تحت رعاية السفارة الفرنسية بمصر ، تقيم الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي CFI خلال الفترة من 20 حتى 22 فبراير، منتدى 4M والذى تعقد خلاله لقاءات ونقاشات وورش عمل
تحت رعاية السفارة الفرنسية بمصر ، تقيم الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي CFI خلال الفترة من 20 حتى 22 فبراير، منتدى 4M والذى تعقد خلاله لقاءات ونقاشات وورش عمل، بعنوان “الصحافة والإعلام الجديد” .
ويتم التطرق خلال المنتدى إلى موضوعات مثل الممارسات الجديدة في الصحافة الإلكترونية، ريادة الأعمال والبحث عن نموذج اقتصادي مستدام، الصحافة المحلية والتقنيات الرقمية.
هذا وقد أطلقت الوكالة الفرنسية مشروع 4M، وهو يمثل سلسلة من الأحداث التي تجسد رغبة هذه الوكالة في تأدية دور المراقب اليقظ والمواكب للاستخدامات الإعلامية الجديدة التي ظهرت في الجنوب بفضل الانترنت، وقد تم عقد خمس مؤتمرات مماثلة في مونبيلييه (فرنسا) في يونيو 2011 ويونيو 2012 وتونس في يناير 2012 وبلجراد (صربيا) في ابريل 2012 وأبيدجان (ساحل العاج) نوفمبر2012. ويعتبر المؤتمر الانطلاقة الرسمية لبرنامج التعاون للوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي مع مصر في 2013 ، حيث واكبت الوكالة حتى الآن مشروعين مصريين هما : إذاعة ترام الالكترونية وجمعية حقوق.
وقالت دكتورة رشا علام ،أستاذة الإعلام المنتسبة بالجامعة الأمريكية :” إذا نظرنا للوضع في مصر فسنجد هناك هيمنة كبيرة من الحكومة المصرية على الاعلام ، ويجب هنا أن نفرق بين إعلام الدولة وإعلام الحكومة، فإعلام الدولة إعلام رسمي مستقل لا يخضع للحكومة ولا يطبق أجنداتها على عكس الإعلام الحكومي، فعلى سبيل المثال فإن التلفزيون المصري هو مملوك للحكومة بموجب القانون، وبالنسبة للصحافة فلازالت هناك في مصر صحف قومية مثل الأهرام، هذا وقد صار الإعلام الخاص والإعلام الجديد ينافس الإعلام الحكومي ؛ فالقنوات الخاصة والتي رفعت سقف الحرية قبل الثورة صارت مملوكة لشركات كبيرة، كما سجلت الصحف الخاصة مبيعات أعلى من الصحف القومية، أما الصحف الالكترونية فزاد الاهتمام بها بعد الثورة وخاصة بسبب أن الأحداث أصبحت لحظية، كما ظهرت صحافة المواطن والمدونات بعد الثورة فكل مواطن أصبح صحفي.
كما ازدهرت بعد الثورة الصحافة المحلية أو الصحافة المجتمعية حيث لم يكن لها أي أهمية تذكر قبل الثورة بسبب هيمنة الحكومة على الإعلام وهي تعتبر جزء من إعلام الخدمة العامة والذي يهتم بتثقيف المواطن دون أي تأثير سياسي.”
أما إبراهيم ملحم مدير تحرير موقع القدس فقال:” إن رياح التغيير ستعصف بصالات التحرير، وستعصف بالورق، فنحن اليوم أمام عالم جديد في طرق وأساليب تقديم المادة الخبرية، فلم تعد المادة الخبرية تقدم بطريقة نمطية، لأن هناك حاليا مدرسة جديدة تنتقل بتقنيات عالية وبأسلوب فيه إدهاش، فما فعله الإعلام الجديد هو إنه استطاع أن يتجاوز مقص الرقيب الذي كان يرصد كل كلمة، كما تم إشراك المواطن في الإعلام الجديد ؛ فعندما تكتب مقال او عندما تكتب خبر على موقع الكتروني ، أو تفتح ندوة – على موقع – فتستمع إلى أراء ومعلومات جديدة ، قد يكون في ذلك بعض السلبيات لكنها لن تصل إلى سلبيات القمع، فالاستبداد والقمع ليس نظام حكم بل هو فكر يمكنه أن يسيطر على أي شئ بأن يمنع أي شئ جديد.”
وأضاف:”أعتقد إن المواطن أصبح حالياً خبير بالإعلام ، وليست وكالات الأنباء المعروفة هى التي يمكن الاعتماد عليها، ففي كل مكان هناك مواطن يمكن أن ينقل لك الخبر.”
وصرح دايفيد هيفيت David Hivet مدير إداري بمنطقة الشرق الأوسط – آسيا ، بالوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي لجريدة وطني قائلاً : اعتقد انه مثلما حدث في جميع أنحاء العالم فإن الاعلام المصري تغير كثيراً، أولا بسبب الثورة ،حيث أصبحت هناك حرية أكثر للصحفي، واعتقد إن الثورة الحقيقية للإعلام ليست الثورة المصرية ولكن الثورة التكنولوجية حيث تم تطوير جميع المواقع الإخبارية ، هذا بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي ؛ فهناك 12 مليون مصري على موقع الفيس بوك وهذا رقم كبير، وهذا يعد تحدي حقيقي للإعلام التقليدي ،بل يمكن أن نقول إن الإعلام التقليدي هنا يتعرض لحرب، ولكن في هذه الحرب أنا أرى إن الاعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي يقومون بدور كبير في العملية الديموقراطية، فالمواطنين والذين قد تعرضوا للكبت والتجاهل الإعلامي ،هم يريدون الآن التعبير عن أنفسهم ،وهم يستخدمون في ذلك كل أداوت الاعلام المتاحة، وأنا اعتقد أن التحدي هنا أمام الإعلام التقليدي هو استيعاب إن المواطنين أيضا لديهم طرق للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين.
فمن الطبيعي يكون لدى الناس إرادة التعبير عن أنفسهم والإعلام الجديد له دور قوي في ذلك، ولكن مع أهمية التعبير عن الذات يجب أن نجمع الناس لا أن نفرقهم، وأن يبنوا دولة واحدة ، لا رأي واحد ، فالديموقراطية أساسها تعدد الآراء ولكن ليس بشكل عنيف، فلا يجب أن يكون هناك عنف ضد الآراء الأخرى.”
وعن تجربته في الدعم الفني لبعض المواقع الجديدة ، قال: “إنه تجربة ناجحة جدا، وهو مجال جيد للتعاون وحث الشباب على تقديم أفكار جديدة وتطويرها وهو الأمر الرائع ، لأن الشباب لديهم الإرادة والحماس للتغيير، ونحن نعتقد إنه بالنسبة لنا كوكالة فإنه من الصعب التعاون مع وسائل الإعلام الكبيرة، كما إننا نرى إنه من المثير التعامل مع الإعلام الجديد، فالإعلام الجديد يحتاج للتطوير وإيجاد نماذج اقتصادية، ونحن نريد الاستمرار في برنامج 4M في مصر وسنعمل على تطويره، وسنعمل على التواصل مع المواقع الجديدة ومحطات الراديو الموجودة على الانترنت، كما سنتواصل مع الصحف التقليدية بهدف تطوير مواقعها الإلكترونية. وبجانب 4M فنحن نريد أن نتواصل مع الناس العاديين الآخرين ، ونرى مشاريعهم ونتباحث كيف يمكننا التعاون سوياً لإفادتهم.”