ناجي فرج والد الطفل مينا: الشرطة قبضت على الطفلين في منتصف الليل ..والشيخ المتسبب في الأحداث لم يرض بالمصالحة وذهب لتأجيج الأوضاع
طفلان لم يبلغا من العمر 10 سنوات لا يجدان القراءة والكتابة ينتميان لأسرتين فقرتين بأحد القرى الفقيرة بمركز الفشن بمحافظة بنى سويف ، لم يتصورا أن يتحولا لقضية رأى عام وان يدخلا وهم ملائكة الأرض خلف القضبان الذي يضم الخارجين عن القانون ، بسبب فعلا لم يرتكباه لمجرد انهما كان يلعبان على احدى الترع المطلة على قريتهما ويفتشان بين أكوام القمامة التي يلقيها الفلاحون وتصادف انهما يمسك بأربعة ورقات من ضمن الأوراق الموجودة بالقمامة فجذب انظارهما شكل أوراق وطريقة كتابتها ، وهما واقفان مر احد الشيوخ السلفيين يمسكهما ويوجه لهما اتهام إنهما مزقا المصحف الشريف. يمسك الشيخ احدهما من يده ويفر الطفل الأخر هاربا خوفا منه لتبدأ قصة الطفلين اللذان يواجهان اتهام بتدنيس القران ويتم حبسهما ليلة داخل فسم شرطة الفشن قبل ايداعهم في دار الأحداث لمدة 3 أيام ثم اخلى سبيلهما من سراى النيابة مساء الخميس على ذمة القضية .
انتقلت إلى قرية الطفلين بمركز الفشن لالقاء الضوء على هذه القضية، والتقينا مع أسرتى الطفلين مينا ناجى فرج “10 سنوات ” ونبيل نادى فرج 9 سنوات ” ..
بدأت الرحلة من القاهرة إلى محافظة بنى سويف وقمنا باستقلال دراجة بخارية من مركز ببا للوصول إلى عزبة ” ماركو ” موطن الطفلين والتى تتبع مركز الفشن نظرا لصعوبة الطرق، ويمثل فيها المسيحيون نسبة 30 % من سكان العزبة البالغ عددها ما يقرب 5 ألاف نسمه ، عند دخولنا في الثامنة والنصف مساء” استوقفنا احد امناء الشرطة الذي كلف بتأمين منازل المسيحيين تحسبا لاى تطورات واستوقفنا للاستعلام وقد أبلغ مأمور قسم الشرطة وبعدها توجهنا لمنزل نادى فرج الذي يقع في احد الشوارع الضيقه بالعزبة، وعند دخولنا إلى المنزل البسيط الذي عبارة عن دورين لا يوجد به سوى اثاث فقير عبارة عن سرير وبتوجاز قديم وحجرة للماشية، وكان هناك طفلين نائمين بالغرفة التي جلسنا فيها، وعند دخولنا تجمع اقارب الطفلين ، ورغم بساطة حالتهم وفقرهم الا انهم يتمتعان بقدر كبير من الحب والصفاء والكرم .
في البداية تحدثت مع والد مينا ناجى فرج الذي يقطن بجوار نادى وجاء للمنزل وقال ” ابنى مينا طفل، وقد تسرب من التعليم ولا يجيد القراءة والكتابة ولديه 3 اخوات وانا اعمل فلاح وحياتنا بالعزبة تتمتع بسلام مع المسلمين منذ زمن بعيد لكن في يوم الاحد فوجئت بكاهن القرية القس اسحاق قسطور يتحدث إلى حول مشكلة وقعت مع ابنى وابن نادى فرج عندما كان يمر الشيح محمد ابراهيم على بجوار ترعة الابراهيمية المواجهة للعزبة وجد ابنى حسبما قال الشيخ انه امسك بهما وفى يدهما ورق قال إنه أوراق من المصحف دون التأكد من حقيقة هذا فاخذ الطفل نبيل بيده إلى الكاهن الذي كان يقيم قداس الهى في الساعة الحادية عشر صباح الاحد ، فترك الكاهن القداس وخرج له وعندما روى له الشيخ القصة وقال إن الطفلين دنسوا القران ومعه أربع ورقات منه ، ورغم عدم التأكد من حقيقة هذا ، اعتذر له الكاهن وقام بصفع الطفل نبيل على خده تأديبا له ، وارضاءا للشيخ الذي ذهب أيضا غاضبا ولم يرض باعتذار الكاهن.
