بات في حكم المؤكد وفقا لمصادر روسية وإسرائيلية مشتركة أن تتصدر الازمة السورية بتداعياتها المختلفة رأس جدول اعمال مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو اليوم. ولا شك أن عملية السلام في الشرق الاوسط ومتعلقاتها المرتبطة بالمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ سنوات
بات في حكم المؤكد وفقا لمصادر روسية وإسرائيلية مشتركة أن تتصدر الازمة السورية بتداعياتها المختلفة رأس جدول اعمال مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو اليوم. ولا شك أن عملية السلام في الشرق الاوسط ومتعلقاتها المرتبطة بالمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ سنوات بسبب الاستيطان وخلافات أخرى بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ستحتل حيزا مهما من تلك المباحثات. غير أن قضية التسليح الروسي لسوريا وخاصة ما يتصل بصفقة الصواريخ أرض جو إس-300 التي وعدت موسكو بها نظام دمشق هي القضية التي عجلت بذهاب نتنياهو الى موسكو بلا سابق ترتيب خارج الاطار البروتوكولي لتحديد مواعيد الزيارات الرسمية بين موسكو وتل ابيب.
وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فإن زيارة نتنياهو تتناول بشكل أساسي تسليم سوريا المرتقب لهذه الصواريخ وهي أسلحة فائقة التطور يمكنها ان تعترض طائرات او صواريخ موجهة في الجو، وتعتبر بمثابة نسخة روسية من صواريخ باتريوت الامريكية.
ونصب مثل هذه المنظومة للدفاعات الجوية سيعقد أي مشروع للولايات المتحدة او حلفائها لشن ضربات جوية ضد نظام دمشق او اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا او التدخل لتفكيك اسلحة كيميائية او فرض طوق امان حولها. فيما اعلن عضو في الحكومة الاسرائيلية قبل يومين ان نتنياهو “مصمم كليا” على منع بيع هذه الصواريخ الروسية لسوريا.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية نقلت استنادا الى معلومات اسرائيلية ان تسليم هذه الصواريخ لنظام دمشق اصبح وشيكا وهو عقد ابرم في 2010 لتسليم اربع بطاريات صواريخ اس-300 تشمل ست منصات اطلاق و144 صاروخا يبلغ مدارها 200 كلم وقيمته 900 مليون دولار بحسب المصدر نفسه.
وبحسب المعلومات التي نشرت مؤخراً، فإن إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية أن سوريا دفعت الأقساط وفقاً لاتفاق أبرم مع روسيا في العام 2010 لشراء أربع بطاريات صواريخ S-300 بقيمة 900 مليون دولار. وأن أحد هذه الأقساط وصل عبر المصرف الروسي للتطوير الخارجي المعروف باسم VEB. وأن الصفقة تتضمن ست راجمات و144 صاروخاً، كل واحد منها يبلغ مداه 200 كيلومتر، وأن الشحنة الأولى ستصل خلال الأشهر الثلاثة القريبة. عموماً يُعتبر صاروخ S-300من بين الصواريخ الروسية المضادة للطائرات والصواريخ الجوالة الأبعد مدى، وقد بدأ الاتحاد السوفياتي بإنتاج هذا النوع من الصواريخ في العام 1979، وأسهم مساهمة فعالة في تطوير الدفاعات الجوية الاستراتيجية السوفياتية.
وتعتبر بطاريات الصواريخ S-300 بالغة الفعالية في حماية منشآت دفاعية أو صناعية أو إدارية كبيرة من الغارات الجوية والصاروخية. ولكن ميزة بطارية الصواريخ لا تكمن فقط في فعالية الصواريخ، وإنما أيضاً في تطور راداراتها القادرة على رصد مئة هدف في وقت واحد، وضرب 12 منها دفعة واحدة. وفضلاً عن ذلك، فإن بالوسع تجهيزه للعمل خلال خمس دقائق فقط. وقد طورت روسيا نسخة أخرى منه في العام 2004 هي S-400، وتُعرف أيضاً باسم SA-21.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وارسو -حيث التقى نظيريه البولندي والألماني- إن هذا الأمر “ليس خرقا لأي حظر دولي”، موضحا أن الصواريخ “أس 300” المُقدمة إلى حكومة الأسد هدفها الوحيد هو الدفاع ضد الغارات الجوية”، التي اعتبر أنها “سيناريو محتمل تماما”.
وأشار الى ان بلاده لا تنوي توقيع عقود سلاح جديدة مع سوريا، غير أنه ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية توريد أنظمة دفاع جوي بموجب عقود حالية. وقال لافروف إن روسيا باعت منذ أمد بعيد. وهي تستمر بتوريد تقنيات أنظمة الدفاع الجوي وفق العقود الموقعة سابقا، مشيراً إلى أن هذا لا تحظّره أي قوانين دولية.
وعلى الرغم من تطمينات الطرف الروسي إلا أن وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم حذر في وقت سابق من يوم الأحد من خطورة هذه الخطوة التي اعتبر أنها “ستغيّر بدرجة كبيرة ميزان القوة في المنطقة”. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه قوله إنه “إذا وصلت هذه الصواريخ إلى سوريا، أو ما هو أسوأ. إذا وصلت حزب الله، فإنه ينبغي أن يجافي النوم أعيننا جميعا”. كانت صحيفة “ذا وول ستريت جورنال” الأمريكية قد نقلت الجمعة عن مسؤولين روس تأكيدهم أنه رغم الضغوط الدبلوماسية الغربية، فإن موسكو تعتزم المضي في الالتزام بصفقات توريد الأسلحة الموقعة سلفا مع النظام السوري.
وفي هذا السياق قال وزير المياه والطاقة الاسرائيلي سيلفان شالوم ان احتمال تسليم صواريخ روسية من طراز اس-300 الى سوريا “يثير قلقنا الى ابعد حد ورئيس الوزراء مصمم تماما على ألا يتم تنفيذ هذا العقد”. مضيفا ان تسليم مثل هذه الاسلحة لسوريا “سيغير توازن القوى في المنطقة وهذه الاسلحة يمكن ان تقع بايدي حزب الله” اللبناني حليف نظام الرئيس السوري بشار الاسد وايران.
وتابع انه اذا حصلت سوريا على هذه الصواريخ “فان تحرك الدول التي ترغب في تغيير في سوريا سيصبح اصعب” كما ان اسلحة من هذا النوع يمكن ان تحد من حركة الطيران الاسرائيلي في المجال الجوي السوري او اللبناني.
وتعتقد الاوساط الغربية، بحسب المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية روني بن يشاي، بان روسيا تسعى لعقد صفقة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو تقوم على مبدأ “لا تسلحوا المعارضة ولا تتدخلوا عسكريا في سوريا ونحن لن نزود الأسد بهذه المنظومة الصاروخية وبكل تأكيد لن نسلم سوريا الطراز الأحدث”.
وسبق لروسيا ان وقعت اتفاقا مع إيران يقضي بتزويدها بمنظومة الصواريخ المتطورة وسافر عناصر الدفاع الجوي الإيراني إلى روسيا للتدرب عليها ولكن وبعد زيارة بوتين لإسرائيل وممارسة الكثير من الضغوط الأمريكية المباشرة تم تعليق هذه الصفقة لكن لم يتم إلغائها نهائيا. وبررت الولايات المتحدة وإسرائيل موقفها من الصفقة الإيرانية الروسية باستحالة تشكيل تهديد عسكري ضد إيران في حال استلمت منظومة SA400 القادرة على إسقاط الطائرات من مسافة 150 كلم حتى وان حلقت على ارتفاعات عالية او منخفضة نسبيا لذلك سيكون من الصعب مواصلة جهود” إقناع” إيران التخلي عن برنامجها النووي الموقف الذي تفهمته روسيا في حينه وعلقت تنفيذ الصفقة.
ووفقا للمحلل العسكري للصحيفة العبرية حدث نفس الأمر فيما يتعلق بصفقة تزويد سوريا بمنظومة S300SA10 حيث أوضحت إسرائيل موقفها لروسيا مدعية بان امتلاك سوريا لهذا السلاح ستحد من قدرة إسرائيل الدفاع عن نفسها خاصة وان هذه الصواريخ قادرة على إسقاط الطائرات الإسرائيلية ليس فقط أثناء تحليقها في أجواء لبنان أو سوريا ولكن فور إقلاعها من قواعدها وسط إسرائيل وشمالها التبرير الذي قبلته وتفهمته روسيا أيضا.
واختتم “بن يشاي” قائلا :” يبدو ان روسيا تعيد دراسة موقفها وتدرس مجددا امكانية تزويد سوريا بهذه المنظومة المتطورة وذلك لسببين الاول ردع امريكا ودول الناتو ومنعها من التفكير بتدخل عسكري في سوريا عبر القصف الجوي والثاني ردع امريكا ومنعها من تسليح المعارضة السورية.