تناول المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة والمركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية، في جامعة الأزهر، موضوع صحة المرأة على مدى يومين تحت عنوان “صحة المرأة في الإسلام”: التصدي للممارسات التقليدية الضارة”
تناول المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة والمركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية، في جامعة الأزهر، موضوع صحة المرأة على مدى يومين تحت عنوان “صحة المرأة في الإسلام”: التصدي للممارسات التقليدية الضارة” .
حيث تعد النساء والولدان من بين فئات السكان الأشد ضعفا في إقليم شرق المتوسط، كما في مناطق عديدة أخرى من العالم. فمازال هناك 10 بلدان معرضة لخطر عدم تحقيق الهدفين الرابع و الخامس من أهداف التنمية للأفية بحلول عام 2015، ومازالت المؤشرات الصحية لهاتين الفئتين السكانيتين سبباً مثيراً للقلق في عدة بلدان في الإقليم.
وتساهم الممارسات التقليدية الضارة المختلفة في حدوث الأمراض والوفيات للأمهات والولدان، بما في ذلك الزواج في سن الطفولة، والحمل المبكر، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث “الختان”. وهناك أيضاً عقبات اجتماعية وثقافية تمنع النساء والفتيات من الحصول على المعلومات والخدمات الخاصة بصحة الأمومة والصحة الإنجابية.
كما يعتبرعمر الزواج له تأثير مهم على النتائج الصحية للنساء. فالضغوط التي تدفع إلى الزواج المبكر وإنجاب العديد من الأطفال تضاعف خطر الإجهاض الفجائي وتزيد خطر فقدان الجنين إلى أربعة أضعاف. وفي البلدان النامية، تعد مضاعفات الحمل والولادة هي السبب الرئيسي في وفيات صغار الفتيات في الفترة العمرية بين 15 إلى 19 سنة.
ومازالت ممارسات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث منتشرة على نطاق واسع في بعض بلدان الإقليم. و تظهر الدراسات انتشارها بمقدار 98% في الصومال، وفي جيبوتي 93%، وفي مصر 91%. ومع أن التأثير الصحي الضار لهذه الممارسة معروف جيداً، لكن المثير للقلق أن الدراسات تظهر زيادة الممارسة الطبية الخاصة بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث. فعلى سبيل المثال تجرى في مصر 31.9% من جراحات تشويه الأعضاء التناسلية “الختان ” عن طريق مهنيين صحيين.
وهناك ثلاثة مؤشرات أساسية لتقييم حصول النساء على خدمات الرعاية الصحية الإنجابية والجنسية وهي : الرعاية قبل الولادة، وانتشار وسائل منع الحمل الحديثة، والولادة الخاضعة لإشراف مهنيين مهرة. ومع أن المؤشرات في مصر تتخطى المتوسط الإقليمي، إلا أنها في الصومال، والسودان، وجيبوتي، واليمن تقع دون ذلك.
وتأتى العقبات الاجتماعية التي تحول دون الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية كعائق أمام النساء من الحصول على المعلومات والمهارات حتى يكون بإمكانهن حماية صحتهن الشخصية وصحة أسرهن. ففي الصومال، تبلغ نسبة النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل الحديثة 15% فقط، بينما تبلغ في السودان 8%. وبدون الحصول على هذه الوسائل لن تتمكن النساء من المباعدة بين الحمل والآخر على نحو كافٍ، ولن تتمكن من حماية أنفسهن من الأمراض المنقولة جنسياً.
وتناول المكتب الإقليمي والمركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية، في جامعة الأزهر، موضوع صحة المرأة من خلال مشاورات لخبراء استمرت لمدة يومي 14-15 يناير في مقر المكتب الإقليمي.
وتمثلت أهداف المشاورات فى : مراجعة الحالة الراهنة والردود على الممارسات التقليدية الضارة؛ وإعداد خطة إطارية إقليمية لمنع الممارسات التقليدية الضارة ضد النساء ؛ والاتفاق على خريطة طريق لتنفيذ تلك الخطة الإطارية الإقليمية.
وستجري مناقشة نتائج المشاورات أثناء الاجتماع رفيع المستوى حول “”” إنقاذ أرواح الأمهات والأطفال: ” تسريع وتيرة التقدم لبلوغ المرميين الإنمائيين الرابع والخامس في الإقليم” والذي سيعقد في دبي خلال الفترة 29-30 يناير الجارى.
وقد اعترف الدكتور علاء علوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بأنه بالرغم من الجهود العظيمة المبذولة للاستجابة للاحتياجات الصحية للنساء والولدان، فإن صحة النساء لا يجري التعامل معها على نحو شامل. فقد جرى التركيز على المشاكل المتعلقة بالصحة الإنجابية، وأهملت على نحو جسيم الأوجه الأخرى لأمراض النساء والأسباب الجذرية لها. فالعديد من المشاكل الصحية للنساء تنشأ مبكرا في الحياة، مثل، الأحوال الاجتماعية التي أحاطت بمعيشة الأطفال والأمور المتعلقة بالجنس.