المحرض ..لم يكن وصفا ولا تهمة ولا حتى رجلا للابلاغ عنه فى خضم الاحداث الجارية بتهمة التحريض على العصيان.. انه كتاب شعر .. ذو طابع خاص .. ممزوج بنكهة الثورة و التمرد على الثوابت و التابوهات.
المحرض ..لم يكن وصفا ولا تهمة ولا حتى رجلا للابلاغ عنه فى خضم الاحداث الجارية بتهمة التحريض على العصيان.. انه كتاب شعر .. ذو طابع خاص .. ممزوج بنكهة الثورة و التمرد على الثوابت و التابوهات.
إنه الديوان الثانى للشاب الشاعر حسن يوسف عبد العزيز احد شعراء الحداثة .. الذى حضرت وطنى حفل توقيعه بدار وعد للنشر و التوزيع .. يقول الجميلى احمد مدير و صاحب دار وعد انه لم ير حسن الا بعد نشر الكتاب و تعامل مع المادة مباشرة فالعبرة بجودة العمل .. مؤكدا :” الدار انتهجت النشر للشباب من المبدعين عكس بقي الدور التى تعتمد على اصحاب الاسماء اللامعة .. و بهذا النهج نشرنا اكثر من خمسة الاف عنوان .. منها كتب سياسية و روايات و شعر .. و نعتمد على فعالية راس المال الدوار التى يسهم فيها المؤلف بجزء من تكلفة الطبع للكتاب .
اما حسن يوسف عبد العزيز صاحب الكتاب الذى يبلغ من العمر 30 عاما فيقول :” اكتب الشعر منذ زمن طويل و اميل للتجديد و الابتكار و تخطى الحواجز فى الفكر قبل المفردات ربما هذا ما شجع دار وعد على نشر الكتاب .. اعلم اننى ما زلت على الطريق و احاول جاهدا تطوير ملكاتى الشعرية تمهيدا للديوان القادم
كانت القصيدة الجدلية فى الديوان والتى حاول البعض تفنيدها على انها اهانة للذات الاهلية تحت عنوان ” حينما كنا صغارا “
تقول حينما كنا صغارا
خوفونا النظر الى السماء
صوروا لنا فيها الها جبارا
كنا نرى الله متجهما
يجلس على كرسى عرشه
لم يعلمونا ا نعبد الله محبة
علمونا ان نعبده جبنا و مخافة
ولامونا حينما كبرنا
فكرهناهم و كرهنا الله
و اعتبرناه خرافة
فسر الشاعر حسن هذه االابيات وكذلك كثير من الحضور على انها ابيات تصف كيف يتاجر الناس بالله و كيف يستخدم المتطرفين المتعصبين اسم الله لاخافة و رعب الاطفال و اخخضاعهم للالتزام دون الديث عن محبته فمن يلام اذا هو الذى وصف الله هكذا وليس فيمن خشى و خاف و عاد ليروى ما حدث معه فى اختبار انسانى صادق املا الا يحدث مع سائر الاطفال فى مجتمعنا .
حسن محب للحياة مؤمن بحرة المراة و ان الابداع و الحرية هما ادوا الايمان وليس العكس و مهموم بالثقافة المجتمعية السائدة و التى ترفضها مبادئه و افكاره و نصوصه و يعبر عن ايمانه بابداعاته اذ له قصيدة عنوانها طفلة خلف النقاب يقول فيها :”
منذ دفنوني خلف الخيمه السوداء
ووضعو علي وجهي ستاره
وانا اشتاق الي اشعة الشمس
تلامس خدي فتزيده احمرارا
اشتاق الي الريح يداعب شعري
فيبعثره للامام تاره وللخلف تاره
اشتاق الي تلك الطفلة ذات الضفيره
التي وادوها داخل العباءه
قتلو فيها كل الوان التمرد والبراءه
قتلو عرائسها
زجاجات العطر المشاطه الصغيره
اقامو بين جسدها الطفولي
والعالم الاف الحواجز
قتلها مدعي العفه والفضيله
مشايخ القبيله
وهم يتجادلون حول تلك القماشه
من يصرخ فرض ومن يقول مندوب وجائز
قصو اجنحه الفراشه
ووضعوها خلف ملابس الجنائز
حرموها ملامح الطفوله البريئه
صارت كواحدة من العجائز
حرموها الرقص تحت اضواء القمر
الركض عاريه الساقيين تحت زخات المطر
التسابق مع الفتيات للملمة اوراق الشجر
منذ البسوني ملابس الحداد
كل الاشياء صارت في عيني سواء
ملامح البشر
زرقة ماء البحر
المرايات الزهور
الوان قوس قزح في السماء
كل الاشياء اكتست بالسواد
كل الاشياء ارتدت مثلي ملابس الحداد
اعيدو لي طفولتى
اعيدوني الي حياتي
ملابسي المزركشه
خصلات شعري المنعكشه
اعيدو لي ابتسامتي
خجلي غضبي دمعاتي
اعيدو لي صوت ضحكاتي
انعكاس وجهى الطفولى فى مراياتى
حسن مهموم بالوطن ففى احدى قصائده عنوانها ستظل وحدك يقول :”
ستظل وحدك
تلعن قنابل الغاز وبنادق العساكر
تشاهد من يبيع ومن يخون ومن يتاجر
ترغب فى الرحيل بعيدا عن هذى البلاد ولا تهاجر
ستظل لوحدك
يطاردك شريط ذكرياتك
القميص الملطخ بالدم
العيون المفقوءه
استبسال رفاقك فى ساحة المعركه
الوجه المدهوس تحت عجلات المدرعات …”