تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بتذكار مجيء السيد المسيح أرض مصر في الأول من يونيو الموافق 24 بشنس “شهداء” من كل عام.. حيث تباركت مصر بزيارة العائلة المقدسة إلى بلادنا.. بل عاشت في ربوع أرض مصر قرابة ثلاث سنوات وعدة أشهر،
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بتذكار مجيء السيد المسيح أرض مصر في الأول من يونيو الموافق 24 بشنس “شهداء” من كل عام.. حيث تباركت مصر بزيارة العائلة المقدسة إلى بلادنا.. بل عاشت في ربوع أرض مصر قرابة ثلاث سنوات وعدة أشهر، وإختص الله مصر ببركات خاصة وتم قوله على فم أشعياء النبي “مبارك شعبي مصر”.
وهكذا تم الوعد بمجيء المخلص والدعوة الإلهية إلى العائلة المقدسة للهروب إلى أرض مصر.. خوفاً من شر هيرودس ملك اليهود.. حيث خاف الملك على عرشه من الرب يسوع المولود.. فكان مفروضاً أن يعود المجوس إلى هيرودس ولكن حذرهم الله في حلم.. فإنصرفوا إلى كورتهم في طريق آخر.. وإذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف النجار في حلم وأمره أن يأخذ الصبي وأمه ويهرب إلى أرض مصر..ويبقى هناك حتى يعلن له الرب بالعودة في الوقت المناسب.. لأن الملك هيرودس يبحث عنه لقتله.
خرج القديس يوسف النجار ليلاً من بيت لحم ومعه القديسة العذراء مريم تحمل طفلها بين ذراعيها ومعهم سالومي.. قاصدين أرض مصر عن طريق سيناء.. وظلت تنزح من مكان لآخر حتى وصلت بين مدينتي بورسعيد والعريش.. ومنها أيضا إلى تل بسطا على مقربة من مدينة الزقازيق اليوم، ومنها إلى تل بسطا على مقربة من مدينة الزقازيق اليوم، وفي إحدى القرى المجاورة فجر الطفل المقدس في المكان نبعاً من الماء.. فقامت العذراء مريم بتحميمه وغسل ملابسه.. ومازال المكان اليوم يسمى “بالمحمة” بمسطرد وأصبح مزارا للعديد من المصريين والأجانب.
ومن “المحمة” ذهبوا إلى مدينة “بلبيس” وفيها إستراحوا تحت شجرة فحلت عليها البركة وسميت “بشجرة العذراء” كما أصبح المكان موضع إحترام من جميع البشر.. حيث كان مقدساً.. وكثير من الناس يدفنون موتاهم حول تلك الشجرة.. وجرت معجزات في ذلك المكان.. ثم سارت العائلة المقدسة إلى “منية جناح” وهي منيا القمح الآن، ومنها إلى “ميت سمنود” وهي مدينة سمنود الآن.. حيث يوجد بالكنيسة هناك ماجور كبير من الجرانيت يقال أن السيدة العذراء عجنت فيه أثناء وجودها في سمنود.. ثم رحلت إلى “المحلة” وأقاموا بعض الوقت في بلدة “سخا” إحدى ضواحي كفر الشيخ.. وهناك ترك الطفل يسوع أثراً لكعب قدمه يذكر ببركات المكان.
وبلا شك عانت العائلة المقدسة في رحلتها الشاقة وتحملوا حرارة الشمس نهاراً.. وبرودة الطريق الصحراوي ليلاً.. حيث سلكت العائلة المقدسة طرقاً غير مألوفة حتى وصلت إلى منطقة عين شمس بالمطرية فإستراحت تحت شجرة جميز عتيقة أطلق عليها “شجرة العذراء” الآن بجوار كنيسة السيدة العذراء بالمطرية.. وهناك حول يسوع له المجد ماءها الأجاج إلى عذباً ليشرب الطفل الإلهي.. ومن الماء الذي باركه يسوع غسلت العذراء ملابس إبنها وألقت بتلك المياه في مكان حولها.. فنما فيه نبات البلسم الذي اٌستخدم عطره في تكريس ماء التعميد وتدشين الكنائس واُستخدم كدواء لشفاء كثير من الأمراض.
