الأمل فى التيار الثالث فى الانتخابات القادمة حرية الإبداع أساس البحث العلمى
الأمل فى التيار الثالث فى الانتخابات القادمة حرية الإبداع أساس البحث العلمى
مصر باقية وستظل مهما عبرت من محن، وهى تعود قوية شامخة ,مصر الوطن والأرض والأبناء , والأبناء هم أغلى ما فى الوطن هم البوصلة التى تحدد الطريق للمستقبل ، وهم من يرفعون اسمها عاليا فى رحاب الدنيا الواسعة، وهم أيضا من يأتون مهرولين من غربتهم عندما تناديهم..
الدكتور أكمل صفوت عبد الحليم أحد أبناء مصر, استطاع بالتفوق والنبوغ العلمى والتخصص فى علاج نوع نادر من أنواع السرطان يسمى سرطان الأنسجة الضامة، ووصل لدرجة أستاذ واستشاري علاج الأورام الإشعاعي بكلية الطب جامعة ارثس بالدنمارك أن يرفع اسم مصر, وهو أيضا أحد أبناءها المهمومين بمستقبلها.
وطنى تحاول التعرف على أهم ما يدور فى عقل أحد علمائها الشباب علميا وسياسيا وكأحد أبنائها المغتربين فى الخارج .
بعد ثورة 25 يناير كثر الحديث عن حق المصريين فى الخارج فى التصويت وعندما تم منحهم هذا الحق جاءت الأرقام على غير المتوقع لماذا ؟
القضية الأساسية أننا فى مصر لا نعرف احصائيات عددية دقيقة للمصريين فى الخارج، والمصريين الذين يحق لهم التصويت فهناك من تنازل عن الجنسية المصرية، وأنا هنا أتكلم عن أوربا فهناك الكثير من المصريين وخاصة المقيميين فى دول مثل المانيا وهولندا وغيرهم تشترط عدم ازدواج الجنسية هؤلاء ليس لهم حق التصويت كما يجب ألا نعول على الجيلين الثانى والثالث فهؤلاء لا نستطيع اعتبارهم مصريين مائة فى المائة الجيل الأول فقط هم مصريون قلبا وقالبا، ومصر كوطن فقد الاتصال بالجيلين الثانى والثالث، هذا ليس معناه أنهم لا يحبون مصر ولكن السياسة أمر صعب . وهناك من يرى أنه لا يحق له التصويت طالما ارتضى الإقامة فى الخارج طوال عمره حتى لا يؤثر على المصريين أنفسهم، ثم لماذا تعيبون علينا قلة الأعداد فإذا كان المقيمون فى مصر والذين اكتوا بنار النظام السابق انحسرت أعدادهم بشكل كبير حتى فى جولة الإعادة فى الانتخابات المصرية.
ولكن هناك تساؤل يشغل فكر البعض.. لماذا صوت المصريين فى الخارج خاصة فى الدول الأوربية لصالح مرشح الإخوان محمد مرسى بالرغم من أنهم يعيشون فى أكثر الدول لبيرالية ؟
أولا المصريين فى الدول الاوربية أو أمريكا لا يختلفون عن مصريين الداخل فأنا أعيش فى الدانمارك وأعرف من هو الشخص المتفتح صاحب العقل المسنير والأفكار الليبرالية وأعرف أيضا صاحب الفكر الإسلامى قلبا وقالبا ، ويجب أن تعرفى أن من يسافر لدول اوربا لم يذهب إليها باحثا عن الديموقراطية أو الليبرالية ولكنه ذهب للعديد من الأسباب منها وأهمها السبب الاقتصادى أو للدراسة أو منح خارجية، وفى كل الحالات كما يذهب يعود أو يظل هناك بأفكاره فليس كل من سافر اختار السفر بإرادته والكثير من المقيمين فى الدول الأوربية يحملون أفكارا متشددة.
أما بخصوص التصويت لمرسى فاستطيع أن أقول لك ما حصل عليه مرسى واقعيا هو عدد ال5 ملايين ناخب الذين صوتوا له فى المرحلة الأولى والفرق الذى حصل عليه فى المرحلة الثانية جاء تصويتا عقابيا لشفيق رغبة فى عدم عودة النظام السابق بفوز الفريق احمد شفيق ,وهذا الفرق المتمثل فى 8 ملايين مصرى تحولوا بمجرد نجاح مرسى إلى صفوف المعارضة
(أسلمة مصر بدأ بتشوية من المناهج الدراسية منذ عقود طويلة )
هناك تخوف فى مصر من أسلمة الدولة.. وكيف ترون كمصريين فى الخارج صعود التيار الإسلامى للحكم ؟
أسلمة مصر لم تبدأ بفوز مرسى فقد بدأت مع بدايات ثورة يوليو عندما خرج اليساريين للتظاهر ضد حل الأحزاب فى الفترة من 52 الى 54 كان الإخوان هم من يضربون المتظاهريين ويتصدون لهم، فقد كانوا أمن الدولة فى هذه المرحلة حتى حدث الخلاف بينهم، كما بدأ اضطهاد الأقباط ومن هذه الحقبة مصر تتجة نحو الأسلمة ولدى العديد من الشواهد , عندما كنا فى المرحلة الابتدائية كان كتاب القراءة يحمل صورة لطفل وطلفلة جميلة بشعرها وقصص عن عادل وسعاد وهما اسمين مشتركين بين المسلمين والمسيحيين تحول هذين الاسمين إلى احمد وآية وآية طفلة محجبة ووالدتها فى قصص الكتاب محجبة أيضا ، وهذا شىء فى منتهى الخطورة . الحالة الثانية والخطيرة أيضا رصدتها عندما كنت فى المدرسة الثانوية وجاء مفتش اللغة العربية وبدلا من أن يتعرف على المستوى العلمى للطلاب فى مادة اللغة العربية سالنا سؤالا واحدا : ما الذى يعجبك فى الإسلام ؟ وظل يسأل هذه السؤال لكل طالب حتى أجاب عليه احد الطلاب بأن الإسلام دين ودولة، وكانت هذه الإجابة النموذجية التى أعجبته كان هذا منذ حقبة السادات ثم حادث الطفل اندور وشقيقه فى فترة مبارك وأنا هنا لا أتحدث عن أحداث فتنة طائفية وهى كثيرة ومتعددة فى حكم الرؤساء الثلاثة إنما ما يهمنى هو النشء الذى يتم تربية على عدم قبول الآخر فنتجت أجيال بعيدة عن بعضها لا تعرف الآخر.
