الآن نستطيع مبدئيا أن نري كيف يقدم مرشحو الرئاسة أنفسهم. عمرو موسي يقدم نفسه علي أنه رجل الدولة الخبير,القادر علي العبور بالمجتمع المصري هذه المرحلة الصعبة التي لا يصلح فيها التجريب أو الخطأ.
عبد المنعم أبو الفتوح يقدم نفسه علي أنه القادر علي تحقيق العدل,والحرية,لأنه ذاق الظلم في سجون مبارك,وتحمل الكثير من جراء معارضته للنظام.
أحمد شفيق يقدم نفسه علي أنه السياسي المحنك,والمتمرس,وله مشروعات تتحدث باسمه,وقادر علي ضبط الأمور واستعادة الأمن,وتسيير عجلة الحياة. محمد مرسي يقول إن لديه مشروعا للنهضة,فهو ليس رئيس,ولكنه وكيل لمشروع يهدف إلي نهضة المجتمة علي كافة الأصعدة. محمد سليم العوا يتحدث عن العدل,بوصفه أساسا للحكم.
حمدين صباحي واحد من الناس,يعرف كل همومهم,احتياجاتهم,مشاكلهم وتطلعاتهم,فهو منهم,ويقدم خدماته لهم.
أبو العز الحريري الثورة لديه مستمرة علي كافة الأصعدة.
الملاحظة العامة أن البرامج متشابهة بين كل المرشحين,والاختلاف في تفاصيل فقط.ويكفي أن نري المناظرة الرئاسية الأولي بينعمرو موسي وعبد المنعم الفتوحأنها تقريبا تتحدث في نفس القضايا,بنفس اللغة,والاختلاف يكون في أضيق الحدود,وعادة ما يكون في قضايا سياسية واشتباكات شخصية أكثر ما يكون في تفاصيل فنية دقيقة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية.
القضية-كما قلنا مرارا وتكرارا-ليست في الحلول الفنية للمشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري,لكنها في تقسيم المجتمع إلي ديني ومدني,وهو تقسيم لم أجد له مبررا أبوالفتوح يتحدث بمرجعية إسلامية وطنية,وعمرو موسي يتحدث بمرجعية ليبرالية وطنية,يتكلمان نفس اللغة,ليست في ذلك ولكن في الإصرار علي أن يكون الدين حاضرا في الانتخابات.