ثم إنتقلت إلى منطقة مصر القديمة.. وهناك أقامت العائلة المقدسة في كهف مازال يحمل إسمها في كنيسة أبي سرجة.. ولم تبقى كثيراً في ذلك المكان.. وسارت إلى الوجه القبلي حيث المنطقة المعروفة الآن بكنيسة السيدة العذراء في المعادي ومنها أقلعت العائلة المقدسة في إحدى المراكب الشراعية إلى الصعيد.. حيث إستقر بها المقام في مغارة جبل قسقام في أسيوط أقدم كنيسة في العالم.. وهي كنيسة العذراء الأثرية.. وقد بارك يسوع المسيح هذا المكان.. وتعتبر الكنيسة الوحيدة على وجه الأرض التي دشنها الرب يسوع بيديه الطاهرتين.. وقال “فلتدم البركة في هذا المكان إلى الأبد” بعد رش الماء المبارك بين أركان محراب هذه الكنيسة مع إنتهاء أول قداس عرفته الدنيا.. “وهكذا يكون لك مذبح وسط أرض مصر” على لسان أشعياء النبي.
ومن بركات العائلة المقدسة.. قد رسمت أول صورة في العالم بريشة القديس “لوقا الإنجيلي” حيث رسم لوحتين الأولى في هذه الكنيسة “كنيسة العذراء مريم بأسيوط” ويرجع تاريخها للقرن الأول الميلادي.. وفيها رسم العذراء تحمل الرب يسوع على يسارها.. ورسم الصورة الثانية في كنيسة القيامة بالقدس.
وتوالت الرسوم القبطية وخاصة الأيقونات التي اٌستلهمت من بداية ميلاد الرب يسوع مروراً بحياته وآلامه على الصليب حتى نور وأفراح القيامة والحياة الأبدية مع يسوع المسيح والقديسين، مع إختلاف المدارس الفنية في جميع أنحاء العالم وعلى مدى العصور.. كل عصر له ملامحه وطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه الفنان وتظهر الملامح المختلفة على الوجوه المرسومة …ومن بين الأيقونات أيقونة السيدة العذراء والسيد المسيح طفلاً وتعود إلى القرن الخامس عشرالموجودة حالياً بكنيسة الأنبا أنطونيوس بالمحلة الكبرى. وغيرها من الأيقونات الموجودة بالمتحف القبطي بمصر القديمة.. كما تذخر كثير من الكنائس والأديرة بالأيقونات والرسوم الجدارية النادرة.. بداية من القرن الثاني والثالث حتى الآن، وكلها متأثرة بالطقوس والعقيدة الأرثوذكسية القبطية.
كما كان عصر النهضة من العصور التي إهتم فيها فناني العالم بالأحداث الدينية التي مست وجدانهم ومشاعرهم..فكانت هذه الأعمال الفنية الخالدة التي تزدحم بها أهم متاحف وكنائس أوروبا في شكل لوحات وتماثيل أو لمشاهد على سقوف وجداريات أعظم كنائس العالم.
وعادت العائلة المقدسة بعد رحلة المحبة والسلام التي جاء الرب يسوع للعالم خصيصاً من أجل خلاص البشرية من خطيئة آدم..
وفي هذه الأيام يعيش الشعب القبطي أفراح القيامة نوراً.. أشرقه يارب في قلوب كل البشر.. كما أشرقت على كل من كان في مزودك الوديع.. وعلى كل من كان حول قبرك.. وليفرح كل حزين.. ويبتهج كل قلب حين يعم السلام والمحبة على الأرض.
ومن اللوحات الفنية التي نتجت عن هذه البركة العظيمة:
· لوحة “العائلة المقدسة في مصر” من رسوم وجدي حبشي..القديسة الطاهرة العذراء مريم وهي تحمل الطفل يسوع، راكبة على حمار يسحبه يوسف النجار على خلفية تظهر مشقة الطريق..وحولها النخيل ومن بعيد تظهر أهرامات الجيزة..وفي الثلث السفلي من اللوحة رسم النيل الخالد…كلها رموز لمصر التي باركها الرب يسوع بكل خير.
· لوحة “الطفل يسوع يبارك مصر” وفيها تشع هالة البركة من حول رأس يسوع ومن خلفه شكل هرمي كناية عن مصر.. والحمام رمز السلام يرفرف بين أشرع مراكب النيل ودور العبادة من كنائس وجوامع، إشارة إلى البركة والخير اللذان عما على مصرمن خلال مجيء العائلة المقدسة أرض البلاد.
من
الموضوعات المتعلقة بهذه الرحلة والعائلة المقدسة: