أفتتح المهندس أحمد محمد أحمد محافظ الفيوم والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة مؤتمر “تجليات الإعاقة فى التراث الشعبى المصرى ـ الدورة الرابعة” بعنوان “قراءة فى أبعاد التنوع الخلاق” بحضور مجدى حنا نائباً عن رئيس الجامعة
أفتتح المهندس أحمد محمد أحمد محافظ الفيوم والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة مؤتمر “تجليات الإعاقة فى التراث الشعبى المصرى ـ الدورة الرابعة” بعنوان “قراءة فى أبعاد التنوع الخلاق” بحضور مجدى حنا نائباً عن رئيس الجامعة، أ.د فريد عوض حيدر رئيس المؤتمر، محمد زغلول أمين عام المؤتمر، د. سناء هارون مدير مركز رعاية المكفوفين بجامعة الفيوم، د. رضا الشينى نائب رئيس الهيئة، منيرة صبرى رئيس إقليم القاهرة الكبرى، ومنتصر ثابت مدير فرع ثقافة الفيوم، ولفيف من الإعلاميين والباحثين والمثقفين وأولياء أمور ذوى الإحتياجات الخاصة.
بدأ المؤتمر بإفتتاح معرض الفنون لذوى الإحتياجات الخاصة الذى نظمه إقليم القاهرة الكبرى، والذى شارك فيه مدرسة الأمل للصم والبكم، مدرسة النور للمكفوفين، ومدرسة التربية الفكرية للمعاقين ذهنيا، كما شارك فيه الجمعية العربية للتنمية البشرية وخدمة المجتمع، جمعية رسالة للإعمال الخيرية ـ نشاط المكفوفين، إضافة إلى إفتتاح معرض إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
أعقب ذلك إلقاء كلمة للشاعر سعد عبد الرحمن أشار فيها إلى أن هذا المؤتمر يأتى ثمرة لجهود الدورات السابقة التى عقدتها الهيئة فى إطار إهتمامها بذوى الإحتياجات الخاصة بوصفهم من أبناء مصر الذين نؤمن بهم وبضرورة مشاركتهم فى بناء مجتمعنا المصرى، ودعما لمبدأ العمل الجماعى، ليتراجع أمام عملنا هذا التوجه السائد فى عمل المؤسسات والأفراد وهو “الأحادية”، كما أكد على ضرورة مشاركتهم بشكل جاد وفعال فى المرحلة الجديدة التى تشهدها مصر خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير، بناءا على ذلك يأتى تعاون الهيئة مع الجامعة ليكون نموذجا عمليا على مبدأ المشاركة والديمقراطية، وأوضح أن الهيئة تقدر أهمية دور ذوى الإحتياجات الخاصة لذلك أنشأت إدارة تهتم بهم، وتفرع منها نشاط التمكين الثقافى، لتوفر لهم خدمة ثقافية، تعليمية، إجتماعية، تربوية وفنية، وأختتم كلمته بتأكيده أن المؤتمر يأتى على أثر الإحتفال العالمى بيوم ذوى الإحتياجات الخاصة، وأن هذا حق من حقوقهم وهو الإحتفاء بهم من داخل وطنهم.
وقد أبدى المهندس أحمد محمد محافظ الفيوم أعجابا بما رأه من أعمال فنية تعبر عن مدى فهم ذوى الإحتياجات الخاصة لطبيعة مجتمعهم وما يدور فيه من أحداث سياسية، إجتماعية، إقتصادية وناشد الحكومة أن ترفع نسبة مشاركة هذه الشريحة فى توفير فرص عمل من 5% إلى 15%، وطالب مجلسى الشورى والشعب أن يصدرون تشريعا دقيقا وقانونا يضمن لهم حقوقهم فى الدولة من خلال توفير مساكن ووظائف ومؤسسات تخدمهم على كافة الأصعدة.
كما أوضح د. فريد عوض رئيس المؤتمر أن الثقافة الإسلامية هى التى أرست حسن المعاملة لهذه الشريحة، فى الوقت الذى كانت فيه أوروبا تبيدهم أبادة جماعية، وتقتلهم بمجرد ميلادهم بوصفهم حمله للأرواح شريرة، مثلها مثل الثقافة الجاهلية التى كانت تقصيهم وتحذر من التعامل معهم فى الحياة اليومية بوصفهم شريحة أدنى، وأشار إلى المادة 72 فى الدستور الجديد التى تلزم الدولة برعاية ذوى الإحتياجات الخاصة وتمنى أن تُفعل كما تهدف.
