دائما ما نسمع عن كلمة ” حاجة كده أو كده ” في المجتمع المصري، وتقال هذه الكلمة مع غمزة بالعين وحركة معينة بالشفاه
دائما ما نسمع عن كلمة ” حاجة كده أو كده ” في المجتمع المصري، وتقال هذه الكلمة مع غمزة بالعين وحركة معينة بالشفاه ..
طوال حياتي أحاول أن أعرف ماهو المقصود بكلمة ” حاجة كده أوكده “، خاصة عندما تصاحب هذه الكلمة سلوك الفتيات، فحينما تطلب الفتاة من أمها الخروج مع صديقة معينة تفاجأ بأن أمها ترفض فورا حتى لا تحرضها الفتاة الأخرى على ” حاجة كده أو كده ” ..
و لابد للفتاة أن تعود أدراجها إلى المنزل مبكرا حتى لا تتعرض لحاجة كده أو كده في الشارع، وتتعدد الموانع لدرء الحاجة اللي كده أو كده عن الفتيات ..
على حسب ما فهمت بعد تحليلات عديدة مع نفسي، ومحاولات مستميته لفك شفرة ” الحاجة اللي كده ” وجدت أن هذه الحاجة هي ممارسة الرذيلتين ..
الحب والجنس ..
فنجد الأم تفرح جدا إذا أحب ابنها فتاة، وتجزع – وهي الأم نفسها – إذا خفق قلب ابنتها لممثل في السينما حتى لو كان المرحوم ” رشدي أباظة “، وذلك لأن الحب والذي هو كده الأولاني هو نفسه الطريق الملكي لكده الثاني وهو الجنس ..
وهذا مع أن المحروس ابنها الحيلة أحب أيضا فتاة لها أم تخشى عليها أيضا، ولكن من المؤكد أن هذه الفتاة ” بنت قليلة الرباية ” وأن أمها ” سايباها على حل شعرها “،و أن فتاة ابنها مؤهلة لكده وكده بالتأكيد .
ولكن هذا غير مهم، فحينما يرغب ” الحيلة ” في الزواج فسوف تزوجه فتاة تضمنها جيدا وتعرف أصلها وفصلها وتاريخها مع الكده والكده ..
هل الحب عيب ؟
أو ممارسة الجنس سهلة ؟
أم نحن أكسل من أن نربي أبنائنا وفتياتنا ونكتفي بسياسة المنع والقهر ؟!!
هذه الفكرة أصّلتها السينما في أعماق الشعب المصري عبر تاريخها الجميل المجيد، فالفتاة التي تُحِب غالبا ما تنزلق في الخطيئة، والتي تبدأ بمسكة اليد وتنتهي إلى الفراش بكل سهولة ; والرجل غالبا ما يكون نذل ويتخلى عنها حتى يأتي البطل الذي يقبلها بماضيها المُزري بخطيئتي الحب والجنس، وتكون فتاة ” منكسرة ” وتحت طوعه، بل وتحمد الله على نعمة الستر ..
الحب ليس خطيئة، فالقلب لا سلطان عليه إلا الله، ولكنه الكسل في أن نقوم بتوعية أبنائنا كيف تمارس الحياة، وكيف أن الحب مهم لاحتمال الحياة وأعباءها، وأنه ليس لعبة أو طقس يجب أن يُمارس، وأن من لم يحبوا يوما أشرف من العشاق ..
الجنس ليس خطيئة في المطلق، ولكنه رغبة مثل كل الرغبات يجب أن تهذب مثل أي شيء في الحياة ..
“الوكسة” الكبرى أننا نمنع أنفسنا عن الخطأ بالابتعاد عنه وليس بمقاومته، فمن ضمن اللي كده أو كده التحرش في الشوارع، فنحن لا نقاوم المتحرش بل نتركه في الشارع حرا طليقا يفعل ما يحلو له من اللي كده واللي كده ونقصر إحنا الشر..
ونظل بين اللي كده واللي كده مش مرتاح أنا ..