حذ ر تقرير رسمي إسرائيلي قدم مؤخرا للحكومة من احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة خلال العام الجاري سواء من خلال قرار تتخذه القيادة الفلسطينية أو في إطار احتجاجات شعبية متأثرة بموجة الثورات التي يشهدها العالم العربي.
حذ ر تقرير رسمي إسرائيلي قدم مؤخرا للحكومة من احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة خلال العام الجاري سواء من خلال قرار تتخذه القيادة الفلسطينية أو في إطار احتجاجات شعبية متأثرة بموجة الثورات التي يشهدها العالم العربي.
وجاء بالتقرير الذي أعده مركز الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية وهو هيئة استخبارية ونشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الأربعاء انه بهذه المرحلة لا توجد إرادة لدى القيادة أو الرأي العام الفلسطيني لتصعيد عنيف ضد إسرائيل ولكن مع استمرار الجمود بالعملية السياسية إلى جانب عمليات إسرائيلية شديدة على المستوى العسكري والاقتصادي واستمرار العاصفة في الشرق الأوسط فقد يؤدي إلى تغيير بهذا التوجه.
وبحسب التقرير فان استمرار الجمود السياسي وانعدام الاستقرار بالمنطقة من شأنهما أن يدفعا قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية والجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية إلى تصعيد عنيف ضد إسرائيل. وقام معدو التقرير الذي استعرض أمام مجلس الوزراء المصغر للشئون السياسية والأمنية الكابينيت بتحليل الوضع خلال العام الماضي وتوقعوا السيناريوهات المختلفة للعام الحالي من وجهة نظر الفلسطينيين.
ونقلت هآرتس عن مصدر لم يكشف اسمه القول إن الفلسطينيين قد يواصلون في الوقت الحالي مناوراتهم الدبلوماسية لعزل إسرائيل على الساحة الدولية في إشارة إلى خطوات قامت بها السلطة للحصول على عضوية دولة فلسطين بالأمم المتحدة لافتا الانتباه إلى أنه من غير المرجح استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين طالما أن الأنظمة العربية لا تؤيد إجراء حوار مع إسرائيل.
كما يعتبر التقرير أن القيادة الفلسطينية لا ترى في حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو شريكة بالإمكان التقدم معها بعملية سلام. زاعما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر تدويل الصراع من خلال العمل على زيادة ضلوع المجتمع الدولي فيما يجري بالضفة الغربية وقطاع غزة.
كما حذر تقرير الخارجية الإسرائيلية من فتور العلاقات مع كل من الأردن ومصر مشيرا إلى أن الأردن علي المستوي الرسمي يعمل على الحفاظ على اتفاق السلام لكنه يحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الجمود السياسي.
وفي السياق ذاته قال المحلل للشئون الفلسطينية في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية روني شاكيد إن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تتخوف من أن يتسبب الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال بموت أحد الأسرى الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى اشتعال اضطرابات عنيفة في جميع أنحاء المناطق المحتل ة. مشيرا إلى أنه يوما بعد يوم يحظى الإضراب بمزيد من التعاطف بين صفوف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة كذلك بين صفوف عرب 48 على حد قوله.
من ناحيته قال المحلل للشئون الأمنية في الصحيفة ذاتها أليكس فيشمان إن الجمود الذي ي سيطر على ما يطلق عليها المسيرة السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى رفع حالة التأهب في صفوف المؤسسة الأمنية إذ إنه منذ ذكرى يوم الأرض الأخيرة باتت حالة التأهب في صفوف قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في الدرجة القصوى. مضيفا أنه في 15 مايو الجاري سيحيي الفلسطينيون الذكرى الـ64 للنكبة.
واوضح فيشمان إن حالة التأهب لدى مصلحة السجون موجودة في الدرجة القصوى وذلك إثر الإضراب عن الطعام الذي أعلنه نحو 2000 أسير فلسطيني منذ 17 أبريل الماضي. مشيرا إلى أن كبار المسئولين في هذه المصلحة يؤكدون على أنه في حال وفاة أحد هؤلاء الأسرى المضربين عن الطعام حتى ذكرى يوم النكبة فإن هذه الذكرى ستكون بداية انتفاضة شعبية عارمة.