هذا القائمقام البطريركي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الكنيسة, فهو الذي دعا إلي مجلس علماني يعاون البطريرك.. فكان المجلس الملي لأول مرة وكيله بطرس أفندي غالي..
** في ظل مناخ سياسي مضطرب نتيجة تدخل الدول الأجنبية في الشئون الداخلية للبلاد بسبب الديون التي تراكمت علي الخديوي إسماعيل وقرار عزله وتولي ابنه توفيق.. وفي توقيت حداثة قرار رفع الجزية عن الأقباط بقرار الوالي سعيد تكريما وتقديرا للدور الوطني الذي قام به البابا كيرلس الرابع بشأن نزاع الحدود السودانية بين الجيش الحبشي والجيش المصري.. وفي ظل تدفق الإرساليات المسيحية إلي البلاد.. تنيح البابا ديمتريوس (البابا111) في تاريخ الباباوات عام 1870 تحديدا.. وتم اختيار نيافة الأنبا مرقس مطران البحيرة وقتذاك قائمقام البطريرك لحين رسامة بطريرك جديد للكنيسة, لكن -كما يذكر توفيق إسكاروس صاحب موسوعة الشخصيات القبطية- حتمت الظروف التي أحاطت بالكنيسة علي هذا القائمقام أن يبقي في منصبه لمدة أربع سنوات وتسعة أشهر بداية من عام 1870 إلي حين اختيار البابا كيرلس الخامس الأول من نوفمبر عام ..1875
* القائمقام علامة تاريخية فارقة..
** يعتبر القائمقام البطريركي الأنبا مرقس علامة فارقة في تاريخ الكنيسة, فهو أول من فكر في اختيار عدد من أبنائه الأقباط المخلصين لتكوين لجنة تشاركه وتعاونه في إدارة شئون الكنيسة.. وبالفعل تكونت لجنة من خمسة أراخنة لوضع لائحة لتنظيم الكيان الجديد الذي سمي فيما بعد المجلس الملي.. وعلي ضوء اللائحة تم اجتماع موسع بين القائمقام وكبار الأقباط وفي هذا الاجتماع جري انتخاب أول مجلس ملي لمعاونة القائمقام وأسفرت الانتخابات عن فوز 12عضوا أصليا و12عضوا احتياطيا.. وحرص الأراخنة الخمسة الذين وضعوا اللائحة علي ألا يرشحوا أنفسهم في هذه الانتخابات..
* بطرس أفندي غالي وكيلا للمجلس
** من خلال كتاب تاريخ المجلس الملي للمؤلف جرجس فيلوثاؤس عوض المطبوع عام 1920 يذكر أن بطرس أفندي غالي تم اختياره بالإجماع ليكون أول وكيل لأول مجلس ملي مع أنه ليس من الفائزين الأصليين بل جاء ترتيبه السابع بين الأعضاء الاحتياطيين.. كان الأعضاء الأربعة والعشرون كلهم من طبقة الأفندية وليس بينهم سوي اثنين يحملون رتبة البكوية.. غير أن الأمر اختلف بعد سبع سنوات عن انتخاب المجلس الملي الثاني ولكن في ظل البابا الجديد الأنبا كيرلس الخامس الذي أخضع التجربة للشد والجذب حول الاختصاصات -ليس هذا مجالها- وإن كانت لها تأثيرات علي المجلس وعلي البابا نفسه في رواية محتمة كتبها الصحفي صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة.. مشيدا بالبابا أكثر من إشادته بالمجلس الملي, خاصة وأن البابا لعب دورا سيايا منحازا للحركة الوطنية المستقلة في ذلك الوقت..
* بطرس باشا غالي وكيلا للمجلس..
** المجلس الملي الثاني (الأول في ظل البابا كيرلس الخامس) تم انتخابه في مايو 1883 حسب ما جاء في كتاب تاريخ الكنيسة المصرية للقس منسي يوحنا ويتكون من 24عضوا نصفهم أعضاء أصليون والنصف الثاني كاحتياطيين ويلاحظ أن التشكيلة الجديدة يغلب عليها الطابع الطبقي أي الطبقة القبطية الثرية الصاعدة.. فكان أول الأصليين بطرس باشا غالي ومعه خمسة باشاوات و14يحملون رتبة البكوية وثلاثة فقط من طبقة الأفندي بخلاف الخواجات وهو لقب الأعيان الأقباط..
* مجمع إكليريكي في المواجهة..
** رغم قيام مجمع إكليريكي إلي جوار المجلس الملي ورغم ما حدث من شد وجذب حول السلطة والاختصاص.. إلا أنه من قلب هذا الصراع خرجت فكرة أول جمعية قبطية مدنية هي جمعية التوفيق القبطية بكل ما سجل عنها التاريخ حتي اليوم استعرضه رشدي الطوخي في كتابه عن الجمعية والحركة الوطنية منذ خمسة أعوام..