فى وسط كل هذا الزخم الذى يحدث فى مصر استعدادا ليوم 30 يونيو تتسارع الخطوات الدولية المتابعة للأوضاع فى مصر. ويبدو أن من بيدهم الأمر غائبون عن حجم المخاطر التى تحيط بهم. لا أتحدث هنا عن أزمة سد أثيوبيا فهذا واضح للعيان وإنما أتحدث عن هذا الصخب الذى يقوده مجموعات من أدعياء الدين الذين يتحركون وكأن الساعة قد أتت لكى يهيمنوا ليس على كل الأمور فى مصر وإنما فى العالم كله. هم لا يدرون بالمصيدة التى أوشكوا على الوقوع فقد استفزوا الشعب المصرى والعالم الغربى الحديث المدافع عن الحريات الدينية.
وعلى سبيل المثال يجتمع غدا فى مؤتمر بواشنطن بعض كبار الشخصيات الحاكمة فى الولايات المتحدة للحديث عن الحريات الدينية فى مصر وعلى رأسها حرية الأقباط فى ممارسة شعائرهم والتهديدات التى تحيق بهم.
سوف أذكر بعض الاسماء التى تم استنفارها للحديث فى ذلك المؤتمر ومنهم: جيمس ويسلى رئيس أجهزة المخابرات المركزية السابق والسفيرة سوزان جونسون كوك وهى سفير فوق العادة للحريات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية والسفير أندرو بينيت رئيس مكتب الحريات الدينية الدولية بوزارة الخارجية الكندية وجيم كاريجانيس عضو مجلس العموم الكندى والبارونة كارولين عضو مجلس اللوردات البريطانى وسفير أمريكا السابق فى مصر ادوارد ووكر بخلاف كاثى ماكفارلاند نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكى السابق. فى هذا المؤتمر تم تخصيص جلسة لتقييم الاخوان المسلمين داخليا وخارجيا يرأسها فرانك جافنى رئيس مركز سياسات الأمن بواشنطن ويتحدث فيها ستيف ايمرسون المدير التنفيذى لمركز تقصى شئون الارهاب كما يتم عرض فيلم عن تاريخ الاخوان.
كما تعقد جلسة فى هذا المؤتمر حول حقوق الأقليات تحت حكم الاسلاميين.
المشاركون فى المؤتمر ليسوا بعيدين عن التأثير فى دوائر صنع القرار فى أمريكا وما يدفعهم الى تداول وضع الأقباط والحالة الدينية فى مصر هو ما يرونه من هلوسة ممن يسمون انفسهم رجال دين ومن خرجوا من السجون مسلطين على أنفسهم قبل أن يسلطوا على عباد الله لا يدرون عواقب ما يفعلون فقد استعدوا الشعب المصرى والعالم كله. وإن غدا لناظره قريب.