قرأت عمود الزميلة حنان فكري(جر شكل) والذي حمل عنوانوصاية رئيس التحرير في العدد الماضي من وطني…وتذكرت علاقتي برؤساء التحرير الذين عملت معهم طوال أيام حياتي الصحفية رحم الله من رحل منهم وأطال
قرأت عمود الزميلة حنان فكري(جر شكل) والذي حمل عنوانوصاية رئيس التحرير في العدد الماضي من وطني…وتذكرت علاقتي برؤساء التحرير الذين عملت معهم طوال أيام حياتي الصحفية رحم الله من رحل منهم وأطال الله أعمار من هم علي قيد الحياة,ومنهم من عاصرته صحفيا مشاغبا ثم انقلب حاله حينما أصبح رئيسا للتحرير وكأن شيطان الرقابة الذاتية يلبسهم بعد تبوأ ذلك المنصب,لذلك كان الراحل الكبير فيليب جلاب رئيس تحرير الأهالي الأسبق يكتب عمودهدبوس ثم يشطب منه مالا يناسب الخط السياسي للصحيفة,وفي أحيان أخري يمنع نشره!!
عرفت ذلك حينما منع لي موضوعا كنت انتقد فيه وزير الإعلام الأسبق والمتهم حاليا صفوت الشريف,وبعد أن منع نشر الموضوع أعطاني نسخة من عمودهدبوس عن ذات الموضوع كتبه ثم منعه بنفسه!!وقص لي عن نجيب محفوظ حينما تبوأ منصب رئيس مؤسسة السينما عرض عليه سيناريو روايته أولاد حارتنافأشار بالمنع!!لذلك كان الراحل الكريم يسخر دائما بالقولاللهم لا تضعنا في ترويسة.
وكان الراحل والصديق مجدي مهنا يقول لي لم أشعر بالحرية ككاتب وصحفي إلا بعد أن تركت رئاسة التحرير,وأنا صحفي كنت أتحمل مسئولية صحفي واحد هو مجدي مهنا أما وأنا رئيس تحرير فأتحمل مسئولية كل صحفيي المؤسسة.
في إحدي المرات كتبت موضوعا يحمل انتقادا لأحد كبار رجال الأعمال…وكنت كل الوثائق بحوزتي ولكني الأستاذ لطفي واكد رحمه الله سألني:هل يمكن تأجيل الموضوع أسبوعا واحدا…وافقت,وفي الأسبوع التالي نشر الموضوع وعرفت أن رئيس التحرير كان يريد نشر ملحق إعلاني لرجل الأعمال ثم ينشر موضوعي!!
عملت مع عشرة رؤساء تحرير واكتشفت أن رئاسة التحرير مهنة سياسية بالأساس,يتحمل فيها رئيس التحرير كل المحاذير…ولكل صحيفة محاذيرها وخطوطها الحمراء فالصحف الليبرالية لن تهاجم الليبرالية وتمدح الاشتراكية والعكس,كما أنه لا توجد أي صحيفة مستقلة!لأن الاستقلاليةوهم لأن مهنة الصحافة مستحيل أن تستقل عن رأس المال المالي أو السياسي أو الاجتماعي.
أعود لجر شكل حنان في وصاية رئيس التحرير…إذا كانت الصحافة لا تستطيع الاستقلال عن سيطرة رأس المال المالي أو السياسي أو الاجتماعي فإن صحيفةوطني يضاف لتلك القيود عدم القدرة علي الاستقلال عن رأس المال الديني فالأزهر والكنيسة خطوط حمراء…ولذلك كان فيليب جلاب علي حق حينما كان يدعو الله قائلا:ولا تضعنا في ترويسة…ويازميلتي حنان لا توجد صحافةبلاقيود ولا يوجد صحفي لايتلبسه شيطان الرقابة الذاتية وياليتها ترسي علي مصادرة مصطلح الأخونة لأنه من شاف بلاوي القبطنة تهون عليه القبطنة!!