ترتبط الكنيستان بعلاقات وثيقة جداً منذ القرون الاولى للمسيحية، فكليهما أبناء للقديس مرقس الرسول، و قد أتضح هذا الارتباط حينما قام القديس أثناسيوس الرسولى البابا الاسكندرى العشرون بسيامة أول أسقف لاثيوبيا سنة 329 م ، بناءاً على طلب الملكين المسيحيين اراها و اتشيبا
ترتبط الكنيستان بعلاقات وثيقة جداً منذ القرون الاولى للمسيحية، فكليهما أبناء للقديس مرقس الرسول، و قد أتضح هذا الارتباط حينما قام القديس أثناسيوس الرسولى البابا الاسكندرى العشرون بسيامة أول أسقف لاثيوبيا سنة 329 م ، بناءاً على طلب الملكين المسيحيين اراها و اتشيبا. و قد أعطى هذا الاسقف اسم الانبا سلامة، و بدأ أسقفيته فى اثيوبيا سنة 330م، و بهذه السيامة أسست كنيسة الاسكندرية كرسى الاسقفية لكنيسة اثيوبا التى اصبحت جزءاً من كرازة القديس مرقس الرسول، هكذا بدأ جرجس صالح مدير العلاقات المسكونية بالمركز الثقافى القبطى حديثه لـ”وطنى”، و أضاف ان كنيسة الاسكندرية استمرت فى سيامة و ارسال اسقفاً لكرسى اثيوبيا، و لما امتدت المهام الرعوية هناك و بناء على طلب من الكنيسة الاثيوبية بدأت كنيسة الاسكندرية فى سيامة العديد من الاساقفة لايبارشيات اثيوبيا، حتى توجت الكنيسة القبطية أبونا باسيليوس سنة 1959، كأول رئيس لكنيسة أثيوبيا.
يقول جرجس صالح: ان الكنيستين جماعتهم المحبة و الاخوة فى الفترة من القرن الرابع حتى منتصف القرن العشرين، و اعتبرت الكنيسة الاسكندرية هى الكنيسة الام بالنسبة لكنيسة اثيوبيا. و لكن قطع التواصل بين الكنيستين بعد قيام الحكم الشيوعي عام 1974 بقيادة “منجستو” ضد الامبراطور “هيلاسيلاسي”، و بدأ الخلاف بمطالبة الكنيسة الاثيوبية بألاستقلالية و تنصيب بطريرك جديد عام 1976 بدلاً من البطريرك الانبا ثاؤفيلس.. وقتها أجتمع مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية فى 14 أغسطس 1976 و أقر المجمع أنه رافض الدعوة المرسلة من الكنيسة الاثيوبية للاشتراك فى سيامة بطريرك جديد، و أكد قداسة البابا شنودة انه لا يجوز أن يعزل بطريرك كنيسة، و سيامة أخر فى وجود بطريرك مازل حياً، و من وقتها قرر البابا شنودة بعدم الاشتراك فى هذه السيامة لانها مخالفة للقوانين و التقاليد الكنسية.
تمر الاعوام و يجلس أبونا باولوس على كرسى الكنيسة الاثيوبية عام 1992 دون دعوة الكنيسة القبطية للمشاركة فى حفل تنصيبه كنوع من استقلال الكنيسة، بعد ذلك تحقق الصلح بعد عقود من توقف العلاقات لتعود الحوارات بين الكنيستين حتى زار أبونا باولوس 6 مرات أرض مصر بعد المصالحة الحقيقية فى عام 2007 حتى زيارته الاخيرة للمشاركة فى جناز قداسة البابا شنودة الثالث فى مارس الماضى.