وأضاف الاب انه عقب انتهاء القداس أمسك الكاهن بالطفلين وسمع منهما القصة ونفى الطفلان معرفتهما بهذا الأمر وأنهما عندما كانا يلعبان على الترعة وجد أوراق وأنهما لا يعرفان شيئا ، وأخذنا الطفلين وقمنا بضربهما أيضا حتى تهدأ الأوضاع ورغم ذلك ذهب الشيخ السلفى يروى لأهالى القرية ويحرضهم ويذيع قصة تمزيق وتدنيس القران من الطفلين ثم ذهب لقسم شرطه الفشن لتحرير محضر ، رغم عدم وجود دليل واحد على تمزيق الأطفال للقران حتى أن احد الصحفيين عندما ذهب لتصوير القمامة وهو يبحث وجد أوراق دينية أخرى .
وأضاف الاب قائلا : في مساء الاحد أرسل لي رئيس مباحث القسم وطلب حضورى وعندما ذهبت قال لي ” نريد ابنك وابن نادى ” لأنهما متهمان بالتبول على القران فقلت له ابنى لم يفعل شيء ولكن طلب حضوره فذهبت قوة من الشرطة للمنزل وكانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ، وكان ابنى نائما فدخلت الشرطة المنزل وقمت بإيقاظ الطفل وكان يبكى ، وهو في حالة خوف وأخذته وذهبت به لقسم الشرطة وفى الرابعة فجرا طلب منى رئيس المباحث العودة للمنزل وترك الطفل ، وطلب من سيارة الشرطة توصيلى وتركنا الطفلين وهما يبكيان لوحدهما حيث تم حبسهما بالقسم حتى اليوم التالى قبل ايداعهما في دار رعاية بمدنية بنى سويف .
وأشار الاب ناجى فرج أن النيابة استمعت للطفلين، وجاء الشيخ محمد ابراهيم وشهد ضدهما ، ولم يرض باى اعتذار رغم أن الطفلين لم يرتكبا شيئا ، في يوم الاثنين قمنا بالاتصال بأحد مسلمي القرية وتم الاتفاق مع قسم الشرطة على إقامة جلسة عرفية للتراضى، وعقدت الجلسة في منزل احد المسلمين بحضور بعض أفراد الأمن وألقى شيوخ الأوقاف كلمات طيبه في حق التعايش والسلام وتم الانتهاء بإرضاء جميع الأطراف ورغم ذلك لم يقتنع الشيخ الذي استمر في تأجيج الوضع حتى انه تسبب في تجمهر أهالى القرية مساء الاحد قبل اخذ الطفلين إلى قسم الشرطة وتدخل العقلاء وتم تهدئة الأوضاع .
وهنا يتدخل في الحديث احد اقارب الطفلين ويدعى فرج قلد وقال إنه تابع الأزمة منذ بدايتها وهى أزمة مفتعله، ولكن في يوم الخميس الماضي وفى السابعة مساءا تجمع عدد كبير من السلفيين من قرى مجاورة في العزبة وشعرنا بخطورة الوضع ودخل المسيحيون إلى منازلهم وتجمع السلفيون داخل مسجد القرية وألقوا خطب تحريضية ولكن أهالى عزبة ماركو من المسلمين وقفوا بجوار المسيحيين بعد أن تفهموا الوضع وقاموا بالوقوف في شوارع المسيحيين لحمايتهم إذا ما خرج السلفيون للهجوم عليهم وانتظروا حتى انتهاء السلفيين من خطبتهم وقاموا بصرفهم خارج القرية وهذه القصه ايدها والدين الطفلين والأقارب .
وعاد ليستكمل ناجى فرج حديثه قائلا: مساء الخميس وفى وقت متأخر اخلت النيابة سبيل الطفلين وقمنا بإستلامهما وقال لنا الأمن اننا نستطيع العودة للمنزل بهما ولكن خشينا عليهم من الاذى خوفا من الاعتداء عليهما في ظل حالة التأجيج بالقرية فقمنا بإبعادهما إلى مكان أمن حتى تهدأ الأوضاع بالقرية ، وطلبت منا النيابة استدعهما إذا ما تطلب الأمر .