أعداد المصريين في الخارج التي شاركت في التصويت في الانتخابات الرئاسية ضئيلة لا تتناسب مع المصريين المغتربين المنتشرين في كافة أنحاء العالم ويقدر عددهم بنحو خمسة ملايين طبقا لبعض الإحصاءات,
أعداد المصريين في الخارج التي شاركت في التصويت في الانتخابات الرئاسية ضئيلة لا تتناسب مع المصريين المغتربين المنتشرين في كافة أنحاء العالم ويقدر عددهم بنحو خمسة ملايين طبقا لبعض الإحصاءات, ولا يقدر كذلك بالخطاب الزاعق الذي تبناه كثير من المغتربين بأهمية تصويتهم في الانتخابات أسوة بالدول المتقدمة, وهو الأمر الذي كان محورا للجدل في المجتمع. وقد راهن كثيرون علي الكتل التصويتية للمغتربين في التأثير علي الأوزان النسبية للمرشحين, وهو لم يحدث, وتحولت عملية تصويت المصريين في الخارج في انتخابات الرئاسة إلي مظهر حضاري, وتعبير رمزي عن المشاركة أكثر من كونها ممارسة فعلية في العملية الانتخابية.
البعض يتحدث عن مشكلات فنية مثل ضرورة امتلاك بطاقة الرقم القومي, وجواز السفر المميكن, وليس القديم, وغيرها. لكني أعتقد أن المشكلة الأكبر هي غياب الوعي, ومحدودية الدعاية للمرشحين, وشعور قطاع المغتربين أن الأحوال في ترد وليس في تقدم.
النتائج التي تقوم السفارات المصرية في الخارج ببثها ليست ذات دلالة لقلة عدد الناخبين الذي لم يتجاوز مئات في بعض البلدان, وبالتالي لا يمكن التعويل عليها في رصد اتجاهات التصويت للمرشحين في الانتخابات التي سوف تجري بعد أيام.
هذه مجرد خطوة علي الطريق, مثلما كانت المناظرة الرئاسية الأولي خطوة علي طريق التنافس السياسي, قد يظهر تأثيرها خلال الأعوام المقبلة, ليس فقط مصريا ولكن أيضا عربيا, فقد كان لهذه المناظرة تأثير واسع النطاق في العالم العربي تعبيرا عن بزوغ ربيع عربي لا يحصل فيه رئيس علي موقعه إلا من خلال مسيرة تنافسية مع غيره, ولا يملك سلاحا سوي الدعاية لنفسه وإقناع الناخبين بشخصه وبرنامجه.
نتذكر كيف أن الرئيس السابق مبارك يمن علي بعض الإعلاميين في مناسبات تجديد ولاياته الرئاسية بحوارات هي أقرب إلي الإملاء والدروس في السياسة منها إلي المناظرة, والنقاش, وعرض البرامج. نعم المشهد تغير, ولكن الطريق لا يزال طويلا.