وأنا كالعاده أهنىء أصدقاء عمرى بعيد الميلاد المجيد هذا العام كان محور تعليقاتنا حول إزدياد معدل تهنئات الاصدقاء والعائلات المسلمه للاصدقاء والعائلات المسيحيه بشكل لافت للنظر حتى من لم يكن يفعلها بهذا الشكل من الاهتمام فعلها وبطريقه حاره وصادقه .والسؤال لماذا إندفعت قطاعات كبيره من الشعب المصرى لالمطلب ولامصلحه ولاغرض للتعبير عن عواطفها المحمومه نحو أشقاء الوطن .الاجابه التقليديه ستكون نتيجة الشعور بالخطر من بروز تلك التيارات الدينيه اليمينيه المتطرفه وتوجيهها خطاب طائفى مجنون نحو كل أشقاء الوطن الواحد خطاب ليس تكفيرياً للمسيحى المصرى فحسب بل إمتدت يد التكفير لتطال كل فئات الشعب من يساريين وليبراليين وعلمانيين وكل من هو خارج تلك الفئه الناجيه بزعمهم وأصبح نصف الشعب المصرى على الاقل خارج جنة السلطه الحاكمه ولاول مره فى التاريخ المصرى كله نشهد إنقساماً حقيقياًإمتد ربما الى داخل الاسره المصريه الواحده حول الدين وهو خطاب مختلق فى حقيقة الامر يحاول أن يقمع خطاب الثوره المصريه الحقيقى حول الخبز والعداله والحريات ليحيل الشعب الى أسئله وهميه حول هويته وعقيدته وناره وجنته ..ونسى الناس جنة الحريه ونار العداله وبدأت الاسئله المهووسه التى طالت لتفتك بفجور حتى بالهامش الضئيل الذى منحه نظام مبارك للمصريين ونرى الصحافه وراء القضبان والاعلام يتعرض للبلطجه العلنيه من الميليشيات فى قلب القاهره والقضاء يتعرض للبطش والابتزاز وقلت من قبل ان هدف الدوله الفاشيه هو قتل دولة المؤسسات مؤسسة القانون ومؤسسات الرأى هى مجرد البدايه وسرعان ماسيعقبها مؤسسات القوه وهى الجيش والشرطه ولم يخيب ظنى إذ إمتدت الايدى الفاشيه الى مؤسسة الشرطه لتعيد تشكيلها على هواها غير الانباء الغربيه حول التعاون مع بيوت الخبره القمعيه الايرانيه لتشكيلات ميليشياويه إخوانيه والحقيقه إن المدهش حول سرعة الاخوان الرهيبه فى إقامة الدوله الفاشيه (وربما أعتقد أن تلك هى نقطة الضعف )..سرعه رهيبه لاأستبعد أبداً أن تمتد (وسبق وأمتدت ) الى مؤسسة الدفاع ليتم بعدها إحتكار كل مؤسسات قوة الدوله وتعلن الدوله الدينيه فى مصر بشكل نهائى على الطراز العثمانلى القديم لاعلى الطراز الاردوغانى حتى وذلك لان تركيا المعاصره فى حضن اوربا ولديها تراث علمانى مكين أما مصر والمنطقه العربيه فيبدو أنها سليلة تراث مماليك (على الاقل التراث الوسيط) مايجعل أمر خلافة مصر وسلطنتها قريب المنال بزعم المشروع الاخوانى كما نراه حاضراً يصدم اسماعنا وأبصارنا من الصدمه والترويع والفجاجه والفجور حتى أننى أحياناً أدعك عيونى وأسأل نفسى :هل كل مايحدث الان فى مصر حقيقى بالفعل أم هو كابوس وسنصحو جميعاً من النوم ونستعيذ بالله من الاخوان المتأسلمين .نعم هناك خطوره حقيقيه ان نسقط فى الثقوب التاريخيه السوداء لفضاء التاريخ ونصحو فى اللامكان واللازمان وذلك لعمرى حطب فادح يشيب لهوله الخرفان ذاتهم ولايدرون ان ذلك القص واللزق لحقبه قديمه من التاريخ فى حقبه حديثه هو تراجيديا انسانيه كبرىوانها تجربه فاشله من قبل ان تبدأ لانها تجافى عقل ومنطق التاريخ ذاته.لكننا ندفع ضريبة الازمان المتتاليه من التخلف وفشل مشروع التحديث المصرى حتى يخرج علينا الان من وعاظ الفضائيات من يقول لمؤسسة الازهر العالميه :توبى الى الله ياكافره !!!إذن ربنا يكون فى عون باقى البؤساء المصريين الذين تم تكفيرهم او فى سبيلهم بالفعل الى التكفير ناهيك اخى المؤمن عن تلك الاجيال التى تسارع الان بالكفر بنفسها على طريقة بيدى لابيد عمرو ..العكيكه (أقصد الحقيقه )مره بالفعل وتستحق البكاءاو المقاومه وربما تكون الصوره التى اصفها الان هى السطح الظاهر الساكن لمايحدث فى مصر الان ولكن المياه الجوفيه للغضب والحمم البركانيه للكيان التاريخى المسمى مصر علمنا ان له قانون خاص للثوره وللغضب لايستطيع اى محلل ان يعرفه على وجه اليقين مصر بموقعها الكونى الفريد فى الجغرافيا والتاريخ والروح الكونى .مصر التلات أحرف الساكنه اللى شاحنه ضجيج كما وصفها صلاح جاهين .مصر التى حلم بونابرت ان يمتلكها فيملك العالم لها فعل كونى قاطع ولها سر ..فقط أذكر عندما استدار ناصر شرقاً استدار العالم كله معه وتحررت المستعمرات كلها ودار الكون دوره جديده..وعندما قال السادات ياسلام رقص معه كون بأكمله على نغمات سلام ..ونحن فى موجات مد تسونامى عالمى هائل نحن فى البواكير الاولى منه لانستطيع ان نحكم على التاريخ لمجرد لحظه عابره وإن كانت خطيره لازال التاريخ يعد بالعلم والحكمه والتقدم والعدل والحريات واعتقد اعتقاد صوفى فريد أن مصر تعرف سر الطبخه ولابد ان تمتد يدها المباركه فى صحن العالم ليطيب الطعام للكون كله .مصر لم تقدم وعودها للعالم بعد .تسكن الان لتفيض فى الغد القريب .يكفينى فى رأس السنه الميلاديه لكى يطمئن قلبى قول صديقى وانا اهنئه بعيد القيامه المجيد :أنا دايماً متفائل لان المسيح قال لنا :مبارك شعبى مصر .