تصدر جريدة وطني صباح اليوم الأحد بينما يدخل قداسة البابا تواضروس الثاني من باب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية محاطا بإخوته المطارنة والأساقفة ليبدأ طقس تنصيبه وتجليسه علي كرسي مارمرقس وتسليمه عصا
تصدر جريدة وطني صباح اليوم الأحد بينما يدخل قداسة البابا تواضروس الثاني من باب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية محاطا بإخوته المطارنة والأساقفة ليبدأ طقس تنصيبه وتجليسه علي كرسي مارمرقس وتسليمه عصا الرعاية.. بعد إتمام هذا الطقس الاحتفالي تكتمل مراسم اختيار الكنيسة للبابا رقم 118 في عداد باباواتها وتبدأ فترة حبرية جديدة كلها محبة وسلام وثقة في قيادة حكيمة صالحة.
أسبوعان مرا منذ إجراء القرعة الهيكلية في 4 نوفمبر الجاري وإعلان إرادة السماء لاختيار الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة بابا للكنيسة, وبينما كنت أعتقد أن الأسبوعين اللذين يفصلان القرعة الهيكلية عن التجليس سوف يمضيان دون ظهور البابا المختار لأني تصورت أنه سيعتكف في الدير حتي يحين موعد احتفال تنصيبه, وجدته يظهر بسرعة أمام الإعلام ويتحدث إلي الكافة… والحقيقة أني كنت مشفقا عليه لئلا يحاصره الإعلاميون بأسئلتهم ويضعونه تحت ضغوط الظروف الراهنة التي جاء اختياره في ظلها, لكن سرعان ما تبددت مخاوفي وحلت محلها مشاعر تقدير وارتياح للروح المحبة الوديعة والحكمة والبصيرة الواعية التي كان قداسته يرد بها علي كافة الأسئلة.
لم يترك الإعلام في حواراته مع قداسة البابا قضية لم يطرقها, سواء كانت قضية كنسية أو وطنية أو سياسية, وعلي الجانب الآخر لم يتردد البابا في الرد علي جميع الأسئلة محددا بوضوح رؤيته لسياسة الكنيسة إزاء القضايا جميعها, وأستطيع أن أقول إنه أشاع بأحاديثه للإعلام جوا يسوده التقدير والارتياح والتفاؤل إزاء دور الكنيسة في المرحلة المقبلة كمؤسسة دينية عريقة وكمنبر وطني مرموق لم يعد في الإمكان فصله عن مجريات الأحداث في مصر ولا عن المرحلة الانتقالية التي نعيشها.
في أول تصريح له بعد إعلان اختيار السماء منذ أسبوعين صرح قداسة البابا بأن من أكثر الأمور التي يزمع إنجازها ترتيب بيت الكنيسة من الداخل, وها هو حتي قبل إتمام مراسم تجليسه اليوم يصرح بأنه كلف لجنة الترشيحات البابوية بالبدء في دراسة تعديل لائحة 1957 الخاصة بانتخاب البطريرك… إذا قداسة البابا يعني ما يقول ولا يضيع وقتا لإنجاز العمل المطلوب والوفاء بما وعد به… فبكل الحب والتفاؤل تستقبل الكنيسة ومصر قدوم البابا تواضروس الثاني داعية لقداسته بحبرية مباركة ورعاية روحية للأقباط تمتد لأزمنة سلامية مديدة.
وكما كتبت في مستهل هذا المقال, تصدر اليوم جريدة وطني ويمسكها القارئ بين يديه قبل انتهاء فعاليات طقس التنصيب وتسليم البابا عصا الرعاية, لذلك ألتمس العذر والتفهم من القراء الأعزاء وأقول لهم: انتظرونا بعد باكر الثلاثاء فلن نرجئ تغطية أحداث اليوم للأحد المقبل, إنما لإدراكنا لجلال وأهمية ما يجري اليوم سوف تصدر وطني عددا خاصا صباح الثلاثاء لتغطية وتسجيل وتوثيق هذا اليوم التاريخي للكنيسة ولمصر… صحيح أن وطني داومت منذ ظهورها عام 1958 علي التواجد بين أيدي القراء كل أحد, لكن أرشيفها لا يخلو من أعداد خاصة أصدرتها لمواكبة الأحداث الفاصلة ولتلبية احتياجات قرائها.
ولكن تجدر الإشارة إلي أن عدد وطني اليوم يجئ عددا خاصا يؤرخ لمناسبة أخري عزيزة علينا جميعا, فهو عدد احتفالي باليوبيل الذهبي لرهبنة صاحب النيافة الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركي ومطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية, خمسون عاما مضت علي رهبنة وتكريس نيافته فاضت بالخدمة الباذلة والمحبة والحكمة التي لمسها شعب إيبارشيته أولا وجميع المحيطين به والمتعاملين معه ثانيا.. ثم جاء وقت تحمله مسئولية قيادة الكنيسة بعد رحيل مثلث الرحمات المتنيح البابا شنودة الثالث لتعرفه مصر كلها- بل وسائر دول العالم- نموذجا فريدا للربان الماهر الحكيم الذي يقود السفينة وسط الأنواء إلي بر الأمان… كل الحب والتقدير والعرفان لنيافة الأنبا باخوميوس الذي كان نعم القائد والأب, وأثق أنه سيكون نعم الأخ المعين والناصح الأمين لقداسة البابا تواضروس الثاني.