التاريخ يؤكد أن مصر لم تلعب أي دور ذو قيمة .وهى مجرد جزء من كل.ولم تنهض فى الثقافة او الفن إلا إذا احست انها كل متكامل وانها ليست فى حاجة للانتساب لاى شئ خارج حدودها المعروفة منذ الاف السنين .فهى فقط مصر المصرية دون اى اضافة اخرى
التاريخ يؤكد أن مصر لم تلعب أي دور ذو قيمة .وهى مجرد جزء من كل.ولم تنهض فى الثقافة او الفن إلا إذا احست انها كل متكامل وانها ليست فى حاجة للانتساب لاى شئ خارج حدودها المعروفة منذ الاف السنين .فهى فقط مصر المصرية دون اى اضافة اخرى .هذه واحدة من القضايا التى يناقشها بعمق كتاب الدكتور صلاح الزين الصادر مؤخرا تحت عنوان صادم ,هو (العلمانية هى التصويت ) الذى يقع فى 134 صفحة من الحجم المتوسط .ويحتوى على عدد من المقالات والدراسات والقصص القصيرة.التى تدور حول القضية التى تشغلنا هذه الايام وهى ( مدنية مصر ).ويرى الزين ان العلمانية مشتقة من الكلمة السريانية الاصل (علمايا) والتى تعنى الشعب ,ويرى ان المصريين يحملون نفس المعن للكلمة عندما يقولون (شوفوا العالم اللى واقف هناك )ويقصد بها تجمع من الناس ,او الشعب ,وبذلك فهى ترتبط بالناس لا العلم ولا العالم كما هو شائع .ويرى الزين أن المشكلة الكبرى عندناهو صراع مقدسات ثقافية لايمكن حسمها .والمقدسات المختلفة اثراء للبشرية ,غير ان المرجعيات ذات الاصل المقدس هى الخراب لانها مرجعيات لاتعترف بالشريك فهى مسكونة تاريخيا بالعنف ,عنف الاقصاء والاستبعاد. وان خلاص مصر يكمن فى الحيلولة دون ان يصير المقدس الدينى او العروبى او الايدلوجى .هو المرجعية اتخاذ اقرار للدولة دون المساس بحق الفرد أن يكون المقدس مرجعية شخصيا له .وفى دراسة بالكتاب يقول الزين ان التحولات التاريخية الكبرى فى صيرورة الفرد .هى تحوله من فرد مؤمن الى مواطن الى مساهم فى شركة .ويؤكد الزين ان الدولة المدنية هى الحاضر وهى المستقبل .ومرجعيتها الوحيدة هى مصلحة الناس .دون اية مرجعية دينية .وهى الضمان الاكيد والوحيد لشرعية وجود احزاب ذات مرجعية دينية .فى حين أن الدولة الدينية لاتسمح إلا بحزب واحد يتوافق مع سلطة الحكم الدينى وهو حزب الله الذى لايمكن التصويت عليه مرة اخرى إذا استلم السلطة وألا كان ذلك خروج على الله .فالزين يرى أن العلمانية هى التصويت؛ لأن المقدس لايصوت عليه احد ,وبذلك لايمكن ان نفصل بين الديمقراطية الحقيقية والعلمانية .