نظمت سفارة السويد بالقاهرة احتفالية جميلة فى 6 من يونيو بمناسبة العيد القومى للسويد، حضره لفيف من الدبلوماسيين والشخصيات العامة علاوة على الجالية السويدية في مصر
نظمت سفارة السويد بالقاهرة احتفالية جميلة فى 6 من يونيو بمناسبة العيد القومى للسويد، حضره لفيف من الدبلوماسيين والشخصيات العامة علاوة على الجالية السويدية في مصر.
وقد قامت سفيرة السويد بالقاهرة، مالين شيرى Malin Kärre ، بإلقاء كلمة فى افتتاح الاحتفالية، قالت فيها : إن المشاركة فى هذا الحفل الذى تقيمه السفارة بمناسبة العيد القومى هو بمثابة فخر لنا ؛ ان نحتفل بالديمقراطية التى كرستها السويد منذ قرون ، كما أن الحفل هو أيضا بمثابة وداع لخمس سنوات – من العمل بمصر – مليئة بالأحداث والخبرات التى لم أكن أتصورها . وأضافت : إن ما استغرقته السويد من قرون لتحقيقه ، تحاول مصر تحقيقه بسرعة رهيبة الآن .
وأضافت السفيرة : إن العلاقات بين السويد ومصر تعود الى قرون مضت، على الرغم من المسافة الجغرافية بيننا. فما نعرفه أن التجارة قد بدأت بين البلدين منذ نحو ألف سنة، إذ ثبت على وجه التحديد أنها بدأت مع مجىء الملك السويدي ماجنوس اريكسون Magnus Eriksson إلى مصر لبيع الصقور لأغراض الصيد لسلطان القاهرة وقتها نحو عام 1345.
و كان العلماء السويديين مثل عالم النبات وناشط حرية التعبير “بيتر فروسكال” Peter Forsskål ، قد جاؤا إلى مصر في منتصف القرن 18. وأول صفقة تجارية حديثة يمكننا أن نقتفى أثرها ، هى لشركة توجد هنا اليوم، وتعود الى اكثر من 120 عاما.
ومنذ هذه الأوقات، فقد اتسعت وتعمقت العلاقات بين مصر والسويد أكثر . واليوم تشمل تلك العلاقات الشؤون الثنائية والمتعددة الأطراف في جميع القطاعات، من السياسة والاقتصاد إلى قطاعات مثل الفنون الإبداعية. ونحن فخورون لتوسيع تعاوننا ليشمل مجالات جديدة ومجموعات جديدة من الشباب، سواء النساء أوالرجال.
وأكدت السفيرة “شيرى” : أن المعاملات والأعمال السويدية في مصر ليست فقط على المستوى الرسمى منذ فترة طويلة، ولكن أيضا الشركات السويدية الخاصة تعمل هنا على المستوى الفردي بكل نزاهة وأمانةوحب ، مع قدرة كبيرة على التحمل. وجنبا إلى جنب مع أصحاب الأعمال السويديين ، فإن السفارة تتعاون مع الشركات السويدية ومع شركائها المحليين. وقالت السفيرة : إننى كثيرا ما فوجئت بمدى الاحترام الذى تلقاه الشركات السويدية بين شركائها. واسمحوا لي أن أؤكد أن الفضل لشركاتنا المساهمة في جعل هذا اليوم يوما خاصا. وأود أن أشكرهم جميعا على كرمهم.
وقالت السفيرة : إن مصر منذ ثورتها فى 25 يناير 2011 لا تزال في مرحلة انتقالية، وربما لسنوات قادمة. ولا يوجد شيء غريب في هذا؛ فالتحولات الحقيقية تستغرق وقتا. وأعتقد أن جميع المصريين يريدون في نهاية المطاف أن يروا ديمقراطية حقيقية ، تشمل جميع المواطنين بغض النظر عن الجنس أو السن أو الدين أو العرق أو طريقة الحياة.
والسويد، جنبا إلى جنب مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي يتشاركون هذه الرؤية، ويريدون أن نقف جنبا إلى جنب معكم في هذا التحول الصعب والضروري. ولكن المصريين أنفسهم هم فقط الذين يمكن في نهاية المطاف أن يضطلعوا بمسؤولية مصير أمتكم العظيمة.
وأكملت السفيرة : بالنسبة لي ، لقد أتممت حتى الآن 5 سنوات في بلدكم. وما شهدته خلالها جنبا إلى جنب العديد منكم ، هي معايشة فريدة مثيرة وغير عادية من نوعها،لكنها تعتبر أيضا تحديا كبيرا.
فالديمقراطية الحقيقية لا تتعلق فقط بالحقوق ولكن أيضا بالمسؤوليات. واحترام حقوق الإنسان هو مسؤولية الدولة لحماية كل فرد من مواطنيها وليس لحماية نفسها من مواطنيها. ولا يمكن تحقيق ديمقراطية حقيقية ومستدامة إلا من خلال مجتمع مدني قوي وحيوي. وسيكون هناك دائما تحديات في هذا الأمر، كما في الديمقراطيات، التى يمكن أن نشهدها في جميع أنحاء العالم.
ولنا مثال على هذا أيضا ماحدث في السويد منذ عدة أسابيع ، عندما احتج المواطنون الذين شعروا بأن مشاكلهم مهملة بطريقة عنيفة. ولكن لا يمكن التعامل مع تلك المشاكل والاحتجاجات إلا من خلال الحوار والانفتاح والشمولية الحقيقية. وبالنسبة لمصر لقد كنت دائما متفائلة وأنا لا أزال متفائلة من منظور طويل الأجل.
فى النهاية ، قالت السفيرة : اسمحوا لي أن أشكر جميع المصريين الحاضرين وجميع المصريين الذين التقيت بهم ؛ لكرمكم الكبير تجاهي كسفيرة للسويد وتجاهي كضيف في بلدكم.
وعلى المستوى الشخصي قد شعرت دائما بترحيب ، وتشجيع كبير جدا ، وأمان كثير هنا . ولجميع الزملاء الدبلوماسيين ببلدي وإلى ممثلي المجتمع الدولي أريد أن أشكركم على التعاون الجيد، وأيضا على التعاون بشأن القضايا الصعبة في الأوقات الصعبة. وللمجتمع السويدي أريد أن أشكركم على الطريقة التي تعملون بها كجسر بين بلديكما (السويد ومصر). وبالتأكيد أنكم تضيفون علاقة أعمق بين البلدين.
وقد قامت السفير ة بتكريم ثلاث من الذين عملوا طوال تللك السنوات ، كان من ضمنهم القنصلة السويدية ، وعبرت عن امتنانها الشديد لجهودهم التى قالت انه لولاها ماكانت لتقدر على تنفيذ مهام عملها ، كما عبرت عن تأثرها الشديد لإنتهاء مدة عملهم جميعا هنا ، وقالت أنها ستعود مرة أخرى كزائرة لرؤية أصدقائها بمصر .
جدير بالذكر ان السيدة السفيرة مالين شيرى ، كانت من أنشط السفراء بمصر وقد نجحت خلال فترة عملها طوال الخمس سنوات الماضية فى تحفيز الشركات السويدية على المزيد من العمل بمصر رغم الظروف الإقتصادية التى تمر بها ، من خلال إقامة العديد من المؤتمرات والفعاليات بهدف المزيد من التعاون التجارى بين البلدين .