أذكر جيدا حينما كنت طفلة صغيرة بعدما استقرت اسرتي في مصر وحينما كنت في المدرسة اني واجهت موقفين لم اكن أعيهما جيدا الاول هو خروج بعض الطلبة من حصة الدين ليجلسوا في الشمس ملتفين حول إحدى المدرسات تشرح لهم شيئا ما مغاير لما ندرسه ، والثاني هو إعفاء هؤلاء الطلبة في مواضيع التعبير من الكتابة عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وأن يكتبوا ما يشاءوا..
مع الوقت وبالسؤال فهمت أنهم مسيحي الديانة وأنهم قلة لذلك يخرجون هم ونظل نحن في الفصول ..
لم أكن لأهتم وقتها ولكن مع تطور الزمن ومع أحداث ما يسمى بالفتنة الطائفية بدأت أشمئز من الفكرة، فمن البداية يتم الفصل على أساس طائفي والتمييز بين الطلبة على اساس طائفي ..
في المدارس الجيدة يوجد هناك ما يسمى بحصص النشاط يذهب من يريد إلى حجرة الموسيقى أو حجرة التدبير المنزلي ، أو إلى النشاط الرياضي ،ولا تشعر وقتها بالاختلاف لأن كل حر في هوايته ..
نفس الطلبة الممنوع عنهم الكتابة عن الاحتفال بالمولد النبوي من باب (الذوق) يتم جرح شعورهم الديني بحجة الاختلاف الديني والذي يصبح مع الوقت شعورا مترسبا في الأعماق باني مختلف عن الآخر ..
لماذا لا تكون هناك حجرة الدين الإسلامي والدين المسيحي يذهب إليها الإثنين لدراسة الدين على غرار حجرات الأنشطة المتعددة …
لماذا لايكتب الجميع عن طقس الاحتفال بالمولد النبوي وبميلاد السيد المسيح وميلاد العذراء وتلك الطقوس طقوس شعبية في المقام الأول بعيدا عن الدين مع العلم أننا جميعا نحتفل بتلك الطقوس ما بين حلاوة المولد وكحك العيد في عيد الميلاد المجيد وهو نفس الطقس في عيد الفطر ،لماذا لا ندع الأطفال يتحدثون عن الفرحة بممارسة الطقس ؟…
ما نصنعه هو وضع الأطفال في غرفة مغلقة أخرى اسمها غرفة الدين مغلق عليها بمتاريس مظلمة ، قائمة على التمييز الديني ويجعل هناك تساؤل ماهو المسيحي وما هو المسلم ويجعلنا نرفض الآخر ..
نريد غرفة دين مفتوحة النوافذ يدخلها شمس الدين الحقيقية نذهب فيها لله لا أن يذهب إليه البعض محملا بخطيئة اختلافه ويظل البعض الاخر في انتظاره لأنه اكثر عددا …