تعرضت السرية لهجوم اسرائيلى بالدبابات فاستشهد الجميع عدا ثلاثة فقط نفد الطعام والشراب منا فشربنا بولنا لنتغلب على العطش
تعرضت السرية لهجوم اسرائيلى بالدبابات فاستشهد الجميع عدا ثلاثة فقط نفد الطعام والشراب منا فشربنا بولنا لنتغلب على العطش
هو العريف مصباح عبدالحميد حسن البالغ من العمر 62 عاما ابن قرية الورق مركز سيدى سالم بمحافظة واحد ابطال السادس من اكتوبر 1973والذى ارتسمت على جبينه علامات الزمن وانات السنين التى سبقت الحرب والتى يرويها وكأنها كانت امس أو اليوم بدأها بذكريات عام 1969 أول يوم تم تجنيده فى سلاح المشاه على ضفة قناة السويس بجوار ميناء الادبية يومها ظن انه لن يرى الحياة المدنية ثانيا من كلمات المجندين الذين سبقوه بسنوات ولم يخرجوا من الجيش وتحولت حياتهم الى يأس وملل رغم التدريبات المستمرة فى انتظار العبور الى الشاطىء الاخر لدحر العدو او الشهادة فى سبيل الله
وبشىء من الفرح والزهو قال العريف مجند مصباح :
وفى يوم السادس من اكتوبر وفى تمام الساعة الثانية والربع ظهرا مرت عشرات الطائرات الحربية من فوق رؤسنا صوب الضفة الغربية من قناة السويس وظن الجميع انها مناورة حربية كالمعتاد .
وماهى إلا دقائق ووصلت اشارة الى السرية التى يتكون افرادها من 200 مجند بالاستعدادات القصوى للتحرك خلف القوات التى عبرت قناة السويس وكانت مهمتنا حماية المعابر والكبارى وهلل الجميع وكبر وتعانقنا فرحا بيوم الارادة وعودة سيناء الغالية على قلب الجميع .
وبعد مرور 17 يوما فى الحرب ظل الجميع يرتدى حذاؤه وخوزته وفى يوم 22 اكتوبر فوجئنا بهجوم للدبابات الاسرائيلية علينا فاستشهد جنود السرية جميعهم وكتب الله الحياة لى واثنين اخرين .
وبعد الهجوم انقطعت الاتصالات بيننا وبين اللواء نهائيا ولم يعد بامكاننا تلقى اى اشارات او تعليمات من القادة العسكريين وبعد انسحاب الدبابات الاسرائيلية خرجنا من الخنادق على جثث الشهداء مسرعين لنفاجىء بحقل اللغام مصرى فقمنا بقذف الالغام بالحجارة الكبيرة حتى نتأكد من سلامه المرور .
ثم مشينا على الاقدام خمسة ايام كاملة دون توقف رغم نفاذ الطعام والماء واصابنا الاعياء الشديد من طول السير على الاقدام بلا طعام او ماء الا اننا تغلبنا على العطش الشديد بأن شربنا من (بولنا) بعد قضاء حاجاتنا فى الزمزميات التى نحملها ثم نشرب البول والا سنموت عطشا.
وبعد خمسة ايام من السير وصلنا الى الكيلو 65 طريق القاهرة السويس مكان تجمع الجنود فاستقبلنا أفرادا من الجيش المصرى فى معسكرهم وزودونا بالماء والطعام وبعد مرور ثلاثة ايام فى المعسكر استردينا عافيتنا وتزودنا بالزخيرة التى نفدت منا والسلاح ثم عدنا مرة ثانية الى الجبهة لمواجهة العدو الى ان صدرت الاوامر بوقف اطلاق النار .