مصر إسلامية منذ بداية حكم العسكر
وأقول لمن يعتقد أننا فى بداية أسلمة مصر أنك مخطىء، فهذه المرحلة بدأت منذ عقود طويلة ومن قلبها دولة إسلامية هم العسكر أما حالات الغدر التى شاهدنها الأيام السابقة، وهى قتل طالب الهندسة بالسويس والشقيقين فى الشرقية باسم لجان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيجب أن يتصدى لها المواطنيين بكل حزم فهى بلطجة باسم الدين وأنا غير قلق على مصر، والمواطن هو الذى يقع عليه عبء التصدى لهذه البلطجة وليس الدولة فقط. وهناك حقيقة مهمة صراع الحريات بدأ من 25 يناير عندما خرجت الناس تطالب بالحرية وذاقت طعمها واثبتت أن لديها القدرة على إسقاط النظام ولم تخاف حتى الرصاص.
(الأمل فى التيار الثالث ولكن دون استقطاب)
كيف ترى القوى الثورية فى هذه المرحلة؟
اتمنى أن يكون هناك أمل فى التيار الثالث وعلى الأحزاب المتكتلة فيه أن تتحالف بشكل قوى بحيث تصبح كتلة قوية أمام كتلة التيار الدينى ولكن دون استقطاب لا دينى ولا علمانى بل سياسة فقط ويجب أن يتعلم هؤلاء من درس الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وألا يعيدوا تكرار نفس الخطأ مرة أخرى فغياب القوى الثورية الموثرة والممثلة لكل طوائف الشعب جعلها فى حالة تشرذم مفتقدة القيادات التى بسهل التعامل معها، واتمنى أن تتجمع هذه الكيانات خلف شخصيات مؤثرة مثل الدكتور البرادعى او حمدين صباحى.. الآن الشواهد تشير لأشياء متضاربة ورغم أننى فرحت لعدم فوز شفيق إلا أننى فرحت أكثر لان مرسى جاء نجاحه بفارق لا يذكر وبخبرتى بالإخوان وانتمائاتى الايديولوجية تجعلنى غير متفاءل ولكن سوف ننتظر.
(حرية الابداع أساس البحث العلمى)
هل يمكن الربط بين البحث العلمى والواقع السياسى ؟
الدول المتقدمة استثمرت فى التعلم والبحث العلمى والقوى البشرية لتجد فى النهاية كوارد متخصصة , هذه الدول لديها وعى ومستقرة سياسيا ولديها نظام سياسى واعى متهم حريص على مصلحة الوطن ومرتبط أشد الارتباط بالحرية لأن حرية الباحث مثلها مثل حرية الفنان , كما أن نتائج البحث العلمى أحيانا يكون لها مردو سياسى مثلا فى أمريكا عندما ينظرون إلى نتائج علاج مرض وليكن سرطان الثدى مثلا فتاتى النتائج أن نسبة النجاح فى علاج البيض تفوق نسبته فى السود هذا من وجهة نظرهم له مردو سياسيى بمعنى السود لم يتلقوا العلاج الجيد ولا يوجد بحث علمى مفصل الصلة عن الواقع السياسى ففى أحيان كثيرة وفى بعض الأبحاث العلمية قد تتعارض مع الافكار والمعتقدات الدينية مثل قضية أطفال الأنانبيب والبحث فى الأجنة نجد أن الدول التى لا توجد فيها حرية تحجر على العلم والفن.
(مصر مريضة الآن وعلاجها أهم فى المرحلة الحالية)
وماذا عن مستقبل البحث العلمى فى مصر؟
لا استطيع وأنا أحاول إنقاذ مريض من الموت أن أتركه وأذهب لمعملى لإجراء بحوث، مصر الآن مريضة همنا الأول انقاذها الأن وتوفير العلاج أهم من البحث العلمى ولكن القضية الأهم أن فتح باب لحرية الإبداع فى كافة المجالات بالتالى سوف يبدع العلماء فى البحث العلمى حتى فى أضيق الحدود المادية المطلوب الآن خلق مناخ الحرية وتحميل الأكفاء المسئولية ففى مصر تم تصعيد اشخاص هم أهل الثقة وليس أهل الخبرة حتى فى العلم وقيادة الجامعات والمعاهد العلمية.
إ س