كنت أرغب في كتابة مقال عن أحلام المصريين الوردية حينما يأتي رئيس منتخب بعد الثورة المصرية الرائعة وكيف أن حياتنا سوف تكون وردية ..
ولكننا فوجئنا بزيادة عدد صناديق الضحايا مابين إهمال جسيم وإرهاب واشتباكات لا تنتهي بين أطراف غير مفهومة، وأطراف ثانية غير مفهومة أيضا !!
لقد فتحنا صندوق بندورا الملئ بالشر ليطيح بكل الآمال والأحلام، ولقد جئنا بالصندوق بكل شر العالم ..
أتينا بأشخاص حتى الآن غير معروف مايريدونه لنا،غير قادرين على تحمل المسؤلية، لا يبحثون إلا عن كل ماهو شخصي، نفعي،ومادي..
لا تعترض .. فقد جئنا بالصندوق ..
لقد تحول الصندوق إلى كتاب مقدس لاتستطيع النقاش فيه، فهكذا تكلمت الصناديق،وأنت الذي اختار..
وسط كل هذا العبث كنت أريد أن أكتب مقال عن إنجازات الصندوق فلم أجد إلا ضحايا هنا وهناك، ومواكب شهدا ونهر من الدموع، وصلوات جنازة في الكنائس والجوامع ..
قتلاهم في الجنة، وشهدائنا في الجنة، وكلهم محمولون في صندوق لا يفرّق بين قتيل وشهيد ..
كانت المقدمة هي أن الجميع يعتقد أنه بوجود رئيس صندوقي سوف نتخلص من صناديق الموتى ..
ولكن للأسف زاد عدد الموتى ..
فكانت هناك معارك الصناديق مابين استفتاء مارس، وانتخابات مجلس الشعب، وانتخابات الرئاسة ..
وكان هناك ضحايا قطارات الصعيد، والعمائر المنهارة، وضحايا النيران الصديقة من الأمن المصري، وضحايا الإرهاب في سينا من جنود كانوا يحمون تراب هذا الوطن .. وغيرها من الحوادث .
ولازالت معارك الصناديق قائمة ..