رأى أبناء الناصرة في مريم فتاةً مميزة بين الفتيات، أما الله الذي يعرف ما في القلوب فقد سُر بتلك المؤمنة الأمينة التي غمرها بنوره، فسطعت جميلةً ولا عيب فيها ولا غضن. ( أفسس 5 : 27 )
رأى أبناء الناصرة في مريم فتاةً مميزة بين الفتيات، أما الله الذي يعرف ما في القلوب فقد سُر بتلك المؤمنة الأمينة التي غمرها بنوره، فسطعت جميلةً ولا عيب فيها ولا غضن. ( أفسس 5 : 27 )
وقد اختارها الله لرسالة فريدة من نوعها “لم يسمع بها أُذنٌ ولم تخطر قط على قلب بشر”، فصار الخالق في أحشائها بشراً “والكلمة صار بشراً ، فسكنَ بيننا” ( يو 1 : 14 ).
الحبّ أبداً مدهش، حرٌ في اختياره ومبدع في عمله. أليس الله حباً؟ الله محبة والمحبة من الله ( 1يو 4 : 7 ).
بإمرأة واحدة دخلت الخطيئة إلى العالم، وبإمرأة واحدة دخل الله في البشرية.. في مريم إبنة الناصرة والبشرية، البريئة، الشفّافة، الطاهرة، يُعاين الله صورته الإلهية التي ما شوّهتها الخطيئة.
مريم المرأة الحرّة، الوديعة، الواثقة، الشجاعة، قالت ” نعم ” لمشروع الله الخلاصي. إنّها وريثة المتأمّلين الكبار أنبياء الله في العهد القديم، لقد إلتهموا كلمته وعاشوها وبلّغوها الناس هدياً لقلوبهم، ومصباحاً لخُطاهم. فهي تحفظ أمور الخلاص في قلبها وتتأمَلها ( لوقا 2 : 19 ).
مريم المطيعة، القوية، سارت على طريق الجلجلة وهي على يقين أن يسوع هو سرُّ الله وليس سرَّها ولو أن يسوع ابنها..
بالإيمان مريم “رأت ما لا يُرى”، وهي “أم الرجاء الطاهر”. وليُتمم إبنها كلُّ شيء، وهبنا إياها أماً، وأسلم الروح.
في العنصرة كانت بين الرسل… الروح الذي ظلّلها في ساعة “البشارة” يُلهبُها بناره يوم انطلقت البشارة إلى العالم أجمع.
وأنا وفي كل يوم من الشهر المريمي أتامل في أسرار الوردية، أُعاينُها وتُعاينني. أُسَرُّ بها إذ هي أُمي، وتُسَرُّ بي سرور الأم بإبنها وبنتها، في حماها أتذوّق طعم المحبة، والطهارة، والتواضع والقداسة.