فى خضم أحداث ثورة 30 يونيو المجيدة وما كنا نشعر به من فخر وزهو وانتماء لوطن عزيز, جامع, شامل .. أستيقظنا من هذا الحلم الجميل على صوت الصراخ الأليم . فتسألنا ما الذى حدث …. جاءتنا الإجابة من وجوه غضبة مكلومة قائلة : لأن الأم مصر التى نحبها جميعاً تقسو على البعض وتحابى البعض الأخر
فى خضم أحداث ثورة 30 يونيو المجيدة وما كنا نشعر به من فخر وزهو وانتماء لوطن عزيز, جامع, شامل .. أستيقظنا من هذا الحلم الجميل على صوت الصراخ الأليم . فتسألنا ما الذى حدث …. جاءتنا الإجابة من وجوه غضبة مكلومة قائلة : لأن الأم مصر التى نحبها جميعاً تقسو على البعض وتحابى البعض الأخر علماً بأن كليهما مصريان لا فارق بينهم ولا أمتياز لأحد عن الأخر فالكل ناجح بتقدير مصرى ومنقول إلى صفوف الوطنية كانت الصرخة حزينة بدموع قادمة من الجنوب ,, من صعيد مصر,, من الأقصر أشتعلت الأحداث سريعاً وأول ما نما إلى علمنا سقوط قتلى (شهداء) فى اشتباكات طائفية فى نجع حسانى بقرية الضبعية غرب الأقصر ولكن ,,, هل هى بالفعل إشتباكات أم أنه قتل وحصار وإحراق وتخريب وتعزيب من جانب واحد ؟!!! مدعى الحياد وأصحاب المواقف العائمة الناعمة يتحدثون عن اقتتال واشتباك ويلقون باللوم على الطرفين ولكن ,,, إذا ابتعدت للحظات عزيزى القارئ عن تعصبك وحيادك الزائف ونظرت إلى المشهد بنظرة منطقية واقعية على الأرض لوجدت أن القتلى والضحايا من المصريين المسيحيين وأن التلفيات والتخريب والتشريد والحرق والتهجير أيضاً من نصيب طرف واحد هو الطرف المصرى المسيحى فعن أى حياد تتحدث أمام طرف مقهور فى مواجه ظالم غاشم. فمازال العضو المسيحى يئن فى جسد هذه الأمة ودائماً هو الطرف الأضعف ودائماً يناله الظلم وما أصعب الظلم الذى فيه نتجرع المرارة وليس منقذ أو مشفق سوى أصوات المعتدلين الذين يأخذون حقنا كلاماً وتعاطفاً . أما من جه الدم فكتابنا المقدس وتعاليمنا المسيحية المصرية تنئى بنا وتترفع عن الأنتقام لسفك الدماء وخاصة أن الضحايا جميعاً أبرياء , لى النقمة أنا أجازى يقول الرب (رومية19:12) فليس لنا أو من حقنا لأنها وديعة الرب وها هو استردها وهو الذى يرى ويسمع ويسجل ويعمل (البابا شنودة الثالث) لأنه .. فوق كل عالى عالياً يلاحظ , والأعلى فوقهما (الجامعة 5: فلولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا لأبتلعونا ونحن أحياء (مزمور 2:124-3) فهذه هى الحقيقة فنحن لا نعلم كم من شرور ودماء جنبنا الله القدوس إياها ولو علمنا لعرفنا أننا فى ظل حماية علوية سمائية لا تكفى حياتنا تكريساً (اعتكافاً) وعرفاناً وتقديراً وشكراً لهذا الإلهه الرائع فحياتنا ليست شئ وليست نفوسنا ثمينة عندنا فهذا على المستوى الروحى أما على المستوى الأنسانى فلا تغيب عن عينى مشاهد البكاء والنوح فى الكنيسة لحظة دخول الأجساد والتى استمرت طوال صلاة القداس الإلهى ومن بعدها وصلاة الجنازة ودموع الفراق والفزع والحسرة والحيرة لما ستئول إليه الأمور أم غير مصدقة استشهاد اثنين من أبنائها هم (محارب نصحى و رومانى نصحى) وكذلك طفلاً صغيراً حاملاً صورة ابيه الشهيد وزوجة مكلومة تسقط مغشياً عليها فى زحام الجموع والدموع إنها حقاً لصورة بائسة فى وطن مازال طرفه القبطى ينزف بغزارة وبئس ما تسمع من أراء مخزية مخجلة تتحدث عن أن المسيحيين هم اللذين بدأوا وكأننا فى غابة موحلة يسودها مبدأ العقاب الجماعى والطرد الجماعى ,,هذا العقل الجمعى لكثير من المصريين أصبح مسار تساؤل وإندهاش … كيف تتغلب الغريزة الحيوانية على الغريزة الإنسانية الضميرية فى الإنسان. أما عن مدعى الحياد ومنهم مسيحيين بالطبع فيملئون آذاننا بكلام أخرق (احنا اللى غلطانين)و(احنا بقينا وحشين) ولو كان الموضوع متعلقاً ببنت أو سيدة تكون الوصفة (بناتنا المسيحيين بقوا يجبولنا الكلام وبيستفذو الناس فى الشارع ) على غرار “أيه اللى وداها هناك” تعليقاً على ما حدث مع ست البنات كما يسمونها……. متناسياً التحرش بالمحجبات والملتزمين فى شوارع المحروسة عياناً بياناً اذاً السبب ليس هو الضحية سواء كانت الضحية مرأة أو شخص مسيحى ولكن السبب يكمن فى الشخص الذى يتعدى الحدود ويغتصب الحقوق محللاً للمحرمات إجمالاً وختاماً فأن القضية القبطية باتت ملف غير مقبول السكوت عليه ويجب أن تفتح الأن وليس غداً لأن الجراح أخذه فى التقيح وليس هناك من تضميد لهذه الجراح أو بلسان للعلاج , نطلب ذلك لأن المشكلة القبطية هى جزء من المشكلة المصرية التى ثرنا على حكامها أملاً فى الوصول إلى حل ودائماً الحل يمتلكه المفكر أو العبقرى ولكننا لسنا بحاجة إلى كليهما , بل نبحث عن أنسان فهل من أنسانية يمتلكها أنسان ينظر إلى هذا الملف بمزيد من الموضوعية والحيادية؟؟ ليجفف دموع ما زالت تُزرف وجروح مازالت تنزف طالبين من الله نياحاً لأرواح شهداء مصرنا الغالية الضامنة لنا جميعاً نذكر منهم شهداء المسيح فى الضبعية وهم : محارب نصحى ورومانى نصحى وراسم تاوضروس وإيميل نسيم وخالص العزاء لأسرهم وعائلاتهم.