ما يزال الشارع فى مصر بعد الثورة أكثر سرعة من القوى السياسية المختلفة سواء من كانوا فى السلطة أم من كانوا فى المعارضة. أثبت قدرة غير عادية على ابتكار حلول لمواجهة الأختناقات السياسية المختلفة
ما يزال الشارع فى مصر بعد الثورة أكثر سرعة من القوى السياسية المختلفة سواء من كانوا فى السلطة أم من كانوا فى المعارضة. أثبت قدرة غير عادية على ابتكار حلول لمواجهة الأختناقات السياسية المختلفة.
بعد الثورة تركوهم فى العراء يحتجون ويعارضون. لم تهتم السلطة ممثلة فى جماعة الأخوان ولا المجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية ولا الأحزاب الجديدة التى نشأت بعد 25 يناير باستيعاب الشباب فى العملية السياسية. عجزوا جميعا عن قراءة الواقع وضربوا أخماسا فى أسداس: كيف يتصرفون مع هؤلاء الشباب؟ ماذا يريدون!.
وحتى حين اقترح البعض تشكيل منابر للحوار الوطنى أسندوا ادارتها الى شيوخ تجاوزوا الثمانين مع احترامى لخبراتهم العميقة لكن حجم ما حدث فى 25 يناير يتجاوز الشيوخ. هذه ثورة بكل المقاييس. هؤلاء شباب يسعون الى التغيير. والتغيير ضد رغبة وقدرة الشيوخ الذين يريدون الحفاظ على أوضاعهم ومكاسبهم. ومن هنا دعا المجلس العسكرى كل من له علاقة ومن ليس له علاقة الى جلسات حوار: منهم أفاقون سياسيون لا يعبرون الا عن أنفسهم وشخصيات وهمية لا علاقة لها لا بالسياسة ولا بالثورة وانتهى الأمر الى لا شئ.
وحين قفز الأخوان الى السلطة سحقوا هؤلاء الشباب ورموا العديد منهم فى غياهب السجون وأطلقوا زبانيتهم على المعارضين منهم. وليس حبس الناشط السياسى أحمد دومة إلا خير تعبير عن هذه السياسة. حين أطلق شباب “تمرد” دعوتهم. استهان بهم رموز القوى السياسية أى الأسماء التي نعرفها. اليوم يسعون اليهم. نظموا حملات توقيع رسمية وشاركوا فيها ربما للقفز على حركة الشباب التى تمكنت من أن تجمع ما يزيد على سبعة ملايين توقيع. الأهم أن يتمكن هؤلاء الشباب من الذهاب الى صناديق الأنتخابات بهؤلاء الملايين وهذا هو المرعب الذى لم يتوقعه أحد. أن تبرز قوة حقيقية أخرى تعبر عن الثورة سواء فى شكل “تمرد” أو أن تتطور الى أحزاب سياسية. أو أن يرجحوا الكفة لصالح التيار العام الذى يعبر عن المصريين جميعا.
لا تفقدوا الأمل. لقد بدأ النور فى الظهور فى نهاية النفق.