دخلت العائلة المقدسة مصر من الشرق، واستمرت فى الهروب من العسكر داخل البلاد حتى وصلت إلى البقعة التى تسمى الآن “مسطرد”(المحمة) تبعد عن مدينة القاهرة بحوالي 10 كم تقريباً. ولجأت إلى كهف صغير لتحتمى به.. وكان الإعياء قد استبد بالجميع وكان هناك احتياج شديد لشئ من المياه حتى يرووا ظمأهم، ولكن الأم الصغيرة كان لها مطلب آخر، فقد كان مولودها فى أمس الحاجة لأن تزيل عنه غبار الطريق ويستحم وتلبسه ملابس نظيفة منعشة وتغسل ثيابه المتسخة.
عبر الطريق الوعر من أرض فلسطين إلى أرض مصر، منذ زمن سحيق أتت أسرة صغيرة مكونة من أب وقور يقود حمارا أركب عليه أم شابة وطفلها المولود.
فى ذلك الزمان – فى القرن الأول الميلادى – كان هناك ثلاث طرق من فلسطين إلى مصر فاختارت الأسرة الصغيرة ألا تسلك أى من الطرق المعروفة لأنها كانت هاربة من وجة الملك هيرودس الذى كان يطلب الصبى ليهلكه. وكان الطريق صعب وخطر.
دخلت العائلة المقدسة مصر من الشرق، واستمرت فى الهروب من العسكر داخل البلاد حتى وصلت إلى البقعة التى تسمى الآن “مسطرد”(المحمة) تبعد عن مدينة القاهرة بحوالي 10 كم تقريباً. ولجأت إلى كهف صغير لتحتمى به.. وكان الإعياء قد استبد بالجميع وكان هناك احتياج شديد لشئ من المياه حتى يرووا ظمأهم، ولكن الأم الصغيرة كان لها مطلب آخر، فقد كان مولودها فى أمس الحاجة لأن تزيل عنه غبار الطريق ويستحم وتلبسه ملابس نظيفة منعشة وتغسل ثيابه المتسخة.
وإذا الطفل يسوع يمد يده الصغيرة فبارك المكان وانبع فيه بئر ماء. واستراحت الأسرة هناك وقامت العذراء مريم بكل المهام التى كان يجب عليها القيام بها..
واليوم مازال البئر موجود فى نفس المكان الذى اكتسب اسم “المحمة”
ايقونة رحلة العائلة المقدسة
وصف الكنيسة
وكان لوطنى لقاء مع القمص “عبد المسيح بسيط أبو الخير” كاهن الكنيسة حيث قال أن المبنى الأساسي للكنيسة من الطراز البيزنطي ذو القباب ويتميز بالحوائط السميكة. يتكون من صحن الكنيسة الذى يضم في داخله الهياكل الثلاثة والمغارة والبئر. والصحن مستطيل الشكل الجزء السفلي قديم وتم تجديده بواسطة “أولاد سلسيل” في القرن الثاني عشر الميلادى.
أما الجزء العلوي تم تجديده وبنائه في عهد “البابا كيرلس الخامس” في أواخر القرن التاسع عشر، كما جددت الكنيسة من الخارج حديثا فى الفترة من 1984 إلى1987 م ، وأيضا جددت الكنيسة بالكامل سنة 2000م فى عهد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بمناسبة الاحتفال بمرور 2000 سنة على ميلاد السيد المسيح ورحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
ويرجع تاريخ تدشين الكنيسة إلى 8 بؤونة \ 15 يونية سنة 901 للشهداء الموافق سنة 1185 ميلادية. وكانت الكنيسة موجودة قبل ذلك بمئات السنين كما يقول “أبو المكارم” فى “كتاب تاريخ الكنائس والاديرة فى القرن الثانى عشر – الجزء 1” حيث دشنها “أنبا غبريال” أسقف أشمون ومعه جماعة من الأساقفة.
وكان من تقليد الآباء البطاركة أن يقيم البابا البطريرك بها قداسا يوم 21طوبة / 29 يناير سنويا وهو عيد نياحة السيدة العذراء.
مدخل الكنيسة العمومى
من امام صحن الكنيسة
صحن الكنيسة
كتابات اثرية فوق باب الهيكل الرئيسى
يوجد بالكنيسة ثلاثة هياكل، الأوسط بإسم العذراء وله حامل أيقونات يرجع تاريخه لسنة 1000 للشهداء/ 1284م ،يعلوه أربع صور لأربعة ملائكة تتوسطهم صورة العذراء وهي تحمل الطفل يسوع، وأربع صور للإنجيليين الأربعة.
المذبح الرئيسى للقديسة العذراء
هياكل الكنيسة
والهيكل القبلي بإسم الشهيد العظيم مارجرجس والهيكل البحري بإسم يوحنا المعمدان وأمام كل منهما حامل أيقونات يرجع تاريخه لسنة 1145 للشهداء/ 1429م ، يعلو الأول مجموعة من الصور تمثل رحلة الآلام والقيامة وخميس العهد إلى الصعود، ويعلو الثاني مجموعة من الصور للتلاميذ الإثنى عشر تتوسطهم صورة للرب يسوع المسيح وعلى يمينه السيدة العذراء وعلى يساره يوحنا الحبيب.
مذبح القديس مارجرجس مذبح القديس يوحنا المعمدان
الميلاد سمعان الكاهن يحمل المسيح على زراعيه
إقامة العازر الصعود
البئر المقدس
يقع البئر المقدس على يسار مدخل الكنيسة من بابها البحرى ويجاور المغارة، وهو الذي – كما يقول التقليد – أنبعه الرب يسوع المسيح وإستحم من مائه وغسلت العذراء المباركة ملابسه من الماء المقدسة. وماء هذه البئر لا ينضب أبدا واحيانا يحدث به فوران، فتمتلىء على اخرها ثم يعود منسوبها إلى طبيعتها وله طعم ومذاق مميز يختلف تماما عن مياه ترعة الإسماعيلية التى لا تبعد أكثر من 60 مترا عن الكنيسة. وقد شفى الماء المقدس العديد من المرضى بعد شربهم منه.
البئر وحنفيات المياه
البئر المقدس
غطاء البئر
البئر بدون غطاء
المغارة
تقع المغارة على يسار مدخل الكنيسة بجوار البئر وهي التي إستراحت فيها وإحتمت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر.
وتدل آثار المنطقة على أن المغارة كانت تقع في معبد أو أطلال معبد بني أيام رمسيس الثاني. ويشعر الزائرون خاصة المرضى برهبة وقوة روحية بالصلاة داخل هذه المغارة..
المغارة
السلم المؤدى للمغارة
داخل المغارة
الصور الاثرية
تضم الكنيسة العديد من الصور الأثرية النادرة، منها صورة “دخول العائلة المقدسة مصر” وترجع للقرن السادس عشر، وصورة مرسوم في نصفها الأعلى رجم القديس إسطفانوس وفي نصفها الأسفل إستشهاد أشعياء النبي بنشر جسده بمنشار. كذلك صورة القديسة دميانة والأربعين شهيدة، وأيضا صورة للقديسة العذراء والأمير تادرس ومارمينا وصورة للقديس أبسخيرون القلينى وأخرى للقديس الأنبا بهنام واخته سارة.
القديسة دميانة والاربعين شهيدة رجم استفانوس ونشر اشعياء النبى
العذراء والامير تادرس ومارمينا ابسخريون القلينى
انبا بهنام واختة سارة
كما يوجد بها عدد من الصور الأثرية المرسومة على الوجهين يتراوح تاريخها ما بين 150 سنة إلى 350 سنة مثل صور الأنبا بشاى والأنبا بيشوى والأنبا شنودة وأبو مقار.
ويذكر أن العالم الفرنسى “فانسلب” زار الكنيسة وقد رأى أيقونة نادرة من رق الغزال رسم عليها منظر يمثل العائلة المقدسة ومعهم القديسة سالومى، ووصف الأيقونة بأنها إعجازية وشافية للأمراض.
حامل ايقونات جانبى
أنبا بشاى أنبا بشوى
أبو مقار أنبا شنودة
الأعياد والمناسبات الخاصة بالكنيسة
تحتفل الكنيسة سنويا بثلاث مناسبات وهي:
في يوم 24 بشنس/ أول يونية تحتفل الكنيسة بتذكار دخول الرب يسوع المسيح والعائلة المقدسة إلى أرض مصر، وذلك إحتفلا بتذكار إستراحة العائلة المقدسة في المغارة وإستخدامها لماء البئر في الشرب والغسيل والإستحمام ومباركتهم للمكان.
ايقونة رحلة العائلة المقدسة
في يوم 8 بؤونة / 15 يونية تحتفل الكنيسة بعيد تكريسها على يد البابا غبريال في سنة 901 ش الموافق 1185 م بعد أن جددها “أولاد سلسيل.”
الصليب اعلى قبة الكنيسة
فى أول مسرى إلى 16 مسرى / 7 إلى 21 أغسطس تحتفل الكنيسة في هذه الفترة بمناسبة صوم السيدة العذراء وعيد صعود جسدها في إحتفال مهيب يحضره سنويا مئات الألوف من رجال ونساء وأطفال من كل أنحاء مصر يزورون الكنيسة ويصلون في المغارة ويوقدون الشموع ويشربون من ماء البئر المقدس ويأخذون معهم من ماءها في زجاجات يزيد عددها غالبا عن 200 ألف.
نياحة العذراء
المخطوطات
أهم المخطوطات التى ذكرت مرور العائلة المقدسة بكنيسة “المحمة” بمسطرد نجد مخطوطة “رؤيا البابا ثاوفيلوس” والتى كتبت باللغة القبطية.
وتوجد الأن فى الترجمات العربية كذلك كتاب “ميامر وعجائب الأدهار”. وأيضا مخطوطة “عظة زكريا”، وكتاب أبو المكارم “كنائس واديرة مصر”، وكتاب المتنيح نيافة الانبا صموئيل اسقف شبين القناطر “ترتيب الكنائس والاديرة ج1و2” وكتاب أبو الصليب الأرمنى “كنائس واديرة مصر” المطبوع بالانجليزية كذلك “السنكسار العربى والأثيوبى” وأيضا فى “الدفنار” وكتب التسابيح والمدائح والميامر.
ومازالت البركة مستمة:
تستمر الكنيسة في خدمة المجتمع المحيط بها على المستوى الروحي والصحي والاجتماعي.
ويحيط بمبنى الكنيسة فنائان كبيران بهما العديد من مبانى الخدمات، افتتح اكبرهما منذ فترة قصيرة وهو يحتوى على العديد من فصول مدارس الأحد وحضانة لخدمة أطفال المنطقة والتنمية الاجتماعية والعديد من الأنشطة التنوعة لخدمة الشعب.
تقش صليب على باب الكنبسة منارة الكنيسة
صور لبعض الأيقونات الأثرية الموجودة بالكنيسة