دعا العراق إلى تشكيل مجلس أمن عربي يتولى حل الإشكالات الأمنية وفق صيغة يتفق عليها تؤهل الدول العربية لمقاربة قضايا الأمن العربي كله وبالشكل الذي يكون فيه البيت العربي هو المرجعية والإطار الشامل الذي يتولى حل كل خلاف يقع بعيدا عن التدخلات الخارجية، كما اقترح النقل المؤقت لمقر البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد
دعا العراق إلى تشكيل مجلس أمن عربي يتولى حل الإشكالات الأمنية وفق صيغة يتفق عليها تؤهل الدول العربية لمقاربة قضايا الأمن العربي كله وبالشكل الذي يكون فيه البيت العربي هو المرجعية والإطار الشامل الذي يتولى حل كل خلاف يقع بعيدا عن التدخلات الخارجية، كما اقترح النقل المؤقت لمقر البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد.
وقال الدكتور خضير موسى الخزاعي نائب رئيس جمهورية العراق الذي ألقى كلمة بلاده باعتبارها رئيسا للقمة العربية في دورتها الماضية، أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين بفندق شيراتون الدوحة اليوم باسمي ونيابة عن فخامة رئيس جمهورية العراق الأستاذ جلال الطالباني أتقدم لحضرة صاحب السمو وحكومة دولة قطر وشعبها الشقيق بالشكر الجزيل لاستضافتهم القمة العربية الرابعة والعشرين والتي تجسر للتواصل دعما للعمل العربي المشترك وبما يخدم مصالح وتطلعات الأمة العربية وطموحاتها المشروعة وأمانيها المستقبلية.
كما تقدم بالشكر إلى جامعة الدول العربية وأمينها العام الدكتور نبيل العربي على الجهود التي بذلت وتبذل في متابعة تنفيذ مقررات قمة بغداد والقمم التي سبقتها. وأشار نائب رئيس جمهورية العراق إلى أن العرب أنفسهم هم الأجدر والأقدر على حل قضاياهم ومشاكلهم خاصة وأن الأرضية التي تقف عليها أمتنا اليوم رخوة هشة لا تصمد أمام الهزات والتحديات ولا تصلح أن تكون مرتكزا صلبا لإخاء أو رخاء وقد أثبتت لنا تجارب العقود الماضية عقم الحلول الدولية لمشاكلنا وخلافاتنا وعجزها عن رد العدوان عنا ومن هنا يجب علينا أن نحصن أنفسنا من تأثيرات المحاور والأحلاف والصفقات الدولية التي لا تراعي مصالح شعوبنا ولا تحرص عليها.
وأضاف لذا يكون تشكيل مجلس الأمن العربي هو الرد العملي على اللامبالاة الدولية بقضايانا وأزماتنا التي باتت تعصف بوجودنا وتهدد استقرارنا وتشل مشروع التنمية في بلداننا وبدونه سوف نظل رهائن لدى من لا يعنيه أمرنا وبالشكل الذي لا تتوفر معه جدية لملامسة أوجاعنا وتضميد جروحنا أو علاج قروحنا وهو ما يصيرنا في موضوع يلومنا عليه الصديق ويشمت بنا فيه العدو.
كما حث الدكتور الخزاعي على تفعيل مقترح إقامة مؤتمر لنصرة القدس وأهلها الصامدين في مواجهة العدوان الإسرائيلي على المقدسات وخاصة المسجد الأقصى يتم التأكيد من خلاله على أن القدس الشريف جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وأن جميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي باطلة قانونا ولا يترتب عليها إحداث أي تغيير على وضع المدينة القانوني كمدينة محتلة. وشدد في هذا الصدد على ترحيب العراق بحصول دولة فلسطين على صفة مراقب (دولة غير عضو) في الأمم المتحدة والدعم الكامل للقضية الفلسطينية والعمل من أجل قيام الدولة الفلسطينية، ودعم تطلعات الشعوب العربية نحو الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وإقامة أنظمة عادلة لها بعيدا عن الاستبداد والقهر.
