( لاشين ) أقدمها ونسخة إيطالية من شجرة الدر
القضاء على سمعة الخديوى اسماعيل فى فيلم المظ
وظاظا يفضح المرشحين للرئاسة
بين التاريخ والفانتازيا تعاملت السينما مع شخصية الحاكم .هناك من قست عليه وشوهت صورته بدون رحمة .وهناك من وضعت حوله هالة مقدسة واقترب تكريمه حد العبادة
بين التاريخ والفانتازيا تعاملت السينما مع شخصية الحاكم .هناك من قست عليه وشوهت صورته بدون رحمة.وهناك من وضعت حوله هالة مقدسة واقترب تكريمه حد العبادة .ولعلل التفتيش فى علب الأفلام عن الحكام والملوك والرؤساء .قد يساعدنا أن نجد مقارنة بين الصور والوقائع .فى الوقت الذى نقترب من انتخاب أول رئيس لمصر فى تاريخها الطويل.
وبمجرد أن تذكر لمحب للسينما عنوان الحكام فى الافلام حتى تعود ذاكرته لفيلم ( لاشين ) الذى انتج عام 1938 واخرجه فرايتز كرامب والفيلم بطولة ممثل غير مشهور يدعى حسن عزت ويدور فى فترة تاريخية – غير محددة- وقام فيه بدور الحاكم الظالم حسين رياض .والفيلم جسد ثورة الجياع قبل ثورة يوليو 1952 ب14 عاما وفى القصة الاصلية كان يتم قطع راس هذا الحكم .ولكن الرقابة اعترضت على عرض الفيلم الا اذا تم تغير النهاية فلا يمكن قطع رأس الملك وبالفعل تم تغير النهاية بحيث يصبح المجرم هو رئيس الوزراء وليس الحاكم بل ويتم الهتاف للملك وللاشين قائد الجيوش ويتم قتل رئيس الوزراء الشرير والذى كان يريد أن يوقع بين الحاكم – المشغول بحب الجارية التى تعشق لاشين حتى الموت – وبين لاشين .والفيلم يعد وثيقة سياسية اجتماعية على غضب الشعب من الظلم والقهر.
أما فيلم ( المماليك ) والفيلم لايحدد فترة معينة أو اسماء معروفة فى تاريخ المماليك ويقوم فيه بدور الحاكم الظالم ايضا الفنان حسين رياض ومن إخراج عاطف سالم .الفيلم يكشف عن قسوة وغلظة المماليك وتلذذ الحاكم بقتل المصريين الابرياء الامر الذى يجعل رئيس وزراءه يدبر ثورة ضده .يعاونه فيها الشعب حتى يتم فيها قتل الحاكم الظالم.
وعلى طريقة أن الملك برئ ورئيس الوزراء أو رئيس الشرطة – (وزير الداخلية ) هو المجرم الظالم الذى يعتقلالشعب ويعذبه فى حين أن الملك مسكين يشاهد فقط راقصات الجوارى ويستمتع بتقرير وزير الداخلية عن استتباب الامن تدور أفلام مثل ( أمير الدهاء ) أو نسخته الاخرى (امير الانتقام )والتى يكتشف الملك حقيقة ظلم وزير شرطته اخر الفيلم فالملك اخر من يعلم.
وعن عصر المماليك نجد أيضا الفيلم الشهير ( واسلاماه ) والذى أشار أيضا إلى المرأة الوحيدة التى حكمت مصر فى العصر الإسلامى شجر الدر – وقامت بدورها بتالق الفنانة تحية كاريوكا .والفيلم انتاج مصر وايطاليا واخراج انريكو بومبا واندروا مارتون وفى النسخة الايطالية قامت بدور شجرة الدرالفنانة الايطالية سليفانا بامبانيتى .ويدور حول تصدى المماليك للتتار .وكشف الفيلم عن ذكاء شجرة الدر وقوة شخصيتها ونهاية حياتها الماساوية.
وعن الحاكم المملوكى الظالم (قراقوش ) قدم منير سراج الدين فيلم (حكم قراقوش )والذى يفرض ضرائب على حلق اللحى وتربيتها حتى تقوم الثورة ضده بسبب ظلمه هو حاشيته الفاسدة.
أما الحاكم الذى مجدته السينما المصرية بصورة ليس لها نظير فكان صلاح الدين الايوبى فى الفيلم الذى حمل اسمه وقام ببطولته أحمد مظهر واخرجه يوسف شاهين وقد قدم الايوبى رجل كامل على المستوى الانسانى والحربى – بدون خطا واحد – فهو الانسان الفاضل والمنتصر على اعدائه.
وبعد ثورة يوليو 1952 قام بعض صناع السينما مجاملة للثورة فى تشويه كل حكام الاسرة العلوية ويظهر هذا بوضوح فى فيلم (المظ وعبده الحامولى ) حيث قدم الفيلم الذى اخرجه حلمى رفله شخصية الخديوى اسماعيل – قام بدوره أيضا وللغرابة الفنان حسين رياض – رجل فاسد لايهمه سوى النزوات والمطارادات الجنسية وكل همه أن ينال المظ – المطربة وردة – باى شكل لدرجة انه يظهر فى مشهد يناقش حملة حربية فى جنوب افريقيا وهو لايفكر الا فى كيفية ثقب باب الحمام ليرى المظ .وهى قصص تظلم هذا الرجل كثيرا الذى تغاضى الفيلم عن كل ايجابياته ومنها جعل القاهرة قطعة من اوربا وبناء الاوبرا وغيرها من مظاهر الحضارة التى لم يذكر الفيلم منها ولو نذر يسير .