وأضاف محمد زغلول أن هدف هذا المؤتمر هو ليس فقط تغيير الصورة الذهنية السلبية عند المجتمع ولكن التأكيد على أن ذوى الإحتياجات الخاصة هم فاعلين فى المجتمع ولابد من إعطائهم حقهم بالكامل وإستغلال قدراتهم إيجابيا، لأنهم بالفعل قادرين على دفع عجلة الإنتاج ولكن فرصتهم الإجتماعية وليس إعاقتهم هى العقبة فى طريقهم للعمل.
وأشارت د. سناء هارون أن هدف المركز هو ربط الجامعة بالمجتمع لذلك نحن نعمل بإستراتيجية منهجية تضم جميع فئات ومؤسسات المجتمع لتشملهم بالرعاية بهدف تغيير المجتمع الذى يعتمد على إعادة هيكلة النظرة الإجتماعية مع توفير الخدمات التربوية والثقافية ليكون العمل واقعيا وليس نظريا، لذلك نوفر مكتبة برايل، كذالك كمبيوتر وأجهزة برايلن ودورات تنمية بشرية وتخطيط وإدارة وقت، وعلى أثر عملنا هذا تم إلحاق 7 طلاب من ذوى الإحتياجات الخاصة بالجامعة ومنهم من حصل على درجة الماجستير، هذا إلى جانب توفير خدمات متكاملة للمواطنين للتوعية والمشاركة الإيجابية فى فهم ذويهم.
أعقب ذلك تبادل الدروع بين الهيئة العامة لقصور الثقافة والجامعة والمحافظة، كما تم تكريم كلا من د. على عفيفى، أ.د وجيه الشيمى، أ.د سهير عبد الحفيظ، د.محمد ربيع، والطفلة صفاء طه بإهدائهم دروع الهيئة، إضافة إلى تكريم الطلبة التميزين من مركز رعاية المكفوفين وذوى الإحتياجات الخاصة بالجامعة بإهدائهم شهدات تقدير.
صورة المعاق فى التراث الشعبى
تلى ذلك تقديم مدرسة النور للمكفوفين فقرة فنية كبداية للجلسة الأولى التى أدارها د. يسرى العزب، حيث قدم فيها د. مسعد عويس ورقة بحثية بعنون “صورة المعاق فى التراث الشعبى من خلال الأمثال والتعبيرات الشعبية المصرية وعلاقتها بمشروع المرصد العلمى لذوى الإحتياجات الخاصة” والتى أشار فيها إلى إستغلال صورة المعاق فى التراث بطريقة ساخرة مثل “عماشة عامل مكحلة، تغور العورة بفدانها وغيرها” كما أشار إلى ضرورى وجود مرصد علمى يهدف إلى توفير قواعد بيانات ومعلومات فى كل قطاعات الدولة مع إعداد دليل مؤسسات حكومية ومدنية تتعامل مع هذه الشريحة، للتعريف بحجم المشكلة، رسم خطط وإستراتيجيات إنمائية لهم، وأضاف إلى أن وظيفة هذا المرصد هو محاولة وضع معايير جادة للتعامل مع ذوى الإحتياجات الخاصة كقضية لابد من حلها بأسلوب علمى، وأوضح أن هذا الجهد لن يأتى بفائدة إن لم تتعاون جميع مؤسسات المجتمع الحكومية والمدنية لخدمة أبنائنا من ذوى الإحتياجات الخاصة.
وأختتم اليوم الأول بتقديم د. محمد محمد سكران ورقة بحثية بعنوان “نحو ثقافة مستنيرة للتعامل مع ذوى الإعاقة” أكد فيها أن شريحة المعاقين ترتبط إرتباطا عضويا بفقر وجهل المجتمع، لأن معظم الإصابات تحدث للطبقة المتوسطة والفقيرة، وأن مشكلة ذوى الإحتياجات الخاصة تكمن فى أنها محصورة فى نطاق العلاج والتأهيل ولكن المنظمات لم تبذل جهود كافية لدراسة وتنظيم أساليب الوقاية من عوامل الإعاقة فى مصادرها الصحية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية، وأوضح أنه لابد من وجود ثقافة مستنيرة للتعامل مع ذوى الإحتياجات الخاصة، والتى تبدأ من التغيير الشامل للثقافة من داخل مؤسسات المجتمع نفسه التى تتناول قضية الإعاقة مثل الإعلام والدراما، والمجتمع المدنى وكذلك المؤسسات التى تتعامل بشكل مباشر معهم مثل المدرسة، المؤسسات الحكومية لأن التغيير لابد أن يتم فى نفس الوقت بنفس القوة وبنفس الهدف، وهو إعادة تأهيل المجتمع للتعامل مع هذه الشريحة، وأن هذا لا يقل أهمية عن ضرورة تأهيلهم للتعامل مع المجتمع أيضا.