واقترح الدكتور خضير موسى الخزاعي نائب رئيس جمهورية العراق، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين بفندق شيراتون الدوحة اليوم، النقل المؤقت لمقر البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع في سوريا، كما حث على تفعيل موضوع إنشاء مركز لدراسة القانون الدولي في بغداد، وهو مقترح الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وشدد على أهمية أن تضع القمة العربية على جدول أولوياتها للفترة القادمة معالجة مسألة تغير المناخ وتناقص الموارد المائية مع ضرورة إيجاد السبل والآليات لمزيد من التطوير والتكييف لضمان أن تكون الدول العربية أكثر أمانا وملاءمة مع التغيرات وبما ينسجم وبرامج دول العالم المتقدم لحماية مواطنيها.
كما دعا إلى مؤتمر عربي للمانحين يركز على معالجة أسباب الفقر في بعض الدول العربية التي تعاني من هذه المشكلة تحقيقا للهدف الأول من أهداف الألفية وهو القضاء على الفقر المدقع والجوع.
وأوضح نائب رئيس جمهورية العراق أن بلاده نهضت من خلال ترؤسها للدورة الثالثة والعشرين بمسؤولياتها الكبيرة في ظل التحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة العربية وما صاحبها من تداعيات استوجبت توفير المناخات الملائمة للحوار وبما يكفل تفادي العنف والفوضى.
وأكد أن العراق سعى إلى خلق منظومة علاقات بناءة ومتينة مع أشقائه العرب، بالإضافة إلى حرصه على تنفيذ القرارات المنبثقة عن القمة العربية في بغداد عبر المساهمات الجادة وطرح المبادرات الإيجابية التي تصب في خدمة القضايا العربية، كما تبنى العراق خطة عمل ناجعة لتفعيل رئاسته للقمة العربية خلال عام كامل حيث أقيمت عدة اجتماعات ومؤتمرات عربية ودولية بعضها نصت عليه مقررات القمة وبعضها الآخر أتى بمبادرة عراقية تعزز تطبيق هذه المقررات ومتابعة تنفيذها خدمة للعمل العربي المشترك.
واستعرض ما تم إنجازه خلال ترأس العراق للقمة العربية في دورتها الماضية، ومنها عقد مؤتمر كتابة الدساتير في دول الربيع العربي بالقاهرة في الخامس من ديسمبر 2012 بمبادرة من جمهورية العراق وبرعاية الأمانة العامة للجامعة العربية، خاصة وأن معظم دول الربيع العربي تمر بمرحلة كتابة دساتيرها الديمقراطية، كما تم عقد المؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي في الفترة من 11 إلى 12 ديسمبر 2012 في بغداد.
وفي هذا الصدد، حث سعادة الدكتور الخزاعي على التبرع للصندوق العربي لدعم الأسرى الفلسطينيين وإعادة تأهيلهم والذي أوصى بتشكيله مؤتمر بغداد والذي تبرع له العراق كبداية بما يقدر بمليوني دولار. ولفت إلى أن بغداد شهدت أيضا خلال الفترة من 10 إلى 12 مارس 2013 المؤتمر العربي الأول لتنمية ثقافة الوعي القانوني والوطني، وانعقاد مؤتمر تفعيل النظام الأساسي للبرلمان العربي في 19 مارس 2013، كما شهدت بغداد انعقاد الاجتماع الرابع للمجلس الوزاري العربي للمياه على المستوى الوزاري في 29 مايو 2012 تمهيدا لعقد المؤتمر العربي الأول للمياه يومي 30 و 31 مايو 2012، وإقامة المؤتمر الثاني لوزارء الإسكان العرب للفترة من 18 إلى 20 ديسمبر 2012 في بغداد.
كما أشار إلى احتضان العراق لاجتماع الدورة الرابعة والعشرين لمجلس وزراء البيئة العرب في الفترة من 24 إلى 25 ديسمبر 2012، واستضافة مؤتمر المصارف العربية في يناير 2013، واجتماع الأمناء العامين للجان الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في الوطن العربي ببغداد في الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر 2012، وأخيرا الاحتفال ببغداد عاصمة للثقافة العربية للعام 2013 للفترة من 23 إلى 25 مارس 2013. وأكد نائب رئيس جمهورية العراق، في ختام كلمته، حرص بلاده خلال فترة ترؤسها للقمة العربية على تقديم المساعدات المادية والعينية لبعض الأشقاء العرب، وبما يزيد على 115 مليون دولار.
وبعد أن ألقى السيد الخزاعي كلمة العراق أمام القمة قام بتسليم رئاسة الدورة الرابعة والعشرين لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الحالية الى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر باعتبار العراق الرئيس السابق للمجلس في دورته الثالثة والعشرين.