بعد مدة زادت عن الثلاثة أشهر من اختطاف المطرانين الجليلين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب للسريان الأرثوذكس، وبولس يازجي مطران حلب للروم الأرثوذكس، انتشرت مؤخراً أنباء وإشاعات عن المطرانين وخاطفيهما، إضافةً إلى تكهنات عن أسباب عملية الخطف.
بعد مدة زادت عن الثلاثة أشهر من اختطاف المطرانين الجليلين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب للسريان الأرثوذكس، وبولس يازجي مطران حلب للروم الأرثوذكس، انتشرت مؤخراً أنباء وإشاعات عن المطرانين وخاطفيهما، إضافةً إلى تكهنات عن أسباب عملية الخطف.
هذا و قد صدر عن أمانة سر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس بياناً، إزاء هذه الأنباء تؤكد على الأمور الآتية:
أولاً: تستنكر البطريركية السريانية عملية اختطاف المطرانين والكاهنين مهما كانت الأسباب والدوافع، وترفض الاعتداء على الرموز الدينية المسيحية والإسلامية، وتؤكد بأن قضيتهما هي قضية المسيحيين في الشرق الأوسط والعالم، وقد باتت قضية رأي عام، وسيحاسب التاريخ والضمير الإنساني كل من له يد بهذه القضية، و إننا ننتظر رداً مقنعاً من الشخصيات المتهمة مؤخراً بعملية الاختطاف.
ثانياً: إن دمشق الفيحاء، عاصمة سورية العزيزة، هي المقر الرسمي الوحيد للكرسي الرسولي الأنطاكي، ولا يوجد أية فكرة لنقله إلى أي مكان آخر، الأمر الذي يرفضه قداسة الحبر الأعظم البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى والمجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكذلك جميع السريان في العالم.
ويأتي هذا الإصرار الكنسي، قيادةً وشعباً على بقاء مقر الكرسي الرسولي في دمشق، نتيجةً لوعي السريان بخطورة نقل الكرسي إلى أي مكان آخر وتبعيّة نقله التي تؤدي إلى فقدان الكنيسة السريانية لحقوقها، فضلاً عن الذوبان في بوتقة المجتمعات والقوميات الأخرى وبالتالي انقراض السريان والكنيسة السريانية والتراث السرياني تباعاً. فالوجود السرياني التاريخي في سورية، وكذلك حضورهم الوطني في سورية الحديثة هو الضمان الوحيد لاستمرار هذه الكنيسة نقيّة صافية دون أن تشوبها أية شائبة، أو أن يكون هناك محاولات لوأدها. ويهمنا ليس فقط بقاء الكرسي الأنطاكي في سورية، بل همّنا الكبير أن يبقى السريان في سورية وفي كل جزء من الأراضي السورية، مشجعين إياهم على الانخراط في الحياة الوطنية السورية والعمل السياسي الوطني، وأن يكون لهم دوراً وطنياً وحضارياً وثقافياً كما كان لآبائهم وأجدادهم من قبل، في وحدة تامة مع إخوتنا المسلمين وبقية الطوائف المسيحية في سورية.
ثالثاً: تعتزّ البطريركية السريانية بجميع أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء المطارنة أعضاء مجمعها المقدس، وترفض تماماً اتهام أحد مطارنتها بالضلوع باختطاف المطرانين بأي شكل من الأشكال.
رابعاً: إن قداسة الحبر الأعظم البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى، يتمتّع بصحة جيدة، وإنه يتردد إلى المشفى منذ سنوات بشكل دوري من أجل عملية تنقية الدم فقط، وهو يدير البطريركية السريانية الأرثوذكسية ويرأس مجمعها المقدس بكل حكمة ودراية، وإن شاء الله لسنين عديدة.