حشود كبيرة من الفتيات و السيدات فى المظاهرات و الإعتصامات التى بدأت يوم 30 يونيو التى تطالب بإنتخابات رئاسية مبكرة و إسقاط النظام …فلقد جاءت مشاركة المراة المصرية بشكل أبهر الجميع بإصرارها فى الدفاع عن حقها فى التعبير عن مطالب الشعب و فضلن النزول و المشاركة فى التظاهرات بل و الاعتصام فى الميادين حتى تحقيق المطالب الشعبية
حشود كبيرة من الفتيات و السيدات فى المظاهرات و الإعتصامات التى بدأت يوم 30 يونيو التى تطالب بإنتخابات رئاسية مبكرة و إسقاط النظام …فلقد جاءت مشاركة المراة المصرية بشكل أبهر الجميع بإصرارها فى الدفاع عن حقها فى التعبير عن مطالب الشعب و فضلن النزول و المشاركة فى التظاهرات بل و الاعتصام فى الميادين حتى تحقيق المطالب الشعبية ..فوجدنا سيدات مسنات نزلن الى الشوارع و الميادين رافعين الكروت الحمراء ،و أعلام مصر .وكذلك سيدات من ذوى الاعاقة الحركية و يجلسون على كراسى متحركة رفضن البقاء فى المنزل ،فلم تكن المشاركة مقتصرة على الشابات أو الناشطات فى العمل المجتمعى فحسب ،بل و لم تقتصر على محافظة القاهرة و محافظات الوجه البحرى بل امتدت لجميع محافظات مصر بل و ظهرت مشاركتهن بقوة فى محافظات الوجه القبلى فى صعيد مصر .
الدكتورة هدى زكريا – أستاذة علم الاجتماع السياسى بكلية الاداب بجامعة الزقازيق،قالت : ” نحن لانستغرب من خروج نساء مصر بهذه الكيفية فى تظاهرات و الاعتصامات الذى بدأت منذ 30 يونيو للمطالبة بإسقاط النظام ،لكننا كنا سنقلق فى حالة عدم خروج الفتيات و السيدات للمشاركة بهذا الشكل الذى خرجت به ..فهؤلاء هن نساء مصر كما عرفناهن سيدات فاعلات منذ فجر التاريخ و على مدار السنوات ،فهن من خرجن لمواجهة الانجليز ،و للمشاركة فى ثورة 1919 و غيرها من المواقف التى أثبتت فيها أهمية دورها الوطنى على مدار التاريخ .”
و أضافت د . هدى زكريا :”فهذا هو المجتمع المصرى من أيام هيرودوت اى منذ قبل ظهور الاديان السماوية ،فهو مجتمع متفتح و ليبرالى بطبيعه،وبالتالى فان هذه هى طبيعة المجتمع و جوهر الشعب المصرى رجالا و نساء .لذلك فاننى لا أجد وجه غرابة فى اننى أجد سيدات و فتيات من ذوى الاعاقة الحركية و يستخدمون كراسى متحركة فى مسيرات و تظاهرات .لانه فى النهاية لا يصح الا الصحيح فالشعب المصرى يسترد روحه مرة أخرى .و كأنه مجتمع يتعافى و يبدأ فى إسترداد صحته تدريجيا .”
و أتفق معها فى الرأى الدكتور سمير نعيم أحمد – أستاذ علم الاجتماع بكلية الاداب بجامعة عين شمس ،و أضاف:” إن الحقائق التاريخية منذ عهد الفراعنة وكما نستدل عليها من النقوش على جدران المعابد تتحدث عن المرأة المصرية ،فمنذ البداية نجدها مشاركة للرجل و تقوم بكل من الادوار ،و رسوم أخناتون الموجودة على الجدران خير مثال على ذلك فلقد قامت المرأة بدور الحاكم ،وكذلك الانتاج و العمل ، وقامت بالدفاع عن الوطن ،وكان لها دور كبير فى تطوير المعرفة و الفنون .ولم يكن هناك فى مصر بالمقارنة بغيرها من المجتمعات القديمة إقصاءا للمرأة أو تمييزا بأى شكل ضدها ..و إستمرت هذه المرأة فى القيام بأدوارها المجتمعية بشكل إيجابى طوال التاريخ المصرى ،ويعرف الريف المصرى طوال تاريخنا المرأة العاملة فى الحقل مع الرجل ومشاركة فى كل الأنشطة المجتمعية والتى لم تلزم بيتها أبدا كما يدعو البعض الان بإسم الدين .”
و أستطرد الدكتور سمير نعيم قائلا :” المرأة التى رأيناها فى ثورة 1919 ،و ثورة 1952 و التى قامت للعمل جنبا الى جنب مع الرجل فى هذه الثورات ،وإلتحقت بالعمل بالشرطة و الجيش ،والتى وصلت الى البرلمان و التى إحتلت أعلى المراكز الحكومية .بل و حتى القضاء و التى مثلت مصر فى المنظمات والمؤتمرات الدولية و التى تفوقت فى الدراسة .”
و أكد الدكتور سمير نعيم على أن :” هذه المرأة لم تفعل ذلك وحدها و لكنها فعلته مع الرجل و بالتالى كل خطوة كانت مصر تقطعها فى طريق التقدم كانت تعود على المرأة و الرجل ،فتحرر المراة يعنى تحرر الرجل ،و كذلك تقدم المرأة يعنى تقدم الرجل و هذا هو التاريخ الانسانى كله .”
و أشار الدكتور سمير نعيم الى أن :” عظمة مصر الحقيقية ترتبط بعظمة المرأة و ايضا عظمة الرجل وهذه مسألة تاريخية تراكمية .فمشاركة المرأة منذ 30 يونيو و قبلها فى 25 يناير 2011 فهى لانها ترفض المساس بالدولة المصرية و بهوية مصر إنما هى ترجمة أو إستمرار للحضارة المصرية التى قامت على أكتاف كلا من الرجل و المرأة .
و بالتالى ثورة 25 يناير فجرت كل إمكانات وطاقات الانسان المصرى رجلا و إمرأة ،و هيأت الظروف للمرأة مثل الرجل لكى تبدع و لكى تقاوم و لكى تساهم فى بناء المستقبل .”
كذلك فإن من المؤشرات المهمة جدا على التنمية البشرية و التقدم التى تحددها الامم المتحدة درجة التكافؤ بين الرجل و المرأة فيما يتعلق بالتعليم وكذلك بالنسبة لفرص العمل و المساهمة فى الحياة الاقتصادية .وتقل الفروق الى حد كبير جدا فى الحياة السياسية و النيابية.