تحتفل مدينة الأقصر المصرية في 31 من شهر أغسطس الجاري بحدث أثري جديد هو تعامد القمر على معبد “خونسو” (اله القمر) داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة وذلك فى احتفالية سياحية وفنية من المنتظر أن يشارك
تحتفل مدينة الأقصر المصرية في 31 من شهر أغسطس الجاري بحدث أثري جديد هو تعامد القمر على معبد “خونسو” (اله القمر) داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة وذلك فى احتفالية سياحية وفنية من المنتظر أن يشارك فيها عدد من المسئولين المصريين.
يأتي الاحتفال ضمن جهود محافظة الأقصر ونقابة وجمعية المرشدين السياحيين في المحافظة لاستغلال مثل تلك الأحداث في جذب مزيد من السياح وزيادة المناسبات على أجندة السياحة المصرية.
يقع معبد خونسو مباشرة شمال الباب الصرحي الذي بناه بطليموس الثالث إرجيتس المعروف بباب العمارة وهو من أروع أمثلة الزخرفة في العمارة البطلمية التي عثر عليها في الأقصر. ويؤدي الباب أيضا إلي طريق الكباش، وعند نهاية الطريق يقع تماثيل ابو الهول في حالة سيئة؛ لأنها ظلت لعدة قرون بمثابة لعب لأطفال القرية المجاورة.
ويعد معبد خونسو صرح حفظه الزمن حفظا جيدا بجدرانه وسقفه التي لم تمس وكل هذه الصروح في معظمها من عمائر رعمسيس الثالث، رغم أن معبد خونسو ربما بدأه أمنحتب الثالث في الأسرة الثامنة عشرة ثم وسعه وأفاض عليه برسوم حكام تلوا، وخصوصا الحكام الرعامسة
ويعتبر معبد خونسو صرحا مهما لعلماء المصريات لأنه واحد من المعابد القليلة التي تقدم إشارة معاصرة إلي التغيرات الخطيرة التي طرأت على مصر في نهاية الدولة الحديثة حيث كان رعمسيس الحادي عشر آخر ملوك الأسرة العشرين وشهد عصره انهيار ثروات مصر. وكانت العلاقات الخارجية في الحضيض، وانعدمت التجارة، وواجه الحكومة كساد اقتصادي وحوب أهلية. ولا يكاد رعمسيس الحادي عشر، الذي كان يقطن في الشمال، يحكم مصر الدنيا. أما صعيد مصر فكان في أيدي كاهن آمون الأعظم، وهو ضابط عسكري سابق يدعى حريحور، تقلد العديد من الألقاب العليا بما في ذلك لقب الوزير. وقد زعم حريحور أنه كان بصدد إعادة تأسيس”الحكم الإلهي” في الأقصر وإعادة مصر إلى سابق مجدها.
ويتكون معبد خونسو من فناء ذي الأعمدة المحيطة صفوف مزدوجة من الأعمدة على ثلاثة جوانب وكالمعتاد في مثل هذه القاعات فإن الأعمدة على طول المحور الرئيسي أعلى من تلك التي على الجوانب. وقد وضع هنا تمثال لخونسو على هيئة قرد. أما القارب المقدس للإله فقد أسكن في الغرفة التالية، وقد صنعه أصلا امنحتب الثاني واغتصبه من بعده رمسيس الرابع. وجدران المعبد مزخرفة بمناظر لرعمسيس الرابع وأرباب أخرى، دور العبادة على جانبي الهيكل عليها ألوان حفظت حفظا جيدا في مناظر تظهر الملك والأرباب العديدة. من بين أكثر المناظر إثارة، ذلك الكائن في المقصورة اليمنى (الشرقية)، ووراء الهيكل غرفة صغيرة للإله خونسو لها أربعة أعمدة لكل عامود ستة عشر جانبا، والنقوش تُظهر رعمسيس الثالث في بعض المناظر، والأمبراطور الروماني القيصر أغسطس في الأخرى. إلى شماله الشرقي، غرفة أخرى تزدان بصور أوزوريس ميتا وراقدا على نعشه في حضرة إيزيس ونفتيس.