يقول الرسول:إن سيرتنا نحن هي في السماوات(في3:20). فالحياة الأبدية ليست مجرد اعتفاد أو اقتناع ذهني وفكري فقط,ولكنها شركة قلبية ووجدانية أيضا.ولذلك فالمؤمن يحيا الأبدية منذ الآن,لأن السيد المسيح قال:ها ملكوت الله
يقول الرسول:إن سيرتنا نحن هي في السماوات(في3:20). فالحياة الأبدية ليست مجرد اعتفاد أو اقتناع ذهني وفكري فقط,ولكنها شركة قلبية ووجدانية أيضا.ولذلك فالمؤمن يحيا الأبدية منذ الآن,لأن السيد المسيح قال:ها ملكوت الله داخلكم(لو17:21),مما يجعلنا ندرس مفهوم ملكوت الله في الكتاب المقدس,لنتمكن من ممارسة الحياة في هذا الملكوت بالوجدان والفعل والحقيقة!
ماهو ملكوت الله؟
ملكوت الله ورد في الكتاب المقدس,بثلاثة معان…
1-الملكوت القلبي:ها ملكوت الله داخلكم(لو17:21).
2-الملكوت الكنسي:ليأت ملكوت,لتكن مشيئتك(لو11:2).
3-الملكوت الأبدي:لاتخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت(لو12:32),تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم(مت25:34).
1-الملكوت القلبي
ومعناه أن يملك رب المجد يسوع علي القلب,وبالتالي علي كل الحياة…فهو الذي طلب منا:
يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي(أم23:26).
وهذا معناه أن يختار المؤمن الرب يسوع مليكا علي حياته,ويملكه فعلا في قلبه,بالمحبة الحقيقة,والخضوع الكامل لقيادة الرب,وليس بالإكراه أو الاضطرار أو الخوف,ولكن بالحب الصادق,لأن رب المجد أحبني لدرجة أنه سفك دمه لأجلي,وسكب إلي الموت نفسه نيابة عني!ولاشك أنهليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه(يو15:13).والحقيقة أن محبة الله الباذلة حتي إلي الموت,لم تكن من أجل أناس أحبوا الله,بل إنه هو أحبنا أولا…نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا(1يو4:19)…في هذا هي المحبة:ليس أننا نحن أحببنا الله,بل إنه هو أحبنا,وأرسل ابنه كفارة لخطايانا(1يو4:10)…نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا(1يو4:19),وكلمة كفارة أوCofer=Cover أي أنه يغطي أويستر خطايانا!!وهذا واضح من كلمات رجال العهد القديم:طوبي للذي غفر إثمه وسترت خطيته.طوبي لرجل لايحسب له الرب خطية ولا في روحه غش(مز32:1-2).
وهذا معناه أن خطايانا كثيرة,ونحن جميعا مدانون,لأن الجميع زاغوا وفسدوا معا.ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد(رو3:12).لكن الرب يسوع مات فداء عنا,وعوضا عنا(بحسب تعبير القديس أثناسيوس)إذ أنهالذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده علي الخشبة,لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم(1بط2:24),وهكذا صاربديلا عناوفداء لنا,مات…فمتنا معه,وقام…فقمنا معه.
ولهذا إن كان واحد قد مات لأجل الجميع.فالجميع إذا ماتوا.وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم,بل للذي مات لأجلهم وقام(2كو5:14-15).فدفنا معه بالمعمودية للموت حتي كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب.هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة(أي في حياة جديدة) (رو6:4)….إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضا بقيامته(رو6:5).فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضا معه(رو6:8).
تري,لو أن شخصا مات من أجلك,إلي أي مدي ستحبه؟!فكم بالحري أن الذي مات لأجلي هو الله الكلمة المتجسد!!
-غير المحدود تجسد ومات من أجل المحدود!!
-والقدوس مات من أجل الخاطئ!!
-والسماوي مات من أجل الأرضي!!
كم يستحق منا السيد المسيح من محبة؟! نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا(1يو4:19).ولأننا أحببناه نملكه في قلوبنا,ونقدم له كل يوم عبارات الشكر والثناء ومشاعر الحب والوفاء!!
ولكن ملكوت الله في القلب,لاتقابله مجرد المشاعر,بل السلوكيات التي تؤكد هذا الحب,والطاعة الكاملة للوصية,إن أحبني أحد يحفظ كلامي,ويحبه أبي,وإليه نأتي,وعنده نصنع منزلا(يو14:23).
وهكذا نحيا الملكوت القلبي,حيث يقول الرب:
-أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلي واحد(يو17:23).
-اثبتوا في وأنا فيكم(يو15:4).
فإن سألناه: كيف نثبت فيك يارب؟يجيبنا:
-من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه(يو6:56).