قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان “نافي بيلاي” في بيان لها صدر إنّ قتل القرويّين بشكلٍ “عشوائي ولربّما متعمّد” في منطقة حولا السّوريّة قد يُصنّف بجرائم ضدّ الإنسانية أو غيرها من أشكال الجريمة الدولية
قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان “نافي بيلاي” في بيان لها صدر إنّ قتل القرويّين بشكلٍ “عشوائي ولربّما متعمّد” في منطقة حولا السّوريّة قد يُصنّف بجرائم ضدّ الإنسانية أو غيرها من أشكال الجريمة الدولية.
قالت بيلاي انّها “رُوّعت” جرّاء العدد الهائل من القتلى والجرحى الذين أودت بهم القوات الحكومية والميليشيات في ثلاث قرى في منطقة الحولة في منطقة حمص ليل الجمعة السبت. “إنّي، مرّة أخرى، أحث الحكومة السورية على وقف الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين “، أضافت بيلاي.
كما قالت إنها تؤيد تماما الأمين العام بان كي مون والمبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة كوفي عنان في إدانتهما القويّة للهجوم على الحولة.
” إنّ المعلومات التي حصلتُ عليها تشير إلى استهداف عشوائي ومتعمد ربما للمدنييّن في الحولة”.
قالت المفوضة السامية. “قامت الأمم المتحدة حتى الان بالتحقق مباشرة من وفاة ما لا يقل عن 90 شخصا، بينهم 34 طفلا تحت سن ال 10، في حين تشير تقارير غير مؤكدة أخرى أن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير. هذه الفظائع قد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية أو أشكال أخرى من الجرائم الدولية أو الإنتهاكات للقانون الدولي “.
“ينبغي أن يكون هناك تحقيق فوري وغير مقيد حول وقوع هذا الحادث من قبل هيئة دولية مستقلة ومحايدة”، قالت بيلاي. “ينبغي على الحكومة السورية أن تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية في تقديم المساعدة الكاملة لإجراء مثل هذا التحقيق، واتخاذ خطوات ملموسة لمنع أي أعمال مماثلة”.
تضمّ منطقة الحولة في حمص ثلاث قُرى وهي تل ضو، كفر لاحا وتلّ الذهب. يُشاع أنّ الجيش السوري قد حافظ على تواجد كثيف له في المنطقة لعدّة أشهر.
تشير التقارير الأولية الصادرة عن سكان حولا وغيرهم من المصادر، أن تبادل إطلاق النار بين أفراد مسلحين والجيش السوري كان قد بدأ حوالي الساعة 12:30 من بعد ظهر يوم الجمعة 25 مايو ، أي بعد وقت قصير من مظاهرة قام بها الناس الذين يعيشون في المنطقة. بعدها، يُزعم أنّ الجيش السوري قام بإطلاق وابلاً من الأسلحة الثقيلة في المنطقة – بما في ذلك المدفعية ونيران الدبابات – التي استمرت حتى يوم السبت نحو الساعة الثانية صباحاً تقريباً.
عانت سوريا من عدد من التفجيرات الكبرى في الاشهر الاخيرة، لا يمكننا وصفها إلا بكونها أعمال إرهابية”، قالت بيلاي. “أُندّدُ بشدة مثل هذه الأعمال التي أودت أيضا بحياة العديد من المدنيين. مع ذلك، أود أن أذكّر الرئيس الأسد والحكومة السورية أنّ الإحتكام لصدّ الإرهاب لا يُبرّر في أي حال اللجوء إلى العنف العشوائي والقتل كالذي قامت به القوات الحكومية و حلفائها في الحولة ،” قالت بيلاي.
“أولئك الذين يأمرون مثل هذه الهجمات، والذين يساعدونهم أو يفشلون في صدّهم، يتحمّلون المسؤولية الجنائية الفردية عن أعمالهم”، قالت المفوضة السامية. “على الدول الأُخرى واجب القيام بكل ما في وسعها لمنع وملاحقة مرتكبي الجرائم الدولية. أحثّ بشكلٍ طارئ، مرة أخرى، مجلس الأمن، للنظر في إحالة قضية سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. “
إ س