أعرب عدد من المسئولين والمحللين الأمريكيين عن اعتقادهم بأن فرص اندلاع حرب ضد إيران في المستقبل القريب قد تضاءلت للغاية وذلك بعد سلسلة من الجدل الواسع الذي دار خلال الأشهر الماضية حول احتمالية توجيه ضربة عسكرية وشيكة ضد طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل
أعرب عدد من المسئولين والمحللين الأمريكيين عن اعتقادهم بأن فرص اندلاع حرب ضد إيران في المستقبل القريب قد تضاءلت للغاية وذلك بعد سلسلة من الجدل الواسع الذي دار خلال الأشهر الماضية حول احتمالية توجيه ضربة عسكرية وشيكة ضد طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل. واستشهد المحللون في رؤيتهم هذه حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم على موقعها الالكتروني بعدد من العوامل التي رأوا أنها لا تنبئ بنشوب صراع حتى الآن منها أن التهديد بتشديد العقوبات الاقتصادية دفع قادة إيران إلى محاولة تبني أساليب وصفوها بأنها “أكثر مرونة” في تعاملهم مع الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، فضلا عن أن استئناف المفاوضات المباشرة ساهم في تلطيف أجواء المحادثات المشتعلة بين إيران والقوى الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تزايد وتيرة الانقسام في إسرائيل بين القادة السياسيين ومسئولي الاستخبارات والجيش حول الحكمة من مهاجمة إيران قد بدأ يظهر واضحا هذا فضلا عن أن البيت الأبيض يبدو عازما على منع حدوث أي مواجهات قد تؤدي إلى أحداث فوضى في أسواق النفط العالمية في العام الذي من المقرر إجراء الانتخابات فيه.
ونقلت الصحيفة عن دينيس روس دبلوماسي أمريكي بارز ومسئول بالإدارة الأمريكية “أعتقد فعلا أن الأجواء هدأت للغاية. ولكن في الوقت نفسه لا يمكن لأحد أن يستبعد إمكانية تلاشي حالة التفاؤل التي تسود الأجواء حاليا”. وأضاف “أعتقد أنه يجب التركيز على المفاوضات في الوقت الحالي. وهذا لا يعني استبعاد اللجوء إلى القوة ولكن يجدر بنا انتظار نتائج الحلول الدبلوماسية أولا”.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن المحادثات التي جرت بين إيران والولايات المتحدة والقوى الدولية الأخري منذ أسبوعين في العاصمة التركية إسطنبول كانت بمثابة نقطة تحول في التفكير الأمريكي الحالي بشأن إيران. موضحة أنه خلال الأيام التي سبقت المحادثات مباشرة لم يكن هناك سوى قليل من التفاؤل في واشنطن إلا أن المفاوضين الإيرانيين أظهروا مرونة كبيرة وعزما على حل الأزمة وهو ما كان عكس المتوقع تماما.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم عدم التوصل إلى اتفاقيات بين إيران والجانب الغربي في المحادثات الماضية سوى إجراء محادثات أخرى في بغداد الشهر المقبل إلا أن المسئولين الأمريكيين يعتقدون أن التهديد بتشديد العقوبات الاقتصادية على طهران، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو المقبل ساهم في إقناع الإيرانيين بأخذ المفاوضات على محمل أكثر جدية، وهو الأمر الذي بدوره قلل من خطر اندلاع حرب.