قال حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي إن الشعوب لا تستطيع أن تستمر في الميدان للمطالبة بالتغيير طوال الوقت، وأن استكمال أهداف الثورة لابد أن يتم بالدرجة الاولى عبر تداول ديموقراطي للسلطة من خلال صناديق
وقدرة الشعب على تحقيق أهداف الثورة مرهونة بكفاءة الأغلبية على تنظيم صفوفها.. والإخوان أقلية لكن منظمة
قال حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي إن الشعوب لا تستطيع أن تستمر في الميدان للمطالبة بالتغيير طوال الوقت، وأن استكمال أهداف الثورة لابد أن يتم بالدرجة الاولى عبر تداول ديموقراطي للسلطة من خلال صناديق انتخابات نزيهة.
وأوضح صباحي خلال لقائه بوفد البرلمان الألماني فى مقر التيار الشعبى إن التحدي الراهن أمام المصريين هو الدستور الذي يجري إعداده الأن ومعركة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، مضيفا أنه لو أجريت انتخابات رئاسية نزيهة اليوم، فإنه على ثقة أن المصريين سيمنحوه ثقتهم، وأن الإخوان لن يحصلوا في تلك الانتخابات أو الانتخابات المقبلة لا على النتيجة التي حصلوا عليها في انتخابات الرئاسة ولا نفس المقاعد التي حصلوا عليها في البرلمان السابق، وأن تحصل القوى المدنية الوطنية التي تنظم نفسها حاليا في تحالفات سياسية على الأكثرية، وحتى إذا لم تحقق هذا الهدف في الانتخابات المقبلة فإنها ستحققه في الانتخابات التالية لأنه هدف من أهداف استكمال الثورة.
وقال صباحي إن أهداف الثورة بالغة الوضوح وشعاراتها كانت بالغة الدلالة “العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية” وجميعها لم تتحقق حتى الآن، وباتت العدالة والحرية والاستقلال هي المطالب الأكثر إلحاحا الآن بحكم اتساع دائرة الفقر في مصر
وأشار مؤسس التيار الشعبي إلى أن أهم مكاسب الثورة هو إسقاط رأس النظام القديم، لكننا حتى هذه اللحظة أمام ما يمكن تسميته “نظام جديد يستخدم نفس الأساليب القديمة”، وما نتوقعه ونخشاه أن النظام الذي أسقطناه – وهو كان يؤمن بنظام اقتصادي أقرب إلى السوق الحرة بدون مسؤولية اجتماعية – هو أقرب إلى القناعات الاقتصادية التي تعتمد عليها جماعة الاخوان المسلمين التي تحكم الآن، لذلك فإن الثورة لم تكتمل، وجرى استبدال يمين رأسمالي فاسد بيمين رأسمالي جديد متوضئ ومتدين وصلب اختياراته الإقتصادية والإجتماعية هي نفس المنهج القديم، والرأسمالية لن تتمكن من أن تعطي الغالبية العظمى من المصريين العدالة الاجتماعية .
وطالب صباحي المصريين بأن يحاسبوا أنفسهم والرئيس الذي أتى عبر الصندوق بطريقة نزيهة وأمينة عن أي مدى حقق أهداف الثورة، خصوصا مع اقترابنا من انتهاء مهلة المائة يوم التي حددها الرئيس لنفسه لانجاز أهداف عاجلة لم يلمس المصريون منها شيء حتى الآن، ولم يقدم للمصريين رؤية حول خطته لحل مشكلاتهم وكيف تتحقق العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية وأوضح صباحي أن الرئيس الذي انتخب بحكم تكوينه وانتماءاته لجماعة الإخوان لا يمكن أن يتمكن من تلبية حاجة المصريين الملحة للعدالة الاجتماعية، مضيفا أن المطلب الجوهري للمصريين عن الحرية والشراكة الحقيقية في صنع القرار لم يتحقق لأن الرئيس الآن اقرب إلى جماعته وبعيدا عن التنوع الموجود في مصر، حتى أصبحت جماعته أقرب إلى “شعب الله المختار”.
إ س