قداسة البابا المعظم الأنبا تاوضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
بادئ ذي بدء من كل قلبي وعلى باقات الورود أقدم لقداستكم أجمل التهاني المقرونة بأطيب الأماني لإختيار السماء لنيافتكم لتكون خليفة للقديس العظيم مرقس الرسول الذي رفع لواء الإنجيل في مصرنا الغالية في القرن الأول الميلادي
قداسة البابا المعظم الأنبا تاوضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
بادئ ذي بدء من كل قلبي وعلى باقات الورود أقدم لقداستكم أجمل التهاني المقرونة بأطيب الأماني لإختيار السماء لنيافتكم لتكون خليفة للقديس العظيم مرقس الرسول الذي رفع لواء الإنجيل في مصرنا الغالية في القرن الأول الميلادي.
كما أود أن أهنيء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذي قادها روح الله القدوس في كل خطواتها وإجراءاتها في العملية الإنتخابية إلى أن قالت السماء كلمتها في القرعة الهيكلية.
وهنا لا يفوتنا أن نسجل الشكر الجزيل لنيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس الذي قاد الكنيسة في المرحلة الإنتقالية بحكمة وكفاءة وإقتدار.
قداسة البابا تاوضروس الثاني تتولى أمانة المسئولية في قيادة الكنيسة بعد رحيل قداسة البابا شنودة الذي باركه الله بمواهب ووزنات فوق حد التصور، وكان شخصية عملاقة فذة نادرة الوجود، فقاد الكنيسة بحكمة ومهارة، ونجاح منقطع النظير، وجاءت خدمته بأطيب الثمار، وأضحى نموذجاً فريداً ومقياساً رائعاً للنجاح الباهر في ميدان الخدمة المقدسة، ولذلك يشعر البعض أن المهمة شاقة وقاسية، ولكن عين الرجاء ترى بالإيمان أن الله الذي بارك قداسة البابا شنودة الثالث، وبارك من قبله قداسة البابا كيرلس السادس، سوف يبارككم لتؤدي رسالتكم بأروع ما يكون الأداء، فإلهنا هوهو أمساً واليوم وإلى الأبد لا يمكن أن يتغير.
فثقتي أن الله الذي دعاكم وإختاركم لهذه الخدمة المقدسة بكل يقين قد أعدكم وأهلكم لها.
قداسة البابا تاوضروس الثاني في تاريخ الأمم والشعوب أيام خالدة لا يمكن أن تنتسى، من هذه الأيام الخالدة هو يوم تنصيبكم وجلوسكم على كرسي الكرازة المرقسية.
كان الإحتفال أكثر من رائع بكل المقاييس، لمسنا فيه حضور الله بكل وضوح وجلاء، لقد غمرت البهجة الكنيسة في كل ربوع مصر بل في كل أنحاء العالم وأخذت أجراس الكنائس تشدو معبرة عن فرحتها، وكان أروع ما في الإحتفال هو دموعكم التي كانت تترقرق في عينيك، وتنساب على خديك، والحقيقة أن دموعكم زلزلت مشاعرنا وعواطفنا، حتى أنني لم أستطع أن أقاوم دموعي عندما رأيتك تبكي، وتساءلت مًنْ يبكي اليوم على عمل الله؟! مَنْ مثل النبي أرميا الذي قال:” يا لَيتَ رأسي ماءٌ، وعَينَيَّ يَنبوعُ دُموعٍ، فأبكيَ نهارًا وليلاً قَتلَى بنتِ شَعبي”(أر9:1).
ومَنْ يشبه الرسول بولس وهو يقول في (رو9: 2، 3)” إنَّ لي حُزنًا عظيمًا ووَجَعًا في قَلبي لا يَنقَطِعُ. فإنِّي كُنتُ أوَدُّ لو أكونُ أنا نَفسي مَحرومًا مِنَ المَسيحِ لأجلِ إخوَتي أنسِبائي حَسَبَ الجَسَدِ”.
وقبل هذا وذاك مَنْ مثل الرب يسوع الذي صّورته عدسة الوحي المقدس في أكثر من مشهد وهو يبكي حتى أضحت من أشهر آيات الكتاب المقدس “بكى يسوع”.
ووجدت الإجابة على هذه الأسئلة عندما رأيتك تبكي في يوم تتويجك، ولا شك أن الله سينظر إلى دموعك ومحبتك وتواضعك وجسامة المسئولية التي كلفك بها، وسيؤيدك ويؤازرك، ويرافقك عبر مشوار خدمتك.
نعم! لقد برهنت دموعك على أن تملك قلب الراعي الكبير المحب، وصاحب المشاعر الرقيقة المرهفة، والعواطف الجياشة المقدسة.
قداسته البابا تاوضروس الثاني لقد شاءت إرادة الله أن تتولى قيادة الكنيسة في توقيت دقيق وحساس جدا،ً تحتاج فيه بلادنا العزيزة إلى تضافر كل الجهود الأمينة والمخلصة لتنعم مصر بالأمن والأمان والاستقرار والإزدهار، على كافة الأصعدة، واثق أنه بقلبكم الكبير المحب، ورأيكم الشجاع الواضح، وفكركم الخلاق المستنير، وبتاريخكم الحافل بالعطاء سيكون لقداستكم المواقف الوطنية النبيلة للحفاظ على الوحدة الوطنية التي تتمتع بها بلادنا الحبيبة.
قداسة البابا تاوضروس الثاني لقد نادت الكنائس المصرية بكل طوائفها ومذاهبها بتكريس أيام للصوم والصلاة ليختار الرب بابا الكنيسة الذي حسب قلبه، ويتفق مع مشيئته وإرادته الصالحة، ولقد استجاب الرب لصلوات الكنيسة وحقق أشواقها وإختار قداستكم، ولقد كان النداء للتكريس من مجلس كنائس مصر (الذي هو تحت التأسيس) والذي أعطى إشارة البدء فيه، أو بصيغة أخرى وضع حجر أساسه قداسة البابا شنودة الثالث، وثقتي أن قداستكم ستبارك وتكمل المشوار وتضع اللمسات النهائية لمجلس كنائس مصر، وتقوم بتدشينه لما لهذا المشروع من أهمية كبرى في وحدة الكنائس، وترسيخ دورها المشترك في خدمة مصرنا الحبيبة، ولا شك أن هذا هو شوق قلب كل مسيحي في بلادنا أن يرى الكنيسة تحقق صلاة الرب يسوع عندما صلي قائلاً:” ليكونوا واحِدًا “(يو17: 22).
حفظكم الله لخدمة الكنيسة والوطن لسنين عديدة وأزمنة مديدة وليمنحكم الله إيمان إبراهيم، وحلم وعلم موسى، وقلب داود، وحكمة سليمان، وحنان إرمياء، وخيال يوئيل، ورؤى زكريا وعظمة المعمدان، وواقعية يعقوب، ومحبة يوحنا، وفلسفة بولس، وقبل هذا وذاك فكر المسيح لتقود الكنيسة من نجاح إلى نجاح، لمجد اسم إلهنا، وإمتداد ملكوت فادينا.
* سكرتير الطائفة الإنجيلية بمصر