واستمر تشويه الملك فاروق كرجل فاسد جنسى فى عدد من الافلام ومنها أفلام مثل ( الله معنا ) الذى لم يظهر فيه الملك فاروق إلا بعد طرده وإن كان رئيس ديوانه بالفيلم – الشرير حسين رياض- ومن حوار الفيلم نعرف أن فساده بلا مثيل .وفى كل المجالات .وهى صورة استمرت حتى افلام التسعينات والتى نذكر منها فيلم (امراة هزت عرش مصر ) وقام بدوره فاروق الفيشاوى وهذه الافلام لا تستند على مراجع تاريخية وان كانت تنطلق من التاريخ لتقدم قصص مثيرة تحتوى على التوابل التجارية .
أما الافلام التى تناولت سير واضحة لرؤساء مصر فهى ( ناصر 56 ) والذى قام بدوره احمد ذكى وقام على تمجيد قرار عبد الناصر فى تاميم قناة السويس .وفيلم ( ايام السادات ) والذى قام ببطولته احمد ذكى ايضا وقدم سيرة حياة شبه متكاملة للرئيس انور السادات وان كان يعيبه ان الفيلم سار على طريقة تبرير ايام السادات وكل مواقفه .كما قدم المخرج السورى انور القوادرى حياة الرئيس جمال عبد الناصر وعلى طريقة الدروس التعليمية حيث قام بدوره الفنان خالد الصاوى ولم يحظ الفيلم بنجاح يذكر.
ومن المشاريع المؤجلة لتقديم شخصيات رؤساء وحكام مصر هناك فيلم عن ( محمد على باشا ) كتبته لميس جابر وتقرر تحويله لمسلسل ثم تاجل المشروع الى اجل غير مسمى .كذلك كان هناك فيلم معد بعنوان ( الضربة الجوية ) لتمجيد الرئيس المخلوع مبارك .وأكيد أنه لن ينتج .حيث تم تقديم فيلم ساخر عن مبارك المخلوع لم يعرض بعد ويقدم
رؤيه ساخرة عن الساعات الاخيرة له فى الحكم.
ومن الافلام التى تعاملت بشكل كوميدى مع الرئيس فيلم ( زيارة السيد الرئيس ) بطولة محمود عبد العزيز ونجاح الموجى وهياتم ويوسف داود ويدور حول اشاعة تصل لقرية فقيرة تقول ان الرئيس الامريكى نيكسون سوف يزور القرية حيث يقف القطار على المحطة اثناء زيارته لمصرمع الرئيس السادات وهنا تستعد القرية بكل اوجاعها فى سخرية مريرة لتعرضها على رصيف المحطة ولكن قطار الرئيس لايقف على محطة الغلابة.
ويأتي فيلم طباخ الرئيس – والذى كان مبارك ويلا العجب معجب به – ليقدم رئيس لمصر لانعرف اسمه على طريقة فيلم المماليك وإن كان الزمن محدد وواضح ولكن شخص الرئيس فقط هو المجهول واذا امتلكنا عقولنا فلن يكون هذا الرئيس شخص اخر غير مبارك .ولكنه الوحيد الذى لم يكن يرى انه محاط بالفاسدين الذين يخفون عنه حقائق مذهلة عن شعبه ابسطها سعر طبق الكشرى .وهو فيلم لو يدرك مبارك لشعر بطعنته لنظام حكمه ولكنه يبدو أنه كان يظن أن الرئيس المقصود شخصا اخر.
أما السخرية مكتملة الاركان عن انتخابات رئاسة الجمهورية ف جسدها فيلم ( ظاظا )الذى رفضت الرقابة ان يكون اسمه بالكامل ( ظاظا رئيس جمهورية ) وقام ببطولته النجم هانى رمزى ومن المهم الاشارة الى تعليمات الرقابة بان
لا يظهر بالفيلم اى معلم من معالم مصر بالفيلم لا الهرم ولا البرج ولا شارع شهير ولا النيل .وهو امر مضحك مبكى لان الرقابة مثلا لم تعترض على قرار ظاظا بان يجعل العرقسوس مشروبا رسميا وهو مشروبمصرى صميم .وقد قام الفنان الراحل كمال الشناوى بدور الرئيس ( الحناوى ) وظهر كعجوز مريض وفى مناظرته مع ظاظا يكشف اعتماده على متابعة احوال الشعب من التقارير .ولعل نوعية ظاظا ذلك الانسان الفقير المسكين الذى تتم المتاجره به فى انتخابات بمظهر ديمقراطى مستوحى من تمثيلية انتخابات الرئاسة التى اجريت فى مصر تحت ضغط امريكى عام 2005 .بل واشباه ظاظا ظهروا بكثرة عند سحب اوراق الترشح للرئاسة 2012.
ومن الافلام العربية التى تعرضت لحياة رئيس يتم الانقلاب عليه الفيلم الفرنسى المغربى ( كش ملك )والذى قام ببطولته جميل راتب وشريهان .ويدور حول احد الرؤساء الذي كان يقوم بزيارة لاحد الدول ويقع انقلاب فى دولته فيتحول إلي لاجئ سياسى يقيم فى منطقة معزولة .وياتى ابنه لزيارته بصحبة صديقته التى نكتشف انها ابنة لاحد معارضيه السياسين والذى تم قتله فى المعتقل .وتقربت لابنه كى تأخذ بثأر والدها.
—
س.س