9 ديسمبر عام 1927، بحي شبرا، وكانت إحدى رموز الحركة الوطنية اليسارية، والعمل النسائي، كما كانت رائدة من رائدات الخدمة الاجتماعية، حصلت على ليسانس الآداب – قسم الفلسفة من جامعة فؤاد الأول عام 1952،
ولدت وداد متري أنطون في 9 ديسمبر عام 1927، بحي شبرا، وكانت إحدى رموز الحركة الوطنية اليسارية، والعمل النسائي، كما كانت رائدة من رائدات الخدمة الاجتماعية، حصلت على ليسانس الآداب – قسم الفلسفة من جامعة فؤاد الأول عام 1952، ثم عملت بالتدريس لمدة سبع سنوات، وتعد أول من قدمت برنامج تدريس في الصحافة المدرسية وانتقلت الى السماء فى 18 يناير 2007 م .
تزوجت من الدكتور سعد لوقا رفيق دربها وكفاحها، وحمل معها هموم البشرية، واثمرت هذه الزيجة ابنائها الدكتورة ريم سعد والدكتور سهيل سعد.
وداد متري إحدى رائدات الحركة النسائية الوطنية المصرية، كانت اول امرأة بل الوحيدة المنتخبة لاتحاد الطلاب في جامعة القاهرة في عام 1951. وفي نفس العام انضمت للجنة المرأة في المقاومة الشعبية (التي أسسها النسوية سيزا ناباراوي).، وإحدى المناديات بحصول المرأة على حق التصويت والانتخاب، وإحدى أهم الرائدات اللاتي نزلن إلى الريف ليشجعن النساء على الانتخاب، وليقاتلن في سبيل تحقيق العدل والمساواة لكل المواطنين رجالا ونساء، هي التي آثرت أن تقضي زهرة شبابها للتدريس في القرى طوعا واعتبرته واجبها الوطني، هي التي أفنت حياتها في الدفاع عن وحدة هذا الوطن وحريته، وهي إحدى المناضلات اللاتي اعتقلن في سبيل قضيتهن .
أول من أسست جمعية نسائية في قرية البراجيل بالفيوم، وكرمتها جامعة القاهرة بمناسبة الاحتفال بمرور 90 عام على إنشاء الجامعة، واحتفال كلية الإعلام بمرور 60 عام على إنشاء قسم الدراسات الإعلامية، وجاء هذا التكريم ” اعترافاً بإسهامها المتميز في تطوير الإعلام المصري على مدى سنوات عملها الطويلة، وما قدمته من جهد صادق من أجل مصر الحبيبة” كما ورد في الشهادة.
أربعة نساء من مصر
قدمت المخرجة تهاني راشد فيلم وثائقي كندي مصري إنتاج إريك ميشيل عام 1997 ، تصوير سينمائي سرج لافورتوني ، جاك لودويك ، والموسيقى لجين دروم . وتدور أحداث الفيلم حول أربعة أصدقاء إناث من مصر ذوي وجهات نظر دينية واجتماعية وسياسية متعارضة في مصر في العصر الحديث. وقد حاز هذا الفيلم على استحسانا كبيرا وحصل على عدة جوائز في مهرجانات سينمائية والاربع نساء هم : صافي ناز كاظم ، شاهندة مقلد ، أمينة راشد ، وداد متري .
تحكى مشوارها
تقول المناضلة وداد متري في شهادتها المنشورة عن خبرات النضال في الفترة من الأربعينات إلى الستينات:
“تعرفت على الفكر الماركسي في أوائل الخمسينات وكنت طالبة في الفترة من 1948 إلى 1952، ومن خلال صداقات شخصية ببعض الماركسيين. في الحقيقة يعتبر عدلي برسوم أول إنسان تحدث معي في مبادئ الشيوعية. بدأ يتناقش معي في أن هذا النشاط كله يجب أن يكون منظما ويكون مدعما بنظرية حتى يكون أكثر فائدة ومن خلال المطبوعات آمنت بهذا الفكر وتحمست له وكأنني كنت معدة له من قبل”.
“رشحت نفسي وأنا في ليسانس فلسفة عام 1952 في اتحاد الطلبة والطالبات، وكان هذا شيئا جريئا ونجحت.. قامت معركة في الانتخابات بيننا وبين الإخوان المسلمين، وكانوا يقولون ” لعن الله قوم ولوا شئونهم امرأة .كان أول رد فعل الفرح الشديد باعتبار أن ما حدث هو تتويج لكفاح الأجيال على مدى سنين طويلة وخاصة بعد تنازل الملك عن العرش وتركه البلاد. وأول صدمة واجهتني وأربكتني كانت أحداث كفر الدوار وإعدام خميس والبقري ومما زاد في ارتباكي أن أصدقائي في التنظيمات الشيوعية لم يكن لهم موقف موحد”.
“عندما أعطى جمال عبد الناصر للنساء حق الانتخاب والترشيح .. بدأنا (مع طالبتها في ذلك الحين شاهندة مقلد) حملة في جميع قرى المنوفية لنجعل النساء يقيدن أسماءهن في جداول الانتخاب. وفي نفس الوقت حدثت معركة 1956، فكنا ندعو الناس للتبرع بدمهم، وانضممت للهلال الأحمر، فكانوا يعطونني سيارة وميكروفون، وكنت أطوف القرى، وفي النهاية أحدد مكان الاجتماع، ويأتي ناس كثيرون للتبرع بدمهم والمشاركة بأي شيء”.
“لا أذكر بالضبط موقف التنظيمات الشيوعية من ضرب السلطة للإخوان المسلمين (عام 1954)، لكن موقفي أنا الشخصي هو الاعتراض لأن المفروض في مفهومي أن تعبر كل القوى السياسية عن رأيها وتتصارع بشكل صحي وعلني والجماهير في النهاية هي التي تقف مع وتساند وتلتف حول من يتبنى مطالبها ويكافح من أجل مصالحها الحقيقية ويدافع عنها”.
“المستوى التنظيمي الذي وصلت إليه هو عضو منطقة شبرا، أما الدور الذي قمت به فهو كل ما يستلزمه هذا المستوى التنظيمي، وظللت أمارس هذه المسؤولية حتى باغتتنا حملة 1959 بضراوتها وشتت الجميع.
“توج كل هذا النشاط (لجنة الجزائر التابعة لحركة أنصار السلام) بمظاهرة نسائية كبيرة طافت بشوارع القاهرة حتى وصلت لمقر الأمم المتحدة مطالبة بعدم إعدام المجاهدة الجزائرية جميلة بوحريد والإفراج عنها. وقد شاركت طالباتي في هذه المظاهرة، وكانت سعادة طالباتي كبيرة عندما تم الإفراج فعلا عن جميلة بوحريد واعتبرن أنهن ساهمن فعلا في الإفراج عنها”.
” كنا نطالب بدور حضانة للعاملات، والالتزام بساعات الرضاعة، وغيرها من المطالب التي تمس بشدة المرأة العاملة، ونظمنا حملة كبيرة جدا . حيث التفت حولنا النساء، خاصة العاملات والمدرسات بالتحديد، عندما شعروا بأهمية هذه المطالب لهن. وهذه قاعدة عامة في العمل الجماهيري، فلا بد من البحث عن المشاكل الحقيقية للناس ومحاولة حلها لكي يقفوا معنا”.
“أسست ما يسمى بالجمعية الفلسفية ومن ضمن النشاط الذي قمت به في الجمعية أني أحضرت تصريحا للطالبات بزيارة سجن النساء للدراسة، وقد كانت تتصور طالبات الثانوية العامة أنهن سوف يقابلن المجرمات وتاجرات المخدرات والقاتلات، فذهبنا لرؤية المسجونات السياسيات، فقالوا لي ما هذا يا أبلة؟ قلت لهم لتعرفوا أن هؤلاء النساء سجنوا من أجل التمسك برأيهن ومبادئهن”.
“بالنسبة لي القضية الفلسطينية هي القضية التي سكنت كياني وهي القضية التي ظلت وستظل من أهم القضايا في حياتي…ولن أتوقف عن النضال من أجلها بكل ما بقي لي من جهد وحتى نهاية العمر”.
نضال مختلف
ناضلت وداد بلا هوادة من أجل حق المرأة في الاقتراع ومساواتها في الحقوق القانونية والسياسية. لكن بخلاف الكثير من المناضلات النسويات، كانت تعرف أن تحرر المرأة لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن سائر نضالات المصريين –الرجال والنساء– من أجل العدل والحرية. هى من مؤسسي حركة أنصار السلام في عام 1950. مع النسوية الشهيرة سيزا النبراوي والفنانة إنجي أفلاطون . وفي نفس العام انضمت إلى اللجنة النسائية للمقاومة الشعبية (مع الناشطة النسوية سيزا النبراوي) للعمل على مساندة الميليشيات التي تحارب الإنجليز في قناة السويس. واستمرت جهودها المناهضة للاحتلال حتى بعد خروج الإنجليز ، ومع تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر، حولت وداد المدرسة التي كانت تعمل فيها كمدرسة إلى مركز خدمة اجتماعية، بمساعدة إحدى طالباتها حينذاك شاهندة مقلد ومن ثم المناضلة من أجل حقوق الفلاحين . عملت وداد متري على تعبئة نساء مدينة شبين الكوم لبذل الجهود المتعلقة بالحرب: خياطة الملابس للجنود وتدريبات للتمريض وحملات للتبرع بالدم وحتى التدريب على السلاح.
قاومت الاحتلال فى كل مكان سواء كان ذلك على أرض مصرية أو في فلسطين والجزائر. فانخرطت في التعبئة من أجل الثورة الجزائرية والمقاومة الفلسطينية من خلال تنظيم طالباتها في ميليشيات غير مسلحة. كما دأبت على تنظيم حملات التبرع بالدم، فضلا عن العمل على خلق الموارد المالية اللازمة للتسليح في الحالتين. وبالقطع كان لابد أن تدفع ثمن النضال، والذي كان، في حالتها، السجن دون محاكمة وفقدان وظيفتها التي كانت شديدة الاعتزاز بها.
بعد إطلاق سراحها من السجن في بداية عام1960 تم نقل وداد من موقعها التعليمي إلى وظيفة إدارية في وزارة التعليم. لكن بدلا من أن تقوم تلك النقلة بهزيمتها ، كانت بداية لمرحلة جديدة من النضال التى بدأت بإصدار مجلة للموظفين أسبوعية يتم توزيعها بسائر المحافظات وصولا إلى أسوان. التى ناقشت القضايا العامة فضلا عن مشاكل المدرسين والعمال. في تلك الآونة نشطت بشكل متزايد في نقابة المعلمين، حيث قامت بتنظيم محاضرات أسبوعية بالنقابة في عام 1966 دعت فيها مقاومين من الجزائر وفلسطين. لكن، كما هي العادة لم يدوم هذا النشاط طويلا. فبعد عدد من المحاضرات وحملة تبرعات بالمدارس من أجل القضية الفلسطينية، أوقف النظام أنشطتها. ومع ذلك، خاضت انتخابات مجلس نقابة المعلمين في عام 1970 وفازت