حينما أخذته غيبوبة الضغيان فى سبتمبر 1981 أصدر السادات قراراته الشهيرة باعتقال وتحديد اقامة بعض رموز الدين الإسلامى والمسيحى وعلى رأسهم قداسة البابا شنودة الثالث وكان ايمان قداسته بالله راسخاً وعميقاً، فالابتلاء قاسى، ولكنها عزيمة المؤمن الصالح التى مكنته من مواجهة المحنة بثبات وصبر وإيمان ولم يحرك أو يحرض شعبه ضد الظالم وكان من الممكن أن تشتعل النار فى الوطن وتتحول مصر إلى جحيم باشارة من قداسته، ولكن القرار الظالم تحول الى برد وسلام على قلبه المؤمن، فاعتكف فى الدير متعبداً داعياً الله عز وجل أن يفك كربة وطن ومحنة شعب وكارثة أمة فاستجاب الله سبحانه وتعالى لصلاته ودعواته وعاد شامخاً منتصراً على رأس الكرازة المرقسية ربانا حكيما لسفينة الوحدة الوطنية التى واجهت امواج المؤامرات والفتن والتطرف، وكان صمام الامان فى مواجهة اعتى العواصف المدمرة، فكانت له ذخيرة حية من الحب المؤمنة الصافية بقدر ماغرس النبتة الطاهرة فى مشارق الارض ومغاربها ببناء المئات من بيوت الله لابنائه فى المهجر.
لروحك الطاهرة الصافية فردوس النعيم، بقدر ماغرست فى نفوس وقلوب الملايين فى العالم من الحب والصفاء والاخاء والتسامح والسماحة والايمان.
إنها دعوات أبنائك من ملايين المسلمين فى العالم الذين ملكت قلوبهم مؤمناً وصبراً جليلاً وشاعراً وصحفياً وأديباً قديراً وعسكرياً فذاً وحارساً لوحدة الوطن وحامياً وحافظاً للقران الكريم.