تعطل العمل العام والنشاط الاقتصادي وتشيع مناخا من التوتر الداخلي.
وتحت عنوان (مصر وضرورة الخروج من الأزمة)، أشارت الصحيفة إلى أن رفض كل من طرفي الأزمة التراجع خطوة إلى الوراء لنزع فتيلها، والشروع في حوار يكون حافزه الأول المصالح الوطنية العليا يعني أن الانتقال إلى مرحلة جديد من العمل الوطني التي ينتفي فيها الإقصاء سيظل مؤجلا ومنذرا لأخطر العواقب والاحتمالات.
ورأت (الوطن) أن هناك ثمة معطيات “يجب أخذها في الاعتبار” إزاء هذه الأزمة، ومنها استحالة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء إلا من خلال العودة إلى الحياة الساسية من موقع المشاركة الإيجابية ليمكن لمصر أن تجتاز واحدة من أعقد الأزمات السياسية في تاريخها الحديث.
وقالت الصحيفة “إنه من بين هذه المعطيات أيضا أنه ينبغي لملمة العقد الوطني قبل أن ينفرط إلى بغض وحساسيات يتوارث توابعها وتداعياتها حاضر في مصر مأهول بالأزمات، وبما لا يحتمل المزيد من الأوقات الضائعة لمواجهة أزمة يواجهها الاقتصاد، نتيجة لهذه التوترات التي تغيب الأمن، ومن ثم يعيق ذلك المصادر الاقتصادية المصرية المتنوعة أن تؤتي أكلها”.
ورأت الصحيفة أن خروج مصر من نفق هذه الأزمة ليس مطلبا مصريا فقط، لكنه أيضا مطلب ومسعى قومي، خاصة أننا نعيش في إقليم يشهد متغيرات عدة ومتسارعة، وتتخلله أزمات، وتستهدفه قوى “تريد الصيد في مثل هذه المياه العكرة”.
وخلصت (الوطن) إلى القول “إن إفاقة مصر مما هي فيه، وانتقالها إلى استقرار وطني يثمره حوار شفاف ونزيه وصريح هو تعزيز للأمن القومي العربي، وذلك يؤمل أن يتمخض عن هذا الجهد الإقليمي والدولي جديد يضع نهاية لهذه الأزمة بما تتطلبه الإرادة الشعبية المصرية”.