موضوع يطرح نفسه بإلحاح علي الساحة هل هو غزو ام تطور طبيعي للانفتاح علي الثقافات؟؟ هل انتشار الدراما التركية بهذا الشكل ودون غيرها امر طبيعي؟
موضوع يطرح نفسه بإلحاح علي الساحة هل هو غزو ام تطور طبيعي للانفتاح علي الثقافات؟؟ هل انتشار الدراما التركية بهذا الشكل ودون غيرها امر طبيعي؟
تساؤلات كهذه وغيرها اجاب عنها الحضور في الندوة التي نظمها مركز بحوث الشرق الاوسط بجامعة عين شمس بعنوان ” الدراما التركية والصراع الاقليمي في الشرق الاوسط”والتي حاضر فيها كلا من:
د.محمود متولي استاذ التاريخ الحديث
د.الصفصافي احمد القطوري استاذ الادب التركي
انعام محمد علي مخرجة سينيمائية
مجدي صابر سيناريست وكاتب
ماجدة موريس كاتبة كبيرة
هند عاكف ممثلة
بدا الحديث د.جمال شقرة – مدير مركز بحوث الشرق الاوسط – بالحديث عن البعد السياسي للندوة لانها تمثل تحدي واضح فقد قال :” ففي 2008 كان هناك 18 مسلسلا تركيا عرض في مصر والاردن والولايات المتحدة وفي 2012 اصبحوا 29 مسلسلا تركيا ضخما ، ويرجع السبب في انتشار هذه الظاهرة الي الانفلات الامني الذي نعيشه مما دعانا لدراستها ودراسة تاثيرها ونتائجها.كما ان لذلك علاقة ايضا بسياسات الدول والعلاقات بينها وبين بعضها ومع ان التاريخ لا يعيد نفسه الا ان الوقائع المتشابهة تؤدي الي نتائج متشابهة”
ثم انتقلت الكلمة الي مجدي صابر الذي قال :”ان الدراما التركية تمثل أزمة للدراما المصرية ومنذ سنوات كان الاكتساح للدراما السورية لانها اقل تكلفة وأكثر امتاعا مما فتح الباب لدخول الدراما التركية كما ان الدراما المصرية تراجعت لأسباب كثيرة مثل( اعتمادها علي أساليب وأفكار قديمة )ولكن منذ 3 سنوات ظهر موسم رمضاني غطي علي الدراما السورية تماما ولم نهدا الا ان وجدنا الدراما التركية دخلت علينا “
وعبر عن استياؤه من طول الدراما التركية وطول حلقاتها وقال :”نجد ان الدراما التركية لا تقتصر علي ربات البيوت فقط بل احتوت فئات عمرية كثيرة قدمت صورة عبقرية مفتوحة لتجذب البشر مما يجعل المشاهد يستمتع ، وبالرغم من اننا نشاهد مشاهير معروفين في تركيا وغير معروفين لنا الا اننا انجذبنا لهم ولشخصياتهم كشخصية مهند مثلا .. كما ان الدراما المصرية لا تجدد من ممثليها مثل الدراما التركية فيصبح العمل فقير في الملابس والديكور والاضاءة وغيره”
واستكمالا لاسباب غزو الدراما التركية اضاف:” دعم الدولة للانتاج هام ايضا فبدلا من ان تدفع وتعتبر هذا تقديم رسالة فنية اصبح من الواجب ان تدفع ضريبة وهذا ما يحدث لدينا اما في تركيا فيتم التصوير مجانا في أماكن التصويرمما ساعد علي زيادة السياحة وتطورها فقد اصبحت المنازل والمواقع التي يتم فيها التصوير اماكن للمزارات السياحية مثل المنزل الذي تم فيه تصوير مسلسل نور ومهند مما جعل المشاهد متابعا جيدا للدراما التركية وهو ما احدث تفوق علينا”
واختتم حديثه انه اعتقد يوما انها ظاهرة ستختفي لكنها زادت بشكل اصبح خطرا علي الدراما المصرية لابد من وضع حل له من قبل منتجي الفيديو.
اما ماجدة موريس فقالت إن الغزو التركي من 2005 بمسلسل “نور ومهند” ونجح اجتماعيا أكثر منه فنيا لانه قدم نموذجا لكيفية معاملة الزوج لزوجته وما جعل المصريين يلتفتون له اكثر انه زوج مسلم يعامل زوجته باحترام متبادل بينهما مما حدث من تطورات للاحداث وهو ما لفت النظر لعدم وجود ذلك في الواقع المصري بشكل كبير، وحتي في الخليج ظاهرة المسلسلات التركية ادت الي انتشار ظاهرة الطلاق بشكل كبير فالازواج لا يرون زوجاتهم شبه الممثلات التركيات او انهم (غفر) والعكس صحيح فالزوجات ايضا يدعينا نهن تزوجن من وحوش وليسوا بشر مما زاد من حالات الطلاق”
واضافت: “وبالرغم من ظهور المسلسلات المكسيكية والصينية الا انه كان هناك حاجزا طوال الوقت بينها وبين الدراما المصرية لا تكسره ابدا حتي جاءت التركية فكسرت هذا الحاجز وغطت علي الدراما المصرية ، والمسلسل التركي يكشف بعناية شديدة من المخرج عن جمال تركيا فهم يعتنون حتي بالصورة والماكياج واختيار الممثلين والمسائل الاقتصادية وكل شئ “ولو انها اعترضت علي افكار المسلسلات التركية المبالغ احيانا في احداثها وعدم قبولها بالنسبة للمشاهد المصري مثل مسلسل فاطمة وواقعة الاغتصاب وصحوة ضمير الجناة في النهاية ولكن قاطعها الحضور بتقديم ذلك لدينا ايضا من خلال مسلسل قضية راي عام للفنانة يسرا
وبانتقال الكلمة الي انهام محمد علي تحدثت عن الجانب التنفيذي في تركيا التي اشادت اولا بموقعها الفريد من سهول وجبال وجغرافيا جميلة ثم قالت : ” تلونت موضوعات المسلسل التركي ومع ذلك فليس كل ما يعرض من مسلسلات تركيا مستواه جيد كما هو الحال عندنا في مصر ايضا فبعض المسلسلات ينطبق عليها قول ( السم في العسل) مثل مسلسل (لارا) فمستواه الفكري ضعيف وافكاره ملفقة ، وكذلك مسلسل (اسرار البنات) الذي هو عبارة عن مدرسة مشتركة للبنات والبنين وكل ما يهمهم الصراع فيما بينهم كصبية علي البنات والعكس دون الالتفات للتعليم والدراسة نفسها وهي ظاهرة سلبية جدا لا ندري كيف سيكون تاثيرها مثلا علي العشوائيات وعلي المجتمع المصري اللاواعي ولو ان هذا المسلسل اشبع الوجبة المفقودة لدي الشعب المصري وهي الاغراق في المشاعر والعواطف”
واسردت :” وحتي المنتج المصري اصبح انتماؤه للدراما المصرية ضعيف جدا واصبح يعتبرها سلعة لمن يدفع اكثر ولا يهمه هو تركي او مصري او غيرهما حتي ، كما ان والعيب ايضا علي مستوي الانتاج المصري مثلما قال الاستاذ مجدي ففي تركيا يوجد بزخ في الانتاج والتصوير في مناطق مفتوحة والترويج السري للسياحة وبالفعل لاقت السياحة التركية رواج كبير بالرغم من وجود ثلث اثار العالم بمصر!! وكذلك مستوي الممثل التركي في الكثير من الاعمال يتسم بالحرفية العالية والمصداقية ايضا ، ولن انسي ان القي باللوم علي التعليم المصري الذي اصبح متدهورا ليس علي مستوي الطالب فقط ولكن الاساتذة ايضا بسبب اختفاء البعثات وكانه اصبح لدينا اكتفاء ذاتي ممن حولنا من ثقافات”
“واخيرا اصبح المسلسل المصري يهتم بسرد الواقع المصري بكل عيوبه واصبح المتفرج يهرب من هذه المشاكل الي الدراما التركية لزيادة جرعة العنف في الدراما المصرية والشراسة في الافكار المطروحة واصبح هناك نوع من الفظاظة والالفاظ الجارحة ، ولكن هناك نقطة ضعف في المسلسل التركي وهي التاليف وكان المؤلف واحد في كل الاعمال وكان الزمن متوقف ، كما ان اللامنطق موجود في الكثير من الاعمال فكثير من المشاكل والصراعات تنضرم حتي تصل الي ذروتها ثم يقدم للمشاهد حل ساذج لكل تلك المشاكل”
اما هند عاكف فقالت: ” إن اذاعة المسلسلات التركية علي القنوات المصرية الرئيسية كارثة وليسال وزير الاعلام كيف يساهم في عرض المسلسلات التركية علي القنوات الرئيسية الارضية وكيف يكون له يد في تلك الكارثة ولابد ان نسال انفسنا لماذا الان؟ اعتقد بسبب الحراك السياسي الواضح للمراة المصرية ولعل توقيت عرض تلك المسلسلات في رمضان هو لالهاءها عن المشاركة السياسية وهذا ليس لكل السيدات لان ليست جميعهن تنجذب للمسلسلات التركي ولابد للمسؤولين عن الاعلام المصري في رايي من التصدي لهذه الظاهرة ولعرض اي مسلسل تركي خاصة في الوقت الذي نمر به الان”
اما د.محمود متولي فالقي الضوء علي اهتمام الدراما التركية بعنصر الوقت وهو العنصر الاساسي في سمو المجتمعات مما جعل دولتهم اعلي من الدول النامية بدرجات وقال : ” ان هناك ازمة في الدراما المصرية الا وهي الوجوه الجديدة وكذلك ازمة السيناريو الغير مجدد وايضا العنف الذي يضر الاسرة والمجتمع وهناك الكثير من المسلسلات تحتاج لانتاج مكلف ولكن دون جدوي او اهتمام “
واختتم حديثه قائلا : ” ان حكم الاخوان لمصر هي جملة اعتراضية في تاريخها وان الديمقراطية لا يمكن ان تعيش في مجتمع فقير او امي وان السياسة او الدين اذا تدخل اي منهما في شؤون الاخر سيفسده وتساءل :”هل هناك امل في مصر ؟؟”
اما د.الصفصافي فقال:”ان تركيا لا يوجد بها وزارة اعلام وانما مزجت بين وزارة السياحة والثقافة مما جعل التصوير مجاني لمساعدة السياحة وهذا ما تكلمت الاستاذة انعام وفي المسلسلات التركية يتحدثون عن عادات جيدة مثل مسلسل فاطمة الذي تعودت فيه والدة كريم مثلا الا تنام الا بعد ان تقرا وكذلك اي مواطن هناك لا يركب سيارته الا بعد وضع حزام الامان وهنالك من يجلسون الخدم معهم علي مائدة الطعام في مراعاة واقعية لحقوق الانسان”
واستنكر: “هل لا يوجد لدينا بحار ومناظر طبيعية في مصر؟؟ بالطبع يوجد ولكنها نستغلها بشكل سئ فمثلا وادي الريان الذي استخدمته الدراما كمكان يخبئ في السارق غنيمته او ينفرد فيه العاشقان ببعضهما في سفور ولكن المواطن التركي مشتاق ليري مصر